البحث في الموقع

كلمة الحياة

العظات

5/11/2015 ولنعلَمْ بأنّه لا وجود للموت، ولا للحزن مع السيّد المسيح الأب يوحنا داوود

"مَن يسمعْ كلامي ويؤمِنْ بالذي أرسَلَني فله حياةٌ أبديةٌ" (يو 24:5)
عظة للأبّ يوحنّا داوود
في القدّاس الإلهي من أجل الراقدين على رجاء القيامة
رعية سيّدة العناية - البوشرية

5/11/2015

باسم الآب والابن والرّوح القدس، الإله الواحد، آمين.

في الخميس الأوّل من الشهر، نُحيي تذكار الراقدين مع جماعة "اذكرني في ملكوتك"، كذلك نفعل في كنيستنا في كلّ سبت. كما تُحيى هذه الذكرى مرتَيْن في السنة: الأولى، يوم السبت الذي يسبق مرفع اللحم، والثانية، ما قبل عيد العنصرة.
إنّنا نتساءل دائمًا، لماذا نذكر الراقدين في الذبيحة الإلهيّة وليس خارجها؟ لأنّه في الذبيحة الإلهيّة تشترك كلّ الخليقة، فكلّ الكنيسة موجودة في القدّاس، ويشترك فيه كلّ الكون: من الملائكة والأنبياء والرسل إلى القدّيسين وجميع الراقدين من آبائنا. فالمكان الصحيح لذِكر الراقدين هو الذبيحة الإلهيّة.
مع قيامة المسيح أُبْطِل الموت، فمَن يسمعْ كلمةَ الله ويؤمنْ بها ينتقل من الموت إلى الحياة: "الحقّ الحقّ أقول لكم: إن من يسمعْ كلامي ويؤمنْ بالذي أرسلني فله حياةٌ أبديةٌ، ولا يأتي إلى دينونة، بل قد انتقلَ من الموتِ إلى الحياة"(يو24:5). لذلك نحن كمسيحييّن لا نفكّر بالموت بل نفكّر بالمجد. فكلّ القدّيسين سبقونا إلى الملكوت، ونحن ننتظر هذا المجد. وكلّ مسيحيّ أمام الموت يكون في حالة رقاد وانتظار بفرح، للقاءالمسيح، ولقاء الكنيسة وكلّ من آمن بالمسيح. ولكن الأمر الوحيد الذي يُحزن الإنسان من الموت، هو كونه إنسانًا خاطئًا، وغير نادم وتائب عن خطاياه، فهذا هو ما يُخيفه مِن فكرة الموت، ويجعله يبكي على أمواته، عند انتقالهم وهم في حالة الخطيئة.
في رجائنا المسيحيّ، كلّ حياتنا المسيحيّة هي موت: عندما لا أغفر لمَن أساء أكون أمام الموت، وعندما أتعذّب من الداخل قبل أن أغفر، وأضحّي بذاتي من أجل الأشخاص الذين أحبّهم والذين أبغضهم، أكون في حالة موت، كما أنّه

عندما أترك كلّ شيء وأتبع المسيح، أكون في حالة موت...لذلك، في كلّ حياتنا المسيحيّة موت، وحياتنا انتقال دائم مِن موت إلى موت. فالموت إذًا هو موت الجسد، فحسب، وبمعموديّتنا يموت فينا إنسان الشهوات، إنسان التراب...وقد كانت حياةُ يسوع المسيح بكاملها موتًا، فقد اضطُهدَ منذ ولادته لأنّه إله، وعاش حياته في اضطهادٍ حتّى الصّليب. كما أنّ العذراء مريم كانت تموت في كلّ لحظة ترى فيها ابنَها الوحيد يتألّم ويُضطهد ويُصلب، وهنا قال لها سمعان: "وأنتِ سيجوزُ السيف في نفسِك"(لو 35:2)، فحَمَلتِ الصّليب وقبِلتِ الموت. ونحن كمسيحييّن لا يُفرض علينا الموت، وإنّما نحن الذين نختاره. فيسوع المسيح لم يُفرض عليه الموت، وإنّما اختاره بإرادته، فالموت هو القيامة. وعندما نموت عن شهواتنا ورغباتنا، فنحن نموت ونغفر ونسامح، ونطهّر ذاتنا ونقدّمها في سبيل الآخر. لذلك مَن يرفض الموت، يرفض القيامة، ومَن يقبل الموت، يقبل القيامة، فلا قيامة بدون موت. ويمكن أن نَعبُر الموت في حالتيْن: إمّا أن أعبُر الموت لوحدي، أو أن أعبُر الموت مع المسيح، فالمسيح غلبَ الموت بقيامته. ونحن المؤمنون يجب ألّا نخاف من الموت...ويقول القدّيس بولس: "أين شوكتُك يا موت، وأين غلبتُك يا جحيم؟"(1كور 55:15) وقال أيضًا: "المسيحُ أطاع حتّى الموت، موتِ الصّليب" (في 8:2)، لذلك نحن نحيا في هذه الذبيحة الإلهيّة على الأرض، ويحيا الراقدون الذين سبقونا في السّماء. فعلينا أن نذكرَ الربّ، وعندما نتناول جسد ودم المسيح في القدّاس الإلهيّ، نكون قد تناولنا والإخوة الراقدين المسيح ذاته، فنحن جسدٌ واحدٌ، والمسيح هو رأس هذا الجسد. فإذا كُنّا في الجسد أو خارج الجسد، كنّا في المسيح، فنحن كنيسة واحدة.

تتمة...
28/10/2015 "من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني، فله الحياة الأبدية..." (يو25:4) الأب ابراهيم سعد
https://youtu.be/rJkdT9tv93w

"من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني، فله الحياة الأبدية..." (يو25:4)
عظة الأب ابراهيم سعد
في القدّاس الاحتفالي من أجل الراقدين على رجاء القيامة
الذكرى السابعة لانطلاقة جماعتنا
رعية القدّيس نيقولاوس – بلونة

28/10/2015

باسم الآب والابن والرّوح القدس، الإله الواحد، آمين.

نحتفل اليوم بالقدّاس الإلهي من أجل راحة نفوس الأموات وللسنة السابعة. أمّا لمن يتساءل كيف يمكن أن نصليَ من أجل الأموات الأحبّاء، وعندنا الرجاء والإيمان بأنهم في حضرة الله، في الرحمة الإلهيّة، وفي هذا الدفء الإلهي، ونحن هنا نشعر بالبرد بسبب ضجيج الدنيا وأهوائها وخطاياها، حيث نغرق أو يغرق فيها أحدهم ويبللنّا. كيف يمكن أن نتطلّع إلى الحالة التي تكون فيها الأموات، ونحن هنا في حالة الموت الروحي إذا كنّا نغرق في هذه الدنيا؟.

يقول إنجيل اليوم: "من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله الحياة الأبديّة، ولا يأتي الى دينونة، بل قد انتقل من الموت الى الحياة". (يو 25:4)

أمّا حياتك الحقيقية، وإحساسك بالدفء الإلهي فيبدأن عندما تدخل كلمة الله فيك، وتؤمن بالذي أرسل يسوع وتعيش بأمان فيه، وتتذوق طعم الحياة الأبديّة في لحظة قبولك كلمته."إنها تأتي ساعة، وهي الان حاضرة، حين يسمع الأموات صوت الله والذين يسمعون يجيبون" (يو 25:5). اذًا الان الساعة حاضرة بسماعكم للانجيل، وينطبق هذا القول عليكم اليوم، الآن الساعة حاضرة فنحن أموات، وكلّ واحد هناك أمر يقوده الى الموت الروحي أو الأهواء والخطايا. فالكره والحقد، وعدم تحمّل الواحد للآخر كل هذا يجعل الموت يحفر فينا، أما اذا سمعنا صوت ابن الله فنعود ونحيا من الموت الذي نحن فيه ونتحرّر من هذه الأمور. واذا لم يكن عندنا الايمان والثبات بأنه حقًا ابن الله سيخرجنا من هذا المكان، فنحن في وضع صعب جدًا. كأننا في قبر ولو كنا في القصور، في قبر نفسنا، وروحنا قد لامست الجسد بدل أن تكون روحنا قد لامست النعمة. كانت كلمة الله تعمل فينا ونحن روحيّون وليس جسديّون وبالرغم من الجسد، فنحن روحيّون لأننا على وصال واتصال بالرّوح الالهي. ونحن في هذا القلب ، في هذا الجسد الفاني، كما أن الآب هو الحياة في ذاته، كذلك ابن الله هو الحياة في ذاته وكل سلطان الله هو عند يسوع المسيح الربّ. ويعود ويقول انها تأتي ساعة ولم يعد يسمع فيها جميع من في القبور، وهنا يتكلّم عن الذين رحلوا، ورقدوا، وهم سيسمعون الصوت الإلهي فيخرجون من عملوا الصالحات الى قيامة الحياة، والذين عملوا السيئات الى قيامة الدينونة، فالكلّ يقوم، الكلّ في القيامة، الواحد بسبب ما صنع وكيف عاش وكيف كانت كلمة الله تحتلّ كيانه، وهذا لا يقدر أن يعيش الّا في الصلاح وسيتذوق طعم القيامة. أما الذين قرروا عن سابق اصرار وتصميم أن لا يتبعوا هذه الكلمة، ولا يتبعوا الله، فهم تلقائيا سوف يعملون السيئات وسيتذوقون في القيامة طعم القيامة، ولكن الأول يتذوق القيامة وهو في فرح، لأنه يربح الملكوت والمائدة أيضًا ممدودة له، أما الآخر يتذوق القيامة لأنه يرى كلّ شيء وهو حرم نفسه من كلّ شيء، فيصبح طعم القيامة مرّا، وهذه هي الدينونة فالربّ يمدّ لنا مائدة الفصح ولكن الذي يرفضها سيكتشف هناك أن قراره كان خاطئًا لذلك يحسّ بطعم القيامة ولكنه مرّ.

أما الذين عملوا الصالحات فلهم طعم الحياة اذا كانوا يتذوقونها من هنا، بسبب ارتباطها بكلمة الله سوف يعرفون طعمها فيما بعد. وهكذا يعيشون الانتصار بفرح، وهذا هو الرجاء، ولكن إذا كان قرارهم أن يرفضوا الله وحبّ الإله فلن يتذوقوا شيئًا. هذه هي مشيئة الآب الكلّ يخلص، حتى من لا يريد الربّ فهو لا يرغمه على ذلك. فخذ الحياة بصدق واخلاص وأمانة، في السلوك والحياة، في النظر، في السمع، وفي الخدمة، فتكون أنت رسول الله الجديد والمبشّر له بحقّ، فاذا نظروا إليك أو سمعوك أو اختبروا حياتك فتكون قد نقلتهم من الموت الا الحياة لأنهم سينظرون الله فيك فيؤمنون وعندها يتذوقون القيامة. آمين.
ملاحظة: دوّنت العظة من قبلنا بتصرّف.

تتمة...
21/10/2015 الربّ يسوع لا يعطينا همومًا أكثر مما نتحمّل... الأب كليمان يوسف

مقتطفات من عظة الأب كليمان يوسف
في القدّاس الشهري من أجل الراقدين على رجاء القيامة
كنيسة سيّدة البشارة للروم الملكيين - ماساتشوستس

الأربعاء 21 تشرين الأول 2015

باسم الآب والابن والرّوح القدس، الإله الواحد، آمين.

ما هو تطبيق إنجيل اليوم في حياتنا؟

الربّ يسوع لا يعطينا همومًا أكثر مما نتحمّل.
عندما كان يسوع في القارب مع التلاميذ، كادوا يغرقون قبل أن يستجيب لطلبهم، وجاء في الهزيع الأخير من الليل لكي ينقذهم، وليس قبل ذلك، فالربّ يسوع لا يأتي في البداية لأنه يريد أن يمتحن مدى حبّنا له فتذكروا ذلك عندما تكونون في مشكلة.
لا تقارن مشكلتك مع مشكلة غيرك، فالربّ يعرف كلّ واحدٍ منّا مدى قدرته على التحمّل ويجب علينا أن نتقبّل ذلك.
يجب أن نكون صبورين مع الربّ، على مثال أيوب الذي خسر زوجته وأبناءه .. حتى انه تشاجر مع ملاك الربّ وقال له:" لن أتركك إن لم تباركني". لذلك يمكن أن نفتح قلوبنا للربّ، هذه هي الطريقة لشفاء نفوسنا. وأنت يمكنك أن تعبّر عن الذي في نفسك للربّ من خلال الصلاة والتواصل معه، وستشعر بشيء في قلبك لا يستطيع أحدٌ أن يلتمسه. وعندها، صوتٌ لطيف سيقول لك: لا تقلق من أي شيء مع أنك تكون في وسط المشكلة وتشعر بأن الحلّ مستحيل، ولكن عندما تجلس في مكان لوحدك وتصلّي فالربّ يعطيك الحلّ.
الحلّ لا يطابق فكر الإنسان، ولكنه يرفعك لمستوى أعلى كلّما تحمّلتَ من أجل الربّ. نحن أضعف من أن نفهم ما هو وراء حكمة الربّ في الصعوبات التي نعيشها.

ملاحظة: دوّنت من قبلنا بتصرّف.

تتمة...
13/9/2015 Quant à nous les chrétiens, nous méditons toujours la mort en lien avec la Résurrection

PAROLE DE VIE
Bulletin hebdomadaire de la paroisse Saint-Julien-le-Pauvre
Dimanche 4 Octobre 2015

Chers Paroissiens et Paroissiennes

Nous consacrons cette année pastorale à méditer ensemble sur une question qui nous interpelle tous les jours de notre vie, à savoir la mort. Tous les êtres humains, chrétiens ou non, pensent à cette réalité et essayent de la comprendre dans la mesure du possible. Les uns l’abordent comme un problème, les autres comme une énigme, d’autres comme une fin de l’existence… Quant à nous les chrétiens, nous méditons toujours la mort en lien avec la résurrection, et plus précisément à travers le mystère pascal, c’est-à-dire la mort et la résurrection de notre Seigneur Jésus-Christ.
Le terme ‘mystère’, qui qualifie le plus cette réalité, ne peut être soumis à une vérification, ni à une explication, ni à une démonstration ; mais révélé dans l’acceptation, la compréhension et la communion. La mort et la croix ne peuvent être approchées sans la vie et la résurrection et vice-versa. C’est ainsi que la mort et la croix de notre Seigneur ne constituent pas une fin en elles-mêmes, mais un moyen qui ouvre à la résurrection et à la vie éternelle. En d’autres termes, la croix ne se comprend pas sans le tombeau vide et le tombeau vide ne se réalise pas sans le passage par la croix. C’est en ce sens que saint Paul met ce mystère au centre de la foi et de la prédication apostolique : « Si le Christ n’est pas ressuscité, vide est notre prédication et vide aussi votre foi » (1 Co. 15, 14).
Nous aurons à contempler ce mystère tout au long de cette année à travers les écrits des Pères de l’Église, en union avec la mission Ouzkourni Fi Malakoutika ; Souviens-Toi de moi dans Ton Royaume, que nous avons lancée cette année au mois de septembre. Tous les premiers dimanches du mois nous prions dans la Divine Liturgie pour les morts qui nous ont devancés au ciel. Que Dieu leur donne la joie auprès de sa Présence et nous conduise dès à présent à la vie éternelle la ‘où il n’y a ni chagrin, ni douleur, ni gémissement’. AMEN.

Exarque patriarcal en France
Archimandrite Charbel MAALOUF b.c.
Curé de Saint-Julien-le-Pauvre

تتمة...
14/7/2015 هذه الجماعة الّتي سبقتنا بحاجةٍ إلينا والعرفان بالجميل لهم هو الصّلاة الأب جوزف العلم

عظة الأبّ جوزف العلم
في القدّاس الإلهيّ من أجل الراقدين على رجاء القيامة
الذكرى السادسة لانطلاقة جماعة "اذكرني في ملكوتك"
رعيّة مار تقلا -المروج

14/7/2015

باسم الآب والابن والرّوح القدس، الإله الواحد، آمين.

نحن نحتفل، اليوم، بالذّكرى السّادسة لانطلاقة جماعة "أذكرني في ملكوتك" في رعيّتنا مار تقلا في المروج. يسّرني أن أنقل رسالة هذه الجماعة الّتي بدأت إثر إختبار عاشته عائلة من زوق مصبح جرّاء ألمٍ شخصيّ، إثر واقع رحيل أليم في سِّرِّ الموت. "هكذا بدأت الدّعوة، معكِ، جانيت، ومع عائلتك بفقدانِ زوجِك باسيليوس، ولكنّكِ، بنِعمة الله وتدبيره، عرفتِ كيف تُحوِّلين هذا الوجع الشّخصيّ المرير إلى نِعَمٍ عظيمةٍ، أفاضت في القلوب التّعزية والرجاء والفرح".

كذلك الأمر في رعيّتنا. انتقلت هذه الجماعة إلى رعيّتنا جرّاء وجعٍ كبيرٍ. إثر رحيل غاييل، ابنة يولا ووليد، فتعرّفت العائلة على جماعة "اُذكرني في ملكوتك" ثمّ انتقلت إلى هذه الرّعيّة ومن بعدها إلى الرّعايا المجاورة، على أمل أن يزداد انتشارها. وذلك يُعلّمنا أمراً مهمّاً، وهو الاستفادة من وجعنا، وضعفنا فنعرف كيف ننطلق، من جديد، مع يسوع المسيح. والمشهد المؤثّر هو مشهد المصلوبيْن اللّذيْن كانا مع يسوع، حين قال له أحدهما "اُذكرني اليوم في ملكوتك" فيُجيبه "اليوم تكون معي في الفردوس". نحن أيضاً، في كلّ مرّة نقول هذه الجملة بكلّ معناها، ومن كلّ قلبنا، سيذكرنا الربّ يسوع في الفردوس.

تعيش الكنيسة صراعاً مع كلّ فردٍ منّا لذلك دعونا نكون متيقّظين أمام إرادة هذه الصّراعات الكبيرة. يأتي أحدهم ويقول للكاهن إنّ لا داعي للصّلاة من أجل الأموات، فقد نالوا ما يستحقّونه بحسب أعمالهم على الأرض. وهناك أمثال عديدة في الإنجيل توضح هذا الأمر.
نحن، كَكهنة، كلّ مرّة نكسر القربان، نتناول القسم الأوّل على نيّة كلّ الجماعة والمرضى في رعاياهم. أمّا القسم الثّاني فنتناوله بعد أن نقول "أيضاً وأيضاً"، على نيّة الأنفس (المطهريّة) والأموات، وكلّ الّذين انتقلوا من هنا إلى الحياة الثّانية. تقوم الكنيسة بذلك في كلّ رعاياها سواء أكانت كاثوليكيّة أو مارونيّة أو أرثوذكسيّة. وهي لا تقوم بذلك اعتباطيّاً بل لأنّها مؤمنة به. هناك كنيسة حاضرة وكنيسة مُنتظرِة أيّ ما نُسمّيه بــ (المطهر) أو الفردوس حتّى نصِلَ إلى الّلقاء مع يسوع المسيح.

هذه الجماعة الّتي سبقتنا بحاجةٍ إلينا والعرفان بالجميل لهم هو الصّلاة الّتي نتقاعس عن القيام بها إلّا أنّ علينا الانتباه إلى هذه النّقطة. هم ينطلقون إلى الحياة الثّانية في حين أنّنا ننسى أسمى واجب تجاههم، ألا وهو الصّلاة الدّائمة من أجلهم.
هذه هي الذّكرى السّادسة لانطلاقة الجماعة، وهدفها هو أن نصلّي على نيّة كلّ الأشخاص الّذين فارقونا، كلّ المرضى والمنازعين، وأن ننتبه إلى أنّ حياتنا لا تنتهي على الأرض بل تبدأ في السّماء. لذلك كلّ مَن يقول لكم إنّه لا داعي للصّلاة من أجل الأموات والمرضى، اجعلوه يفهم هذه الحقيقة، وهي أنّنا وهؤلاء على صلة كبيرة.

نعرف أنّ العديد من النّاس ما زالوا على تواصل مع أشخاص فارقوا الحياة لأنّ المحبّة موجودة. فلكلّ منكم له شخص مغترب يبقى على تواصل دائم معه من دون أن يعرف أو يشعر بذلك. هذا التّواصل مختلف عن التّواصل عبر الهاتف أو وسائل التّواصل الإجتماعيّ، هو يشعر به خصوصاً في المرض والشّدّة. الأمّ تشعر بذلك،كما الإخوة إذا كانوا يُحبّون بعضهم البعض بِصدق. إذاً، بيننا وبين الأشخاص البعيدين عنّا، لمسافاتٍ كبيرةٍ تواصلٌ، فنشعر بِوجعهم وغضبهم لذلك نتّصل بهم في هذا الوقت، فَكيف بيننا وبين الّذين فارقونا إلى الدّنيا الأخرى؟

إذا لم نكن نتحلّى بهذا الإيمان فلا داعي لِمجيئنا إلى الكنيسة وللصّلاة وللمشاركة في القدّاس ولِتحضير أنفسنا للحياة الثّانية. دعونا في هذه الذّكرى المباركة، ننتبهْ إلى هذه المسألة المهمّة، ونُصَلِّ على هذه النّيّة المهمّة كي نَصِلَ إلى أن نلتقي كلّنا في الملكوت. في الصّلاة، نشعر ببعضنا البعض سواء أكان ذلك في الكنيسة الحاضرة أو في الكنيسة الغائبة.

تتمة...
12/7/2015 سِفر نشيد الأناشيد، الإصحاح 5 الأب أيلي خنيصر
https://youtu.be/YAkUq71Bi8w

عظة للأب ايلي خنيصر
في القدّاس الإلهي من أجل الراقدين على رجاء القيامة
كنيسة القدّيسة بربارة - زحلة

12/7/2015

باسم الآب والابن والرّوح القدس، الإله الواحد، آمين.
سنتكلّم، اليوم، عن يسوع في نشيد الأناشيد، وعن كيفيّة وصف العروس لهذا العريس، وكيفيّة تطبيق الكنيسة لهذا الغزل في السّيّد المسيح. سنرى ماذا قالت العروس لعريسها أو كيف تقول الكنيسة للمسيح أو مريم العذراء لابنها يسوع. فكلّ نفس مسيحيّة هي عروس، والمسيح هو ربّها وعريسها.
تقول العروس لِيسوع: "حبيبي سليم وأسمر لا عيب فيه، عَلَمٌ بين عشرة آلاف، رأسه ذهبٌ إبريزٌ، وغدائره أغصان نخيلٍ حالِكةٌ بِلون الغراب. عيناه حمامتان مغسولتان باللّبن، وهما في مِحْجَريْهما. خدّاه روضةُ أطيابٍ وخميلة رياحين. شفتاه سَوْسنتان تقطران عبير المرّ. يداهُ مُجَلّلتان بالذّهب، مليئتان بالزّبرجد. جسده مُغشّى بالعاج ومُغلّف بالياقوت. ساقاه عمودا رخام على قاعدتيْن من إبريز. طلعته مثل لبنان، وهو مهيب كأرزه. ريقه أعذب ما يكون، وهو شهيّ كلّه. هذا حبيبي، هذا رفيقي".

دعونا نرَ التّفاسير اللّاهوتيّة لِهذا المقطع. عندما تقول العروس "حبيبي"، ذلك يعني أنّ قلبها مع الشّخص الّذي هي مولعة به، وتُريد أن تُعَرِّفنا بهذا الحبيب. عندما تُخبر الفتاة أهلها عن عريسٍ، أو حبيبٍ، أو صديقٍ، تقول لهم إنّه سليمٌ لا عيْب فيه، أي أنّ سجّله أبيض لا حكم عليه. تأتي العروس قائلةً: "حبيبي سليم وأسمر لا عيْب فيه": وعندما أريد أن أشرح هذه العبارة أنظر إلى هذا العريس من خلال هذه الصّفات لأنّه هو المثاليّ، والّذي يُريد أن يفدي الآخرين، الّذي يُحبّ من كلّ قلبه، والّذي يُريد أن يُقدّم نفسه فداء أمّته ولا عيْب فيه.

وإذا عُدنا إلى سفرّ الخروج رأينا أنّهم عندما أرادوا الرّحيل عن أرض مصر، أمَرَ الله موسى ومن معه بأن يذبح حملًا صحيحًا سليمًا لا عيْب فيه. وكأنّ عروس نشيد الأناشيد تقول: هذا هو الحمل الّذي لا عيْب فيه، هذا هو حبيبي الّذي خلّص شعب إسرائيل بِدمه والّذي سيفدي الكنيسة والبشريّة. إنّه لا عيْب فيه، هو سليمٌ صحيح.

"هو علمٌ بين عشرة آلاف". أين تُرفع الأعلام؟ قديمًا كانوا يرفعون الأعلام على الصّاري أو على القِلاع أو على الأبراج لكي تُعرف هويّة هذه القلعة أو هذه المنطقة. وكانت توضع هذه الأعلام على كلّ عصا من عِصِيّ إسرائيل لكي يُعرف هذا. والعروس تقول: "لقد فُقْتَ، لقد فُقْتَ القِلاع، لقد فُقْتَ كلّ ما يُرفع أو تُرفع عليه الأعلام. وهذا لأنّك معروفٌ بين عشرة آلاف". وعشرة آلاف هو الرّمز، في الكتاب المقدّس، للّذي لا يُمكن أن يُحصى أو أن يُعدّ. وإذا جمعنا بين العبارات "أراكَ بين الجميع مرفوعاً"، "أنتَ الحمل الّذي لا عيْبَ فيه، الصّحيح، أنتَ حبيبي". وجدنا أنّه لكي تفدي البشريّة، يجب أن تكون مرفوعاً فوق الأبراج والقِلاع. ومَنْ غير صليب يسوع المسيح سوف يُرفع على كلّ هذه القِلاع والأبراج؟ فيكون حبيبي هو الحمل المفدّى الّذي تنظر إليه كلّ الشّعوب فتعرف أنّ هذا هو حبيبي. هذا هو الحمل الّذي رُفِعَ على الصّليب فأصبح الصّليب. الجميعُ ينظر إليه وسينظرون في نهاية الأزمنة، إلى علامة ابن الإنسان حين يأتي لِيدين العالم.

"رأسه ذهبٌ إبريز وغدائره أغصان نخيل": قديماً، في زمن المسيح وما قبله أي أيّام سليمان، عندما كانوا يُريدون التّباهي، كانوا يضعون أحزمة من ذهب حول صدورهم أو يُزيّنون شعرهم بِخيطان من ذهب كي يُعرف أنّ هذا الرّجل هو وجيهٌ وغنيّ. هنا، رأت العروس أنّ الذّهب يُحيط بِخصال شعر العريس أيّ أنّه عظيم، أنّه ملك. والذّهب، في الكتاب المقدّس، يرمز إلى المجد. إذاً حبيبي هو ملك مُمَجّد، مُعظّم.
وخصال شعره أغصان نخيل، والنّخيل رمز الانتصار، الغلبة، الظّفر. فالأسير يكون شعره مُتّسِخاً ومُبعثراً أمّا إذا نظرتم إلى أيقونة لِقلب يسوع المسيح رأيتم النّور ينبثق من كلّ خصلة من خصال شعره. وعندما تقول العروس إنّ غدائره أغصان نخيل أيّ أنّها ترى في شعره، وجهه علامات النّصر والظّفر والغلبة. هذا هو حبيبي، الحمل الّذي رُفِع كَعلم على عشرة آلاف إنّه الغالِب، إنّه المنتَصِر، إنّه المعظَّم. وما يظهر على وجهه يُريني حقيقة هويّته، هو كَشجرة النّخيل الّتي ترمز إلى الانتصار.
"حالكة بِلون الغراب" أمامنا اللّون الأسود، ولون ريش الغراب الّذي عندما تسطع أشعّة الشّمس عليه يلمع وتظهر له سبعة ألوان. فالكنيسة، أو عروس نشيد الأناشيد، تصف يسوع بأنّه أسمر ووسيم وفي شعره كذلك سبعة ألوان كريش الغراب.

"عيناه حمامتان مغسولتان باللّبن وهما في مِحْجَريْهما": عندما كانوا يقدّمون فرخَيْ الحمام إلى الهيكل، وريش الحمام الأبيض مُتّسِخًا، كانوا يغسلونه بالحليب كي يعود ناصع البياض، فإذا قدّموه إلى قدس الأقداس كان يلمع، وكأنّ النّور يخرج من ريشه. فرأت العروس أنّ عينَيْ عريسها تُشبهان عينَيْ الحمام، كما تغزّل بها قائلاً "عيناكِ حمامتان". إلّا أنّها زادتْ على ذلك أنّهما مغسولتان باللّبن أيّ أنّ النّور يُشعّ منهما، والعين تكشف هويّة القلب وما فيه، فقلبك، يا حبيبي، هو الّذي فدى البشريّة ورُفِع على عشرة آلاف، تفيض من عينَيْه كلّ الأنوار الإلهيّة. وهذا ما أشار إليه لون الحمام.
"خدّاه روضةُ أطيابٍ وخميلة رياحين" قديماً، كان الشّاب يضع على لحيته أعظم أنواع العطور. فعندما اقتربت العروس منه اشتمّتْ هذا العطر، فأوصى إليها بعطور جنائن الفردوس، فَوقعتْ أسيرة الحبّ أيّ انتقلتْ من الشّكل إلى العطر الّذي يأسر قلبها.

تتمة...
17/5/2015 علينا أن نعلم مدى محبّة يسوع لنا الشماس شربل ضو

مقتطفات من عظة الشماس شربل ضو
قدّاس إلهي في مديغورييه

17/5/2015

باسم الآب والابن والروح القدس الإله واحد آمين .

كم من الصّعب أن تعرفوا أنّ شخصاً يُسيء إليكم أو يخونكم، فكيف تُعاملونه؟ وماذا تفعلون كي تمنعوه من ارتكاب أيّ خيانة؟ فالربّ يسوع وصل مع يهوذا إلى أبعد الحدود وأعطاه كلّ ما لديه على الرّغم من أنّه كان يعلم أنّه سيُسلّمه. فلماذا لم يذلّه أو لم يطلب من تلاميذه أن يمنعوه من تسليمه أو لم يقمْ بأيّ عمل يمنعه من ذلك، بل طلب منه أن يفعل ما يُريده؟ لأنّه وجد أن لا جدوى من ذلك، لأنّه نبّهَ تلاميذه أكثر من مرّة وعلّمهم وجعلهم يفهمون واهتمّ بهم ولكنّ ذلك لم يُغيّر شيئاً، ونحن، كم من مرّة نكون غير أمينين مع الربّ يسوع؟
من هنا، علينا أن نعلم مدى محبّة يسوع لنا وغيرته على كلّ واحدٍ منّا. لو علم يهوذا فعلاً أنّ الربّ يسوع كان سيغفر له لَما كان انتحر. علينا أن نُدرك نعمة الغفران الموجودة في كرسيّ الاعتراف والّتي يُعطينا إيّاها الربّ في كلّ لحظة، فنتوب عن خطايانا.

وعلى مثال يوحنا الحبيب، فليعطِ كلّ واحدٍ منّا قلبه للربّ يسوع المسيح، ويميل الى صدره ويتكلم معه. كما كان التلاميذ ومنهم بطرس، يأتون الى الرسول يوحنا ليتعلموا منه حقيقة الحبّ الموجودة في قلبه.

كذلك، تحدّينا مشقات صعود جبل كريزيفاك، ووصلنا بفرح الى الصليب حيث الأمان والسلام، فلنحتمل الصّعوبات في حياتنا بفرحٍ، ولا نغضب بعد اليوم ولا نحزن من أيّ شيءٍ، لأننا نحمل السلام في قلبنا.

هذا هو الزاد لنا جميعًا، إذ أخذنا من مديغورييه الفرح والسلام. لنعود الى عائلاتنا حاملين النعمة وهذه البركة المريمية. فَلْيُبارككم الله ولتحفظوا دومًا هذه النعمة. آمين.

ملاحظة: دُوِّن المضمون من قبلنا بتصرّف.

تتمة...
15/5/2015 الحبّ الإلهيّ هوالوحيد الشّافي. الأب جورج كيروز

مقتطفات من عظة الأب جورج كيروز
(قدّاس إلهي في تهالينا – مديغورييه)

15/5/2015

باسم الآب والابن والروح القدس الإله واحد، آمين .
الخِبرة الرّوحيّة لا تتوقّف على نهارٍ واحدٍ أو لحظةٍ واحدةٍ أو على مرحلةٍ من العمر في العلاقة مع ربّنا والعذراء. الخِبرة هي العمر كلّه حتّى الموت. في كلّ يوم من خبرتنا الرّوحيّة يُعطينا الرّبّ شيئاً ويأخذ منّا شيئاً آخر. من الأفضل في هذه الخِبرة أن يبقى الله في مكانته وأبقى أنا الإنسان. لا أحد يصلّي عنك، ولا أحد يعترف عنك، ولا أحد يحبّ عنك، ولا أحد يأخذ الربّ يسوع في القربان المقدّس عنك، كما أنّ لا أحد يستطيع التّخفيف عنك، لأنّه ليس هناك إلّا الله وأنتَ. إيّاك أن تسأل عمّا يظنّه الآخر بك أو بشعوره نحوك. فالمسيح، الّذي صعد إلى السّماء، يهمّني، ويهمني أكثر إن كان راضيًا عنّي في الواقع الكنسيّ الإلهيّ الّذي يُريده الله. إنّ الربّ يسوع هو الّذي يهمّ وكذلك الحبّ الإلهيّ لأنّه الوحيد الشّافي.
عندما يكون الله هو المهمّ بالنّسبة إليّ، أكتشف الحياة كما هي، لذلك عليّ أن أعيش فرح الحياة لأنّ الله وأنا موجودان معاً في هذه الحياة الزمنية، لذلك، أعطيكم هذه النّصيحة وهي أن تعيشوا لحظات من الحبّ والحميميّة، فجمالٌ أن نكون في علاقة حميمة مع ربّنا، أيّ أن نعيش لحظاتٍ لا أحد يستطيع أن يفهمها ويقرأ سرّيتها، إلّا الله الموجود في داخلك. لا يشعر أحد بهذه اللّحظات إلّا عندما تختارُ رغبتَكَ في الله فتعيش بينك وبينه. لذلك العذراء في السّماء هي، دائماً، في علاقةٍ حميمةٍ مع الله ومع ابنها الذي أعطته إلى البشريّة، الربّ يسوع المسيح، فهو المغفرة وهو الرّحمة. لم يقلْ الربّ يسوع لأحدٍ إنّه سيُعطيه المغفرة لِخطاياه الآن، وفي ما بعد يقول له متى يكون معه في الفردوس، بل قال له ذلك مباشرةً، "اليوم تكون معي في الفردوس"، وبهذا القول كان الجواب عن صرخة لصّ اليمين : "اذكرني يا ربّ متى أتيتَ في ملكوتك".

ملاحظة: دُوّنت العظة من قبلنا بتصرّف.

تتمة...
12/5/2015 فلنتحلّ بإيمان مرتا! الشماس شربل ضو

مقتطفات من عظة الشماس شربل ضو
(قدّاس لأجل الراقدين على رجاء القيامة في مديغورييه)

12/5/2015

باسم الآب والابن والروح القدس الإله واحد، آمين.

عندما نكون بين النّاس، نسمع عبارة يُردّدونها دائماً "مَن الّذي مات وعاد لِيُخبرنا عن المكان الّذي ذهب إليه".
في هذا الإنجيل، نرى أنّ مرتا الّتي كانت تهتمّ بأمور كثيرة قد تغيّرت وركضت نحو الربّ يسوع قائلةً إنّها تؤمن بأنّه هو القيامة والحقيقة. مرتا الّتي لم تكن تعرف شيئاً، أصبحت تعرف كلّ شيء. في حين بقيت مريم في البيت تبكي من أجل أخيها، فنرى، هنا، كيف تغيّر إيمان مرتا. إذًا، فلنتحلّ بإيمان مرتا!
عندما كان يسوع حيّاً، صنع عجيبةً حتّى يُثبت لنا بأنّه إله وإنسان في الوقت نفسه، ويقول لنا إنّه هو القيامة والحقّ والحياة. فالموت هو البعد عن الله أكثر ممّا هو أن نُدفن في الأرض. عندما أبتعد عن الله، تموت حياتي كما تذبل الوردة وتموت إذا قطفناها.
القدّيس شربل لما زارته يومًا ابنة أخيه في المحبسة، فَلم يدعها تراه كما لم يدع أمّه تراه. قالت له إنّه يملك قطعة أرض في الجبل وقد باعوها وأنّه من حقّه أن يقبض ثمنها، فأجابها بأنّه مات منذ زمن بعيد، ولم يعد يعيش على هذه الأرض، تخيّلوا أنّ مار شربل يعيش في المحبسة ولا يأبه لشيء على هذه الأرض، إنّما هو سكران في حبّ الله.
والكثير من القدّيسين كانوا يضعون جمجمةً أمام أعينهم كي يُدركوا بأن الموت هو العبور الى الأبدية. كما إنّ القدّيس أنطونيوس عندما رأى والده أمامه ميتًا ومدحه، وإذ لم يلق جوابًا منه، أيقظه ذلك ودفعه إلى أن يفكر في ذاته... وحين سمع الإنجيل ترك كلّ شيء وتبع الربّ يسوع.
كذلك، إخوتي، صلّوا لأجل المرضى الذين يحتضرون، عندما تعلمون أنّ هناك شخصاً يُحتضر، أعلِموا الكاهن كي يمشحه وصلّوا من أجله. فالمشحة لا تعني بأنّ المريض سيموت بل هي مسحة الزّيت الّتي تجعله يقوم من جديد. طلبي إليكم كي تصلّوا معي دومًا لأجل المرضى المنازعين.
ليبارككم الله وليرحم جميع أمواتكم وليرفعهم، خلال هذه الذّبيحة الإلهيّة، إلى الملكوت السّماويّ.آمين
ملاحظة: دُوّن المضمون من قبلنا بتصرّف.

تتمة...
11/5/2015 الوعي الذّاتي في رحلة القداسة الأب جورج كيروز

عظة للأب جورج كيروز
(قدّاس إلهي في مديغورييه)

11/5/2015

باسم الآب والابن والروح القدس الإله واحد آمين .

سأبدأ بحدث حصل في مثل هذه اللّيلة؛ توفي البطريرك المارونيّ يوحنّا الحلو وقد شاركت الرئاسة العامة مع جميع الأساقفة والرهبان والكهنة في دفنه، إلّا أنّهم لم يُعيروا اهتماماً او اعتبارًا لِهذا الرّاهب البسيط الّذي توفي في عنّايا في المحبسة. بعد فترةٍ من الزّمن، يتمّ إخلاء الدّير بسبب الحاجة الماديّة. وكان ذلك لأنّ ربّنا قد أعطى علامةً وهي النّور الّذي ظهر على قبر مار شربل. وبالفعل منذ ذلك الوقت، يؤمّ الدير مؤمنون من كل أقطار العالم.
كذلك، في بدايات ظهورات العذراء في مديغورييه، قبل عشرات السّنين، قررّت ضيعة صغيرة أن تبني كنيسة صغيرة وفق هندسة محددة. ولكن، عندما كانوا يشيّدونها، وجدوا أنهم يبنون الكنيسة في اتساع اكبر ولم يُدركوا السبب في ذاك الوقت، وبحسب الرّواية الّتي يُرويها أبناء الرعية، ظهرت العذراء على جبل "بودبوردو"، جبل الظهورات في 24 حزيران 1981. تلك كانت الإرادة الإلهيّة، أن تستقبل هذه الكنيسة في مديغورييه الزوّار من كل أقطار العالم ليتشاركوا في الذبيحة الإلهية.

يتكلّم أحد الأشخاص عن الوعي الذّاتي. منذ زمن بعيد، أطلق سقراط هذه العبارة أو الشّعار الفلسفيّ "أيّها الإنسان أعرف ذاتك". الوعي الذّاتي هو أن أعيش اختباراً خاصّاً مع ذاتي، قبل أن أنطلق وأفكّر بعيداً عن ذاتي، عليّ أن أعرف ذاتي في أيّ مكانٍ من دعوتي كمسيحيّ وفي أيّ مسيرة أنا ماضٍ.

أحبائي، الوعي الذّاتي هو الّذي يجعل الإنسان ينطلق في رحلة القداسة. هذه دعوة خاصّة بالمسيح ويجوز أن يكون البيت الذي ربيتُ فيه، أو تكون المدرسة الّتي تعلّمتُ فيها، أو الكنيسة حيث التقيتُ بكاهنٍ يُلقي عظة، لأعرف مَن أنا كَوقفةٍ في هذه الحياة في هذه الدّعوة، تجاه الله وتجاه المجتمع الّذي أعيش فيه. فأنتَ إمّا أن تكون مؤمناً أو لا تكون. إمّا أن تؤمن بهذه الوقفة أو بهذا الوعي للذّات فتؤمن بيسوع أو لا تؤمن، فالّذي يؤمن يشعر بحاجة تدفعه شخصيًا إلى لقاء الله.
قبل أن أفكّر، اليوم، في المكان الذي يتواجد فيه الله، عليّ أن أفكّر كيف عليّ أن أعيش معه وأسمع وأفهم؟، الله موجود في حركة قلبي لذلك يقولون "هذا إنسان ظريف ومحبوب".
فالإنسان، بحسب علم المورفولوجيا، في الإطار الّذي يعيش هو لا يُمثّل شيئاً. "إنّك من التّراب وإلى التّراب تعود" هناك قيمة تجعلنا شيئاً وهي القيمة في الدّعوة، في الصّلاة، في الحبّ، في الإنسانيّة الّتي نفتقدها في هذه الأيّام. أنا إنسان أصبح لديّ قيمة إنسانيّة أيّ أنّني أصبحتُ أعرف كيف أعبّر عن إنسانيّتي وعن مشاعري الإنسانيّة، عن التّفاعل مع الآخر، أعرف كيف أصلّي وأحبّ، لذلك إذا كنتَ إنساناً تعرف ذاتك أيّ أنّك تعرف إنسانيّـك، تعيش هذه الحالة، ومَن يعترف بابن الله، الربّ يسوع المسيح، لا يقبل إلّا أن يكون طيّبا،ً أيّ أنّ حركة يسوع في قلبه بتعبيرٍ آخر هي حركة دموية إلهية: "خذوا كلوا هذا جسدي، خذوا اشربوا هذا دمي، اصنعوا هذا لِذكري حتّى مجيئي" لذلك أنا إنسان ابن الحياة الإلهيّة، ابن الدّم الإلهيّ الّذي يجعلني أعترف، بين ذاتي وبين الله، بأنّني إنسان.
مديغورييه، خارج الزّمن، أيّ ظاهرة غير طبيعيّة، أيّ ما فوق الطّبيعة. هناك ما يُسمّى بالميتافيزيكيا وهي تعبير يونانيّ. "ميتا" تعني خارج الحركة، خارج الطّبيعة. تأتي العذراء من عالم آخر، من السماء، أيّ تدخل عالم الزّمن وعالم المكان.
النّعمة الّتي نعيشها في هذه الضّيعة، حضور مريم العذراء في مديغورييه، تُعطي نعمةً خارج الزّمن، لِهذا الزّمن المقدّس، لِهذه الأرض المقدّسة، مديغورييه هي للإنسان الّذي لم يتعرّف بعد على الله وللّذي لا يعرف حركة قلبه. مديغورييه هي اختبار، مديغورييه ليست اختباراً بسيطاً. عندما تشعرون بالسّلام تنطلقون في هذا العالم خارج الزّمن، في عالمٍ خاصّ لم تعرفوه قبلاً، فالسّلام ليس في هذا العالم، "أنا أعطيكم سلامي ليس كما يعطيكم العالم" هوالسلام الداخليّ. السيدة العذراء حاضرة، وفي الحضور قوّة كي ننفتح على عالم الرّوح، عالم الآخر، السيدة العذراء تضع يديْها على قلبكم، هي تُعطينا حنانها ومحبّتها وقداستها.
ملاحظة: دُوّنت العظة من قبلنا بتصرّف.

تتمة...
22/6/2015 أبانا الذي في السماوات...ولكن هي ليست صلاة بل دستور حياة الأب سليم مناع
https://youtu.be/0HdgPfk9Hq4

عظة بعنوان: "أبانا الذي في السماوات..."
للأب سليم منّاع - خادم رعية مار يوحنا المعمدان، كرم سده
في القدّاس الإلهي من أجل الراقدين على رجاء القيامة

22/6/2015

باسم الآب والابن والروح القدس، الإله واحد، آمين.

من خلال هذا الإنجيل، نجد أنّ يسوع يتكلّم كثيراً عن الصلاة "وكلّ ما تطلبونه بالصّلاة يُعطى لكم" (مر 24:11)، ويقول أيضاً: "لم تطلبوا بعد باسمي أيّ شيء" (يو 24:16). تكلّم كثيراً على الصّلاة قائلاً إنّنا نستطيع الحصول على كلّ ما نريده من خلال الصّلاة، ولكنّ السّؤال الّذي يطرح نفسه، كما أنّنا نفكّر فيه، دائماً ولماذا عندما نصلّي لا نحصل على ما نريد؟ وكأنّ لا أحد يسمع صلاتنا". في هذه المناسبة اليوم، سَنُصحّح فكرة الصّلاة الّتي أخذناها، منذ القدم، عن أجدادنا وعن الكنيسة بطريقة خاطئة. نحن هنا حتّى يقول لنا لماذا لا نجيد الصّلاة.
عندما تكلّم يسوع المسيح مع تلاميذه عن الصّلاة، فرحوا، لأنّهم بالصّلاة يحصلون على كلّ ما يُريدونه فقالوا له: "يا ربّ، علّمنا أن نصلّي" (لو 1:11) فلم يقل لهم إنّ هناك الكثير من الصّلوات الّتي يُمكنهم أن يُصلّوها كالمزامير، الّتي كانت في ذلك الوقت الصّلاة الأفضل، بل قال لهم: "إذا أردتم أن تُصلّوا فقولوا أبانا الّذي في السّماوات" (لو 2:11). ولكن "الأبانا" ليست صلاةً بل هي دستور حياة مؤلّف من بنود وإذا سقط واحدٌ منها سقطت "الأبانا". وأكرّر إذا ردّدتُ "الأبانا" ألف مرّة فهي ليست صلاةً بل دستور حياة عليّ أن ألتزم به. وهذا هو ما أعطانا إيّاه الرّبّ.
تبدأ "الأبانا" بأن أعترف بأنّ الله هو أبي السّماويّ وهو البند الأوّل. أبانا وليس أبي أيّ نحن إخوة. والسّؤال البسيط، هنا، "هل نحن نعيش كإخوة أو كأعداء؟" أيّ إذا كان أحدنا يُريد أن يُصلّي "الأبانا" فَلْيبدأ بالجملة الأولى "هل أنا أخ أم عدوّ؟" فإذا كان عدوّاً، لا ضرورة لأن يُكملها.
نتابع "لِيتقدّس اسمك" هل فكّرنا ممن نحن نطلب أن يتقدّس اسم الله؟ كيف يتقدّس اسم الله غير بأعمالي وأقوالي وأفكاري؟ يتقدّس اسم الله من خلالي أنا، من خلال سلوكي. فهل الأعمال الّتي أقوم بها تُمجّد اسم الله وتُقدّسه؟ إذا كانت الأخلاق الحميدة والأقوال الجيّدة والنّوايا الحسنة موجودة لديّ، أتابع "الأبانا" دستور الحياة.

تتمة...
27/6/2015 "إحملوا نيري عليكم وتعلّموا منّي، تجدوا الراحة لنفوسكم" الأب شربل الهاشم
https://youtu.be/K20Khv5aGxc

"سنتان مضَت مع الكنيسة جمعاء نُنشد الايمان والرجاء، ضارعين، طالبين نعمة العزاء من ربّ السماء،
قائلين: "ألا اذكرنا في ملكوتك".

عظة الخوري شربل الهاشم
في القدّاس الإلهي لأجل الراقدين على رجاء القيامة
الذكرى الثانية لانطلاقة جماعة "أذكرني في ملكوتك"
في رعيّة مار يوسف - الدبيه

27/6/2015

باسم الآب والابن والروح القدس الإله واحد، آمين.

بعنوان: "إحملوا نيري عليكم وتعلّموا منّي، تجدوا الراحة لنفوسكم، فأنا وديع ومتواضع القلب،
ونيري هيّن وحملي خفيف" (متى 11 / 29 -30).

باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، آمين

لو أجرينا بحثًا دقيقًا عن كلمة "القلب" في الكتاب المقدّس بعهديه القديم والجديد، نجد عددها 876 مرّة، في حين لو قمنا بالبحث العلمي لوجدنا وظيفة القلب معدودة على أصابع اليد. فما هي أهميّة القلب في الكتاب المقدّس؟ سوف أذكر بعضاً من النصوص الواردة في بعض الأسفار لنرى أهميّة القلب بعين الربّ.

في سفر تثنية الاشتراع (10/ 12)
"والآنَ يا شعبَ إِسرائيلَ، ما الذي يطلبُهُ مِنكَ الرّبُّ إلهُكَ إلاَ أنْ تخافَهُ، وتسلُكَ في كُلِّ طُرُقِهِ، وتُحِبَّهُ وتعبُدَهُ بِكُلِّ قلبِكَ وكُلِّ نفْسِكَ". وبهذا أصبح قانونا لكل الشعب اليهودي علامة للحبّ مع الله.

في سفر الأمثال (22/17-18)
"أمِلْ أذُنَكَ واَسمَعْ كَلامَ الحُكَماءِ، ووَجهْ قلبَكَ إلى المَعرِفةِ. مِنَ الخيرِ أنْ تَحفَظَها في قلبِكَ وتفيضَ أيضًا على شفَتَيكَ".
خلاصة: ألله لا يهتمّ بالقلب كوظيفة، ولكنه يريده بالكامل، هناك تتجلى الحقيقة والمعرفة في ضرورة الحوار بين الإنسان والله ، بين المخلوق وخالقه، بين المحدود واللامحدود.

أمّا في العهد الجديد
في كلام الربّ يسوع لتلاميذه وحواره مع الآب السماويّ، تسبيحاً وتمجيداً لأبيه السماويّ، لإظهاره الخفايا للبسطاء والودعاء، وإخفائها عن الحكماء والفهماء.
في إظهار الخفايا عبر الوداعة، رسم يسوع طريق الوصول الى السعادة وإلى الرّاحة من ثقل الخطايا، والتحرّر من كل ما يعيقنا ويمنعنا من التقدم في المسيرة نحو الملكوت.
إذن إخوتي، دعانا يسوع قائلاً: "إحملوا نيري عليكم وتعلّموا مني، تجدوا الراحة لنفوسكم، فأنا وديع ومتواضع القلب، ونيري هيّن وحملي خفيف" (متى 11 / 29 -30)، ولم يدعنا إلى السيْر والتنعّم بالسلطة، بل كان محارباً لها، لا لاجتراح المعجزات ليصفقّ لنا الشعب، بل لنصنع المعجزات من خلاله وبالسلطان الذي أعطاه لرسله وقدّيسيه وكنيسته، فقد علّمنا أن نسير في النور ما دام لنا النور.

فما هو النير في قول يسوع المسيح؟
النير هو الخشبة المعترضة فوق عنق الثور أو عنقي الثورين المقرونين أو على الأبقار لجر المحراث أو المركبات أو غير ذلك. ثم أصبح يُسْتَعمَل لتكبيل حرية الأسرى واضطهادهم وعلامة لاستعبادهم. وكان كَسْر النير يعني الانطلاق من العبودية والتحرر من الأسر. واستعمل النير في الكتاب المقدّس بمعانٍ رمزية. واستُعمل رمزيًا أيضًا، بمعنى العبودية قاصداً علماء الشريعة والكتبة والفريسيين الذي أثقلوا الشعب بالفرائض والأحكام، فأصبحت الشريعة النير الذي أثقل كاهل الشعب الفقير وصار الإنسان من أجل الشريعة وليست الشريعة من أجله.

كما ورد أيضاً في مجمع أورشليم بين 50 و51 في قول بطرس بعد جدال طويل حول مسألة الختان بحسب شريعة موسى: "أيُّها الإخوةُ، تَعرِفونَ أنَّ اللهَ اَختارَني مِنْ بَينِكُم مِنْ زَمنٍ بعيدٍ لِيَسمَعَ غيرُ اليَهودِ مِنْ فَمي كلامَ البِشارَةِ ويُؤمنوا. 8واللهُ الّذي يَعرِفُ ما في القُلوبِ، شَهِدَ على رِضاهُ عَنهُم، فوَهَبَ لهُمُ الرُّوحَ القُدُسَ كما وهَبَهُ لنا، 9فما فَرَّقَ بَينَنا وبَينَهُم في شيءٍ. فهوَ طَهَّرَ قُلوبَهُم بالإيمانِ. 10فلماذا تُجرِّبونَ اللهَ الآنَ بأنْ تَضَعُوا على رِقابِ التَّلاميذِ نِـيرًا عَجَزَ آباؤُنا وعَجَزْنا نَحنُ عَنْ حَمْلِهِ؟ 11خُصوصًا ونَحنُ نُؤمِنُ أنَّنا نَخلُصُ بِنعمَةِ الرَّبِّ يَسوعَ كما هُمْ يَخلُصُونَ".
لقد دعا يسوع المؤمنين به إلى التعلّم والتمرّس على حمل الصليب مثلما حمله وأظهر ذاته للعالم فاتحاً يديه ليدخلوا من خلاله إلى قلب الرحمة والخلاص وبلوغ ملء قامته. دعانا إلى قبول المعرفة أن الله رحيم ومحبّ، ومعرفة أبيه السماوي عبر التواضع والدخول في علاقة بنوية مبنية على الحب وفهم سرّ المحبة ببذل الذات ونقاء القلب.
أعطانا يسوع الطوبى للودعاء كما ورد في التطويبات العشر لأننا نرث الأرض، ومعناها أننا نرث قلوب البشر في عالمنا اليوم. وهبنا الروح القدس لنفسنا الوديعة عبر الانفتاح ليعلمنا وينبّهنا ، عبر الطاعة لكلمته والسيْر بالأعمال الصالحة وأعمال المحبة في كنيسته.
عالم اليوم، يُثقلُ نفسه بخطايا مصنّعة ومقصودة بوضع نير العبودية على الشعب من جديد وقهره، أليست هذه خطيئة آدم الذي أراد أن يجعل نفسه إلهاً بدلًا من الله؟ أليست السياسات الهادمة للسلام وصنع مخططات الحرب للقتل والدمار، تجمع أشكالًا مختلفة من العذاب والقهر وإثقال الشعب الفقير وقمع حريته؟. نحن أبناء النور ولسْنا أبناء الظلمة. صليبنا خفيف لأن يسوع حمله خطيئة وكفراً وسلّمنا إياه مجداً وبهاء. نيره هيّن بالإيمان والرجاء والمحبة. حِمله خفيف لأنه سرّ يدخل قلبنا بجسده ودمه ليقدّسنا ويجعلنا آلهة صغيرة في ملكوته نرقص ونفرح ونهلّل أمام الربّ.

ماذا يطلب منّا يسوع؟ الرحمة من صميم قلوبنا، أن نتعلّم معنى: "أريد رحمة لا ذبيحة".
أن نكون مسيحييّن ليس فقط بحسب الهوية، بل أن نتعلّم معنى الغفران لبعضنا البعض، أن نتشبّه بالمسيح وندخل سرّه نحن المعمّدين على إسمه، لا أن نسير ونصفّقَ وراء الذي يريد أن يضع نيرًا على أعناقنا. تعالوا إخوتي في هذه الذبيحة القربانية المقدّسة، وفي شهر قلب يسوع الأقدس، أن نطلب من الربّ ونصرخ له: "يا يسوع الوديع والمتواضع القلب، إجعل قلبنا مثل قلبك". يا قلب مريم الحلو ....كن خلاصنا.

تتمة...
7/6/2015 إجعل قلبَنا مثل قلبك الطاهر والمقدّس الأب جورج نخول

عظة للأب جورج نخول
في القدّاس الشهري من أجل الراقدين على رجاء القيامة
كنيسة مار الياس – زوق الخراب، ضبيه

7/6/2015

باسم الآب والابن والروح القدس، الإله واحد، آمين .

شهر حزيران مميّز لأنه شهر قلب يسوع الأقدَس، وهو يدعونا لكي نتأمّل بقلب يسوع الأقدس، فنصلّي، ونقول: إجعل قلبَنا مثل قلبك الطاهر والمقدّس، إجعلنا أن نكون متواضعين، أطهاراً، أنقياء القلوب، والقلب هو مكان الحياة وفيه الانسان يعبّر عن مشاعره، ونوايانا تنبع من قلوبنا.

تزامنًا مع هذا الشهر المبارك، نحن، وفي هذا اليوم، يوم الاحد، يوم الربّ، يوم القيامة، يوم اللقاء مع الربّ، ونعبّر بحضورنا وصلاتنا عن رجائنا بالربّ يسوع المسيح.

كما تعرفون كأوّل أحد من كلّ شهر تُرفع الصلوات والذبيحة الالهيّة مع جماعة "أذكرني في ملكوتك" من أجل كلّ الراقدين والمنتقلين من بيننا على رجاء القيامة، ونخصّ بالذكر الشبان والشابات الذين سبقونا باكراً إلى الربّ، رحلوا في وقت مبكر والقلوب بكَتْ على فراقهم، والعيون أدمَعتْ والحزن لفَّ عائلاتهم، فأهلهم يستيقظون، وهم يعلمون أنهم لن يروهم. إنّه لظرف صعب ومؤلم للغاية ونخصّ اليوم بصلاتنا شهداء الوطن، مؤسسة الجيش اللبناني، الشهداء الأبرار الذين سقطوا على مذبح الوطن والشهادة.
ولكنّنا نعرف ان الربّ لن يتركنا يتامى إذ أودعنا ذاته من خلال روح القدس، البرقليط المؤيّد، والمعزّي، والذي يعلّم ويتلمِذ ويجعلنا أحباءه، فيقوّي فينا روح النبوّة للأب السماوي، ويضع في قلوبنا كلمة الحياة المقدّسة والبشرى المفرحة وكلمة الله التي تجدّد كياننا، فنحن يا أحبائي نسمة الروح، روح الله في قلب العالم، روح المحبة والمشورة ومخافة الربّ، ومعه نضع ذواتنا في خدمة مشروع الله على هذه الارض فيجعل على يد كلّ منّا رسالة ودعوة مسيحية مباركة.

كم أنّ هذه الدعوة عظيمة، حتى نعلم جميعاً أننا نسمة الله على هذه الارض. فتعالوا اليوم نفحصْ ضميرنا ونقُمْ بمراجعة ذاتيّة ،إن كنّا حقيقة على قدر هذه المسوؤلية التي أوكلَتْ لكلّ واحد منا؟؟.

فالربّ يقول في الانجيل، سأجعل لكم منازل كثيرة عند أبي. فلا يجب أن نفقد الثقة، فالربّ لم يتركنا يتامى بل جعل كلّ اسم محفورًا في السماء، أكان شاباً أو شيخاً، مريضاً أو معافىً، فلكلّ وجوده ومكانه عند الربّ، وأولادنا هم أبناء هذا الدهر الباقي للأبد في الحياة الأبديّة.

تتمة...
8/5/2015 " يا أُمًّا وَلَدَت حياةً لِبَني الإنسان، تضرَّعي عن بَنيكِ إلى الّذي من حشاكِ قد استبان " الأب فادي بوشبل المريمي
https://youtu.be/xYoAoGOHY4A

عظة للأب فادي بو شبل المريمي
في القدّاس الشهري لأجل الراقدين على رجاء القيامة
رعية مار يوسف - المطيلب

8/5/2015

باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، آمين

"يا أُمًّا وَلَدَت حياةً لِبَني الإنسان، تضرَّعي عن بَنيكِ إلى الّذي من حشاكِ قد استبان".

بهذا النّشيد المريميّ القديم، يظهرُ إيمانُ الكنيسة في عقيدةٍ أساسيّة تخصّ العذراءَ مريم، وهي عقيدة "أُمّ الله".
وعندما نقولُ بأنَّ العذراء مريم هي أُمُّ الله، لا نقصِدُ أبدًا بأنّها وَلدتِ الطّبيعةَ الإلهيّة. فإيماننا الّذي لا يتزعزَع، هو أنَّ الكلمة الّذي كان عند الله، وهو الله، قد صارَ جسدًا من أحشاء مريم بنت النّاصرة، واستَبان أمامنا عمّانوئيل "اللهُ معنا"، إلهًا شابَهَنا بكلّ شيء ما عدا الخطيئة، لكي يجعَلَنا نُشبههُ من خلال عَيشِنا للفضائل الإلهيّة الثلاث: الإيمان والرّجاء والمحبّة.
ويظهَرُ أيضًا في هذه التّرنيمة شفاعة مريم الّتي تطلبُها الكنيسة بلا مَلل، لأنَّ العذراء لا يُمكنها أن تَرُدَّ الطّالبينَ منها خائبين، والمُلتجئينَ إلى حمايتِها فارغين.

لذلك نَجِدُ القدّيس المريميّ الكبير مار برنردوس يقولُ لنا: "في المخاطرِ والحيرة والشّدائد، عودوا إلى مريم وادعوها، ولا يبرَحَنَّ ذِكرُها شفاهَكُم ولا قلوبَكُم، كي لا تُخطئكم شفاعتها، ولا تنسَوا أن تتمثّلوا بها. وإن أنتم اقتَفَيتُم أثَرَها فلن تَضيعوا، أو استَعَنتُم بها فلن تيأَسوا، أو تأمّلتموها فلن تَضَلّوا. فَبِعَوْنِها لا خوفَ عليكُم. وتحتَ حمايتِها لا خَطَرَ عليكم. وفي إثرِها لن يُدرِكَكُم الهلاك. وإن هي رَضِيَت عنكم، بَلَغتُم ميناءَ السّلام".

كيف لا، وهي الطّريق الّذي سَلَكَهُ ابنُ الله لكي يَصِلَ إلينا، ونَصِلَ نحنُ إليه؟

كيف لا، ومريمُ هي الأمُّ الّتي تضمُّ صلواتِها إلى صلوات الكنيسة عروسةِ المسيح، وليسوع السَّميع أن يُجيب؟

كيف لا، ومريم هي القدوة في عَيش الإيمان والرّجاء والمحبّة بشكلٍ أكثرَ من بطوليّ؟
إنَّ مريم، كما يقول الشاعر الكبير سعيد عقل، حالةٌ خاصّة تَجْمَعُ القدّوس والقدّيس، فهي ليست قدّوسة لأنّها مخلوقة، وليست قدّيسة لأنّها وَلَدَت القدّوس.

لذلك، شبَّهها أحد الباباوات بالعُنق الّذي يجمع الرأس يسوع بالجسم الكنيسة.
وقال عنها القدّيسون أنّها مُوزّعة النِّعَم، والنِّعَم كثيرة؛ ولكن، ما هو أهمُّها بالنّسبة لنا؟ هل الصحّة؟ هل المال؟ هل النّجاح؟

كلُّ هذا نحنُ نحتاجُ إليهِ. ولكنّه يأتي بالدّرجة الثانية والثالثة. أمّا النّعمة الكُبرى فهي نعمةُ الحياة.

فمَن منّا لا يخاف من الموت والفناء؟
مَن منّا لا يشتهي أن يحيا إلى الأبد؟

الحياة هي الله، ومريم بإيمانِها وتواضُعِها جذَبَتهُ إلينا. بل هو بفيضِ حُبِّهِ وحنانِهِ حنا علينا، واتّخذ من طبيعتِنا البشريّة جسدًا له، وكانت مريم هي المختارة لتحقيق إرادتِهِ القدّوسة. فها هو يوحنّا فم الذّهب يُوجّه كلامه إليها قائلاً: "اغتبطي أيّتها المغمورة بالنّعمة!... جَدّتُك الأولى بعصيانِها، استحقَّت عقابَ ولادة أبنائها في الآلام، وأنتِ على نَقيضِها، تتلقَّين دعوةً إلى الفرح. تلك أنجَبَت قايين، ووَلَدَت معه الحَسَد والموت، وأنتِ على نقيضِها، تَضَعين ابنًا يؤتي الجميعَ الحياةَ وعَدَمَ الفساد".

لقد قالَ يسوع عن ذاتِهِ: "أنا هو الحياة" (يو 14/6). وكانت مريم أُمُّه الّتي وَلَدَتهُ لتكونَ لنا الحياة وتكون لنا وافرة (يو 10/10)؛ فكيف لا نلتجئ إلى حمايتِها؟ كيف لا نطلبُ شفاعتها؟ كيف لا نسألها من أجلِ أحبّاءَ لنا تَرَكوا عالَمَنا وعَبَروا إلى الضفّة الثانية؟

الكُلّ يحتاج إلى العذراء؛ فهي تَحملُ الحياة الحقّة لجنسِنا الضّعيف.كلّنا مدعوّون لأن نلتجئ إليها ونقول:
"يا أُمًّا وَلَدت حياةً لِبَني الإنسان، تضّرَعي عن بَنيكِ إلى الّذي من حشاكِ قد استبان".

تتمة...
14/2/2015 "هنا يرقد على نور رجاء القيامة"، لا يضع الموت حَدّاً لحياتنا ولكن لِعمرنا الأرضيّ الأب ميشال عبود الكرملي
https://youtu.be/fO0kak7udtg

عظة للأب ميشال عبود الكرملي
في القدّاس الشهري لأجل الراقدين على رجاء القيامة
بمناسبة الذكرى السنوية الاولى لانطلاقة جماعتنا
في رعية مار مارون - الأنطونية
14/2/2015

باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد، آمين

نحن، اليوم، نحتفل معاً بالذّكرى السّنويّة لجماعة "اُذكرني في ملكوتك" الّتي أخذت في روحانيتها، منذ نشأتها، منذ بضع سنوات، الصّلاة من أجل الرّاقدين، من أجل أمواتنا. عندما نقول موت، على الفور، يراود أذهاننا الحزن، أي الحزن على الفراق. وكما نعرف، الموت موجود عند كلّ إنسان أيّ عند كلّ كائن حيّ لأنّه ليس أزليّاً ولا أبديّاً وسيأتي يومٌ يموت فيه، على عكس كائن الجماد الّذي لا يعرف الموت لأنّه جامدٌ لا يتحرّك. يسوع صار إنساناً ومات ولكن، مع المسيح، تغيّرت الفكرة عن الموت. قبل مجيء المسيح، كانت تُكتب على قبر الميت عبارة "هنا يرقد في ظلمة الموت" أمّا بعد مجيئه فصارت تُكتب عبارة "هنا يرقد على نور رجاء القيامة". لا يضع الموت حَدّاً لحياتنا ولكن لِعمرنا الأرضيّ، فالحياة الحقيقيّة هي ما بعد الموت. من غير المسموح أن يقول إنسانٌ مسيحيٌّ أنّ لا أحد من الّذين ماتوا قام وأخبرنا عن هذه الحياة، بل هناك من قام وأخبرنا، فنحن أبناء الرجاء ، نحن أبناء الحياة. ويسوع نفسه هو أوّل من أخبرنا.

هناك مَن يُخبر عن "فرنسوا ميتران"، أحد الرّؤساء الفرنسيّين، الّذي كان مسيحيّاً وصار مُلحِداً كما الكثيرين غيره. وقد عاد إلى ذاته عندما أخبره طبيبه أنّه تبقّى له ستّة أشهرٍ قبل أن يصل إلى الموت، وسيعيش خلالها صراعاً مع الألم ولن يستطيع المال الّذي يملكه، أو الأشخاص الّذين يعرفهم مهما علا شأنهم أو حتّى الدّواء، أن يُبعدوا عنه الموت. عندما علِمَ الرّئيس بمواجهة الموت، لجأ إلى أحد الفلاسفة "جان فيتون" ليسأله عمّا يوجد بعد الموت، فدخل الفيلسوف إلى مكتبه وجلب الإنجيل قائلاً له بأنّه عليه أن يقرأه، فيسوع سيُجيبه عن تساؤلاته. يُقال إنّه أمضى الأشهر المتبقيّة من حياته وهو يقرأ الإنجيل، وقد طلب أن يُدفن في مقابر كنيسة رعيته بعد أن تتمّ مراسم الدّفن بحسب الأصول. إذاً، إذا قرأنا الإنجيل سنفهم أنّ يسوع جاء ليقول لنا أمراً واحداً وهو "أنتَ، يا إنسان، ابن الله ومدعوٌّ إلى ملكوت السّموات" فجاء تلاميذه إليه قائلين له: "باسمك طردنا الشياطين، باسمك تنبأنا، باسمك عملنا المعجزات".. فلم يطلب إليهم تقريرًا بما فعلوه بل طلب إليهم أن يفرحوا لأنّ أسماءهم مكتوبةٌ في السّماء. نفهم، ساعتئذٍ، أنّنا لسنا أشخاصًا خُلِقنا لكي نكون ترابًا للقبور، فالكائنات الحيّة غير الإنسان تصير تراباً.
نحن وُلِدنا بالمعموديّة كما قال يسوع "إن لم يولد الإنسان بالماء والرّوح لن يدخل ملكوت السّموات" لقد خُلِقنا ومرَرْنا على هذه الأرض كي نكون، في ما بعد، معه في السّماء. ومن هنا نفهم أنّ الموت سيقرع بابنا بطريقة نجهلها ويأخذ منا، بِلحظات غير مُنتظرة، أشخاصًا لم نتوقّع رحيلهم، لذلك نحزن عندما نتكلّم عن موتنا أو عن موت مَن نُحبّ. إذاً، علينا عندما نفكّر في السماء أن نتعلّق بالأرض لأنّنا نعيش عليها مرّة واحدة. عليك أن تعيش حياتك الحيويّة على الأرض كلّ يوم كأنّه اليوم الأوّل لتشعر بالدّهشة وكأنّه اليوم الأخير، فتعرف أنّ كلّ ما على هذه الأرض من خيرات باقٍ هنا، لأنّ كلّ ما على الأرض هو فانٍ. إذاً هكذا تعيش حياتك على الأرض بعمق.
القدّيسون هم الّذين ماتوا وعادوا فأخبرونا عن الحياة ما بعد الموت. فعندما ننظر إلى القدّيسين نرى مثلاً أنّ مار شربل، لو بقيت حياته على الأرض لما استطاع أن يقوم بالعجائب. هؤلاء الأشخاص الّذين عاشوا مع الله على الأرض وماتوا جسديّاً فقط يقومون بأعمال الله وبعجائب لا يستطيع العِلم أن يُفسّرها، وبهذا نتأكّد من أنّهم أحياء وبالتّالي أنّ هناك حياة بعد الموت.

تتمة...
12/2/2015 تأمّل في "إنجيل لوقا 12: 33-40" الأب جوزف بو رعد
https://youtu.be/35m36O88m3s

عظة للأب جوزف بو رعد
في القدّاس الشهري لأجل الراقدين على رجاء القيامة
رعيّة دير مار الياس - انطلياس
بمناسبة الذكرى السادسة لانطلاقة جماعتنا.

12/2/2015

باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد، آمين

في بداية الإنجيل، أراد الربّ يسوع أن يُعطي انطباعاً أنّه يطلب إلى تلاميذه تغيير حياتهم بشكلٍ كاملٍ. فإذا طلب أحدهم الى الآخر أن يبيع كلّ ما يملكه ويرحل، من الممكن أن يعتقد الآخر أنّه عليه أن يُسافر إلى بلدٍ آخر؛ ولكن مَن يُريد أن يعود إلى بلده، يترك بيتاً أو ممتلكاتٍ له، أمّا من يريد أن يُهاجر فيأخذ كلّ ما يملكه معه. لا أحد يُفكّر في الغد كما أنّ لا أحد يقول إنّ غده هو في المكان الموجود فيه، فيبيع كلّ ما عنده ويرحل. هذا الكلام لا ينطبق علينا لأنّنا لا نزال هنا، فلا أحد يُعطي كلّ ما يملك إلى الفقراء لأنّه يُفكّر في ما سيفعله في الغد وهو لم يعد يملك شيئاً. لكن هذا الكلام ينطبق في أناجيل أخرى على من يُريد أن يكون تلميذاً من تلاميذ الربّ يسوع. مثلاً، انطبق هذا الكلام، في أيّامنا وفي تاريخ الكنيسة، على الّذين يدخلون الدّير فيتركون كلّ شيء، لكنّ الّذين يُريدون أن يُتابعوا حياتهم، يجدون أنّ هذا التّصرّف عارٍ عن المنطق والحكمة.
وصل الربّ يسوع، من خلال هذا الكلام، إلى أعلى مستوى من حديثه. لقد بدأ كلامه، في إنجيل نهار الأربعاء، عندما يأتيه أحدهم مُحاوٍلاً أن يُقحِمَهُ في مشاكله العائليّة الّتي تتعلّق عادةً بالميراث. فقد طلب من الربّ يسوع أن يُقنع أخاه بالقبول بأن يتقاسما ميراث والديْهما بالتّساوي. لقد كانت ردّة فعل الربّ يسوع مُلفِتةَ، فقد رفض أن يكون القاضي بينهما، أي رفض التّدخّل في حياة الآخرين بشكلٍ مباشرٍ ليكون الحاكِم بينهم. أراد أن يبقى المعلّم، فيُعطي مبادئ عامّةً
حول أمور الحياة.

إذا ألقينا نظرةً على تاريخ الأديان، نرى، مثلاً، أنّ محمّد بعد أن ترك مكّة متوجّهاً إلى المدينة، أصبح الحاكِم بين شعبه، ومَن يدخل في التّفاصيل يغرق فيها ومن الممكن أن تكون أحكامه صحيحةً لِفئةٍ من النّاس ولكن ليس للجميع، فتخلق لهم المشاكل. لكنّ يسوع رفض أن يتدخّل بين الأخويْن وتكلّم على الطّمع مُتَطَرّقاً إلى مثل الغنيّ الجاهِل. وكما نعلم، يقوم الغنيّ بالاستثمارات كي يزيد ثروته أمّا الّذي لا يكون ميسوراً كثيراً فيُخاطِر بما يملكه بُغية أن يزيده. وبالعودة إلى مثل الغنيّ الجاهل، فقد قرّر أن يزيد ثروته لذلك وضع المال في الأهراء، وطبعاً جميعنا يعرف هذه القصّة، فيقول له الله: "يا جاهِل لقد فكّرتَ في كلّ شيء بشكلٍ دقيقٍ ولكن ما هي ضمانة بقائك على هذه الأرض؟" فإذا أنتَ فكّرتَ بدقّةفي كلّ هذه الأمور، ستجد أنّك لا تملك ضمانة عيشك إلى الأبد على الأرض كما أنّك لا تعرف إن كنتَ ستكسب شيئاً من كلّ ما تعبتَ لتجنيه خلال عمرك. فيقول الربّ يسوع: "لا تعطوا أهميّةً كبيرةً للمال فكلّ ما تحتاجون إليه، في هذه الدّنيا هو لقمةَ خبزٍ وماء وقطعةً من الثّياب". وفي مكانٍ ما، يقول له الله أن يكتفيَ بهذه الأمور الضّروريّة للعيش ويطلب ملكوت الله، أيّ أن يكون الله ملكاً في حياتك فيكون هو ضمانتك للغد لأنّه الوحيد الّذي يستطيع ذلك لأنّه هو الّذي أعطاك الحياة في هذه الدّنيا.

عندما يعيش أحدهم في مملكةٍ يشعر بالأمان والسّلام لأنّ هناك ملك يحميه بخاصّةٍ إن كان ملكاً عادلاً. إذاً لا داعي لِخوف الإنسان إن كان هناك ملكوتاً وملكاً يضبطان أوّل الدّنيا وآخرها، عليه فقط أن يبحث عن ملكوت الله وكلّ الأمور الأخرى ثانويّة تُضاف إليه. لم يقل الله له "لا تُفكّر" بل "لا تهتمّ كثيراً بالطّعام والشّرب واللّباس". إذا فكّرنا بالفعل، يا إخوتي، في حياتنا اليوميّة بالفعل، لوجدنا أن شراء بيت وثياب وطعام لأولادنا ولأنفسنا يتطلّب منّا جهداً ووقتاً. لكنّ الربّ يسوع يقول لنا إنّ اهتمامنا بهذه الأمور لا يكفي فالحياة الحقيقيّة هي في مكانٍ آخر. ونحن قد فهمنا هذه الأمور. فمثلاً إذا كان أحدهم يعيش في قصرٍ ولكنّه على خلافٍ مع زوجته فهو لن يستمتع بأيّ شيء يملكه، أمّا إذا كان يعيش في بيتٍ متواضعٍ تحلّ البركة عليه ويشعر الجميع بالسّعادة فسيشعر بالرّاحة. هنا يقول الربّ يسوع أن تبيعوا كلّ ما تملكونه شرط أن تستثمروه في ما هو صالح فتحصدون خير عملكم في الحياة الثّانية. الحكمة، هنا، هي في معرفتك كيفيّة استثمار حياتك على الأرض وفي عدم الخوف من فكرة الموت وتجاهلها. فإذا تفهّمنا أنّنا أشخاص ستحين ساعة موتهم يوماً ما، نكتفي بحاجاتنا الضّروريّة، لأنّ كلّ الأمور الباقية ستزول وهي لا تضمن لنا عدم الموت. فمَن يؤمن بأنّه سيموت وبأنّ ساعته قد اقتربت هو الّذي يبيع كلّ ما يملك لأنّ لا فائدة له. المال يُلخّص جهد الإنسان الذي يستطيع أن يتصرّف ويفعل ما يشاء بما يملكه فقط. إذاً يُطلب منكم أن تكونوا عقلاء وأن تعرفوا كيف تستعملون المال لكي تشعروا بالسّعادة ولكي تنعموا بالحياة الأبديّة إلى جانب الله.

تتمة...
2/2/2015 تقدمة الربّ يسوع الى الهيكل الأب بولس سقيفة

عظة للأب بولس سقيفة
في القدّاس الشهري لأجل الراقدين على رجاء القيامة
رعية القدّيس شربل – العزيزية، حلب

2/2/2015

باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، آمين

نحتفل اليوم بعيد تقدمة يسوع الى الهيكل. تتقيّد مريم بإرادة الله التي تعرفها من خلال الكتاب المقدّس، وهي أن تقدّم ابنها البكر الى الهيكل كما هي العادة في ذلك الزمان لتشكر الله على نعمه. مريم لم تترك شريعة اإلاّ وطبّقتها على مولودها يسوع. ونحن نتمّنى على الأهل أن يكونوا مثل مريم ويوجهوا أولادهم نحو الواجبات الدينية، لأنّنا بالصّلاة وتتميم ارادة الله نصبح قدّيسين.

اليوم نضع شموعاً للمباركة وهذه الشموع تدلّ على أنّ يسوع هو نور، فقد قال " أنا نور العالم "، لقد أعطانا النور الطبيعي (العين) والنور الروحي (الانجيل )، ونحن بدورنا يجب أن نكون نوراً يشّع، نعيش النور من خلال تطبيق الانجيل، والشمعة تدلّنا إلى أنّ يسوع ذاب مثلها على الصليب من خلال تضحيته ومحبته وعطائه.

نتكلّم على جماعة "اُذكرني في ملكوتك" إنّها شعلة نور ومحبة لأنها تذكّرنا بأهلنا، بأصدقائنا وبالأشخاص الّذين لهم فضل علينا، أهلِنا الذين ضحّوا في سبيلنا وصرفوا المال والجهد والتعب لأجلنا وهي تذكّرنا باللّصّ الذي استفاد من وجود يسوع إلى جانبِه فتاب. يقول القدّيس "اوغسطينوس" عن هذا اللّصّ إنّه كان لصّاً وظلّ لصّاً على الصليب وقد سرق الفردوس أيضاً.
وتذكّرنا الجماعة أنّه واجبٌ علينا أن نصلّي لأحبائنا لأن الصّلاة تحمل فضيلة العدل والمحبة

تتمة...
21/1/2015 فلماذا نُسمّي هذا الزّمن بـ "زمن الظّهور الإلهيّ"؟ الأب فادي بوشبل المريمي
https://youtu.be/DiGwrVLodcI

عظة للأب فادي بو شبل المريمي
في القدّاس الشهري لأجل الراقدين على رجاء القيامة
الذكرى الثالثة لانطلاقة جماعتنا
في كنيسة الصعود – ضبيه

21/1/2015

باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، آمين

تعيشُ الكنيسة المارونيّة زمنَ الدّنح المُبارَك؛ وكلمةُ الدّنح تعني الظّهور.
فلماذا نُسمّي هذا الزّمن بـ "زمن الظّهور الإلهيّ"؟

إنّ يسوع الّذي حنا رأسَهُ، وقَبِلَ العِمادَ من يوحنّا سابِقِهِ، ما إن صَعَدَ من الماء حتّى حَلَّ عليه الروح القُدُس بشكلِ جِسمِ حمامة، وسُمِعَ صوتٌ من السّماءِ يقول: "هذا هو ابني الحبيب الّذي عنهُ رَضيت" (مت 17/5). فكان في هذا الحَدَث تَجَلٍّ واضحٌ أو ظهورٌ حقيقيٌّ للثالوث الأقدس الإلهِ الواحد الّذي نعبُدُه.

يسوع، بعدَ عِمادِهِ من يوحنّا، وبعد المدّة الّتي أمضاها في الصّحراء، بدأ رسالتَهُ العلنيّة، فكان ظهورَهُ لشعبِ إسرائيلَ كمسيحِ الربّ، المسيحِ المُنتَظَرِ الّذي "حَلَّ" عليهِ الروحُ ليُبَشِّرَ المساكينَ، ويُعلِنَ الحريّةَ للأسرى" (لو 4/18)، ويمُرَّ صانِعًا الخَيرَ مع الجميع (أع 10/38)، "ويُطيعَ الآبَ حتّى الموت، الموتِ على الصّليب" (في 2/8)، ويَهَبَ الحياةَ بوفرة (يو 10/10) لكلِّ مؤمنٍ به. والكنيسةُ المُقدَّسة تدعو هذا الزّمنَ أيضًا زمنَ النّور، لأنّ يسوع هو ا
النّور الحقيقيّ الآتي ليكشِفَ للإنسان عن جوهر الله، ويكشفَ للإنسان كيف يعيش إنسانيّتَهُ الحَقّة.

وهنا أتذكّرُ معكم عبارةً للبابا بنديكتوس خلالَ تعاليمِه عن سرّ العِماد المُقدَّس: "في كلِّ عِمادٍ تُفتحُ السّماءُ مجدّدًا، والآبُ السماوي يرى في المُعَمَّد الجديد ابنَهُ ويُناديه: أنتَ ابني الحَبيب"
هذه العبارة تستوقفُ كُلّ واحدٍ منّا لتُذكّرَه بعِمادِهِ وبكلمةِ الآبِ له
.
نعم، أنتَ ابنُ اللهِ بيسوعَ المسيح، وأنتِ ابنتهُ أيضًا.
والروحُ القُدُس الّذي حَلَّ على كُلٍّ منّا يومَ العِمادِ والتّثبيت جَعَلنا مُكرَّسين.
وكلمةُ تكريسٍ تعني انفصالاً من أجلِ خدمةٍ أسمى؛ فأنا عندما أُكرِّسُ البيوتَ وسواها أفصِلُها عمّا هو وثنيّ، وأطلبُ من الله أن يُبارِكَها ويُحِلَّ فيها نعمتَهُ.
والإنسان عندما يتكرَّس، الروحُ القُدُس هو الّذي يُكرِّسَهُ ليكونَ على مِثال السيّد المسيح مُكرّسًا من أجلِ حياةِ العالم. وقداسة البابا فرنسيس أعلَنَ هذه السّنة 2015 سنةَ الحياة المُكرَّسة
.
عندما نسمَع كلمة مُكرَّس، غالبًا ما نُفكِّر براهبٍ أو راهبة أو كاهنٍ أو أسقف، إلاّ أنّ التكرُّس هو لكلِّ مُعَمَّد، للّذينَ، وإنْ هم في العالم، ليسوا من هذا العالم (يو 15/19). أمّا الراهب والراهبة والكاهن فهم أولئك الأشخاص الّذينَ سَمِعوا في أعماقِهم نداءَ مَن قال: "تَعال".

وكان القرار باتّباعِهِ عن كَثَب، وبتأليفِ جماعاتٍ، تملك فيها الشَّرِكةُ والمحبّة، وتُمارَسُ فيها أنواعُ الفضيلة، ويُعاشُ بينَ أعضائها البُعد الرسوليّ.
فصارَ الرهبان والراهبات لديهم "روحانيّة الشَّرِكة"، ورسالتُهم "إيقاظُ العالم" من خلال الاتّباع الجذريّ الكامل للسيّد المسيح.
وبهذه الرّسالة يُشارِك العلمانيّون في عيش المثال والروحانيّة ونشر كلمة الله
.
ومن هنا بدأت الرهبانيّات بتأسيس جماعاتٍ علمانيّة، لها روحانيّةُ العائلةِ المواهبيّة.

تتمة...
5/1/2015 في العماد المقدّس ندخل في موت يسوع المسيح ونقوم معه الأباتي سمعان أبو عبدو
https://youtu.be/fKP4K6ycC9A

عظة للأباتي سمعان أبو عبدو
في القدّاس الشهري لأجل الراقدين على رجاء القيامة
كنيسة القدّيس شربل – المطرانية المارونية- العزيزية، حلب

5/1/2015

باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، آمين

ليَكن عيد عماد السيّد المسيح مباركاً لكم جميعاً. شاءت العناية الإلهية أن نشترك في هذا العيد في قدّاس "اذكرني في ملكوتك" من أجل راحة أنفس موتانا جميعاً، من أجل الأنفس المهملة، من أجل شهدائنا. كما أودُّ أن أذكر معكم اليوم الأشخاص المخطوفين من أساقفة وكهنة وعلمانيين ولا ننسى الشخص الذي خُطف مؤخّراً ليلة عيد رأس السنة، نصلّي من أجلهم ومن أجل أهلهم جميعاً كي يفتقدَهم الربّ ويُعطيهم القوّة لتحمُّل هذا المصاب.

يتمّ اللقاء مع جماعة "اذكرني في ملكوتك" في رعيتنا في الإثنين الأول من كلّ شهر لنقدّم مع المؤمنيين الذبيحة الإلهية لراحة نفوس إخوتنا جميعاً، في علاقة روحيّة بين الكنيسة المجاهدة على الأرض والكنيسة السماوية في قسميْها المعذّبة في المطهر والممجدة في السماء. نصلّي لأمواتنا، فإذا كانوا في السماء تشفّعوا لنا، أمّا إذا كانوا في المطهر فيرأف الربّ بهم ويصعدهم الى السماء. وهذا هو مصيرنا جميعاً، لذلك نصلّي لهم ونصلّي على رجاء القيامة، إذ إن الموت سرٌ لا يُدرك معناه إلا على ضوء قيامة سيدنا يسوع المسيح. نتساءل لماذا مات؟ هل هو عقاب؟ أبداً! فربّنا لا يعاقب، إنما هو يعرف ويقرّر كيف يجب أن تكون حياتنا الشخصيّة، وعلينا أن نتقبّل كلّ ذلك بالإيمان والرجاء؛ لا أحد مات وقام؟ وحده يسوع المسيح، هو الحياة، "أنا الطريق والحقّ والحياة ..." (يو 6:14) فعلى رجاء هذه القيامة نصلّي ونشترك بالذبيحة مع أمواتنا.

"اذكرني في ملكوتك" جماعة روحيّة مسكونيّة نشأت في لبنان وانتشرت في رعايا كثيرة من لبنان والعالم، نيجيريا، انكلترا، الأردن، اميركا والأرجنتين وغيرها....رعيتنا هي الرعية الثانية والخمسون. يُقام قدّاس شهري لراحة أنفس الموتى، فيصلّي المشتركون برجاء وفرح داخلي يُعطينا إياه يسوع المسيح الذي مات وقام.

في العماد المقدّس ندخل في موت يسوع المسيح ونقوم معه؛ "يعمّدكم بالروح القدس والنّار.. " (متى 11:3) هذا ما قاله يوحنا. النّار هي روح الحياة، روح القوّة وروح القيامة. يُغطّس المُعمّد بالماء ويوضع الماء على رأسه، فيدخل في موت يسوع المسيح، ومن ثم يقوم، نلبس الحياة الجديدة.تتجدّد العلاقة بين الأرض والسماء.

تتمة...
19/12/2014 أودّ أن أتأمّل معكم في كيفيّة عَيْش الملكوت على الأرض وتذوّقه الأب عبدو مسلّم
https://youtu.be/80Nq5hhTg7M

عظة تأملية في عيش مريم لملكوت الله
للأب عبدو مسلّم المريمي
في القدّاس الإلهي من أجل الراقدين على رجاء القيامة
الذكرى الثانية لانطلاقة جماعتنا
رعية مار ضوميط – عين الخروبة

19/12/2014

باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، آمين

اليوم، نصلّي مع جماعة "اُذكرني في ملكوتك"، من أجل الأشخاص المنتقلين من بيننا الّذين يتمتّعون، فعلاً، أو يُشاهدون الرّبّ يسوع المسيح والثّالوث الأقدس وجهاً لوجه.كما أودّ أن أتأمّل معكم في كيفيّة عَيْش الملكوت على الأرض وتذوّقه؛ لكي أتذوّق الملكوت عليّ أن أعيش خبرة مميّزة من خلال علاقتي بالله أيّ يجب عليّ أن أكون شخصاً على علاقة مع الرّبّ، شخصاً يعرف الصّلاة كما يعرف التّأمّل والغوص في كلمة الله لا بل أكثر من هذا، أن أكون شخصاً يعرف كيف يتأمّل في شخصيّة مريم الأمّ الّتي تُعلّمنا كيف نعيش ملكوت الله على الأرض. لذلك من المستحيل، عندما نتأمّل في مريم، ألاّ نتعلّم منها شيئاً. فالولد أو الإنسان لا يكتسب الخِبرة ولا يتعلّم إلّا من أمّه. ولتكن هذه خِبرةً وعبرة في حياتكم، فالولد لا يحفظ إلاّ ما تُعلِّمه وتقولُه له أمّه، لأنّ كلمة الأمّ تصِل إلى القلب وتثبُتُ فيه إلى حدّ أنّ الإنسان يعيشها، فعلاً، في العمق.
كيف عاشتْ مريم ملكوت الله على الأرض؟ سوف نتأمّل في نصّ البِشارة ولكن قبل ذلك، أريد أن أقول جملةً: أظهر الله ألوهيّته بالتّجرّد والتّخليّ، لقد أخلى ذاته مُتّخذًا صورة عبد. من غير الممكن أن تستطيع التّأمّل بألوهيّة يسوع المسيح إلّا إذا تخلّيتَ عن ذاتك ودخلتَ في منطق الألوهة المتجليّة على الأرض بالتّخليّ والتّواضع. دعونا نأخذ حدث الميلاد كما هو: في ملء الزّمن، عندما اختار الله أن يتجسّد كان اختياره مميّزاً عبر التّاريخ، وكانت البشريّة قد نَضَجت من النّاحية الحضاريّة فأصبح ربّنا قادراً على أن يوصل رسالته إلى كلّ شخص في العالم من خلال الرُّسُل الّذين اختارهم. سأدخل إلى بُعدٍ آخر من التّخلّي الّذي عاشه ربّنا في التّجسّد. دعونا نتأمّل في المغارة: نرى طفلاً صغيراً وقد اختارَّ ربّنا مريم العذراء البالغة من العمر ستّ عشرة سنة، ولم يكن أحد يعرفها، كما اختار مار يوسف، النّجار حتّى يُربّي المسيح واختار الرّعاة حتّى يأتوا لتدفئته. أمّا المكان الّذي اختاره يسوع المسيح ليتجسّد فيه فلم يكن معروفاً من قِبل النّاس، ولكّن إذا أردنا أن نتأمّل في عمق هذا الإختيار سنجد أنّ ربّنا كان دائماً مُحتجِباً عن سرِّ ألوهيّته بسرّ الإنسانيّة الضّعيفة.

ما الّذي يُعلّمنا إيّاه هذا الحَدَث؟

تتمة...