نتقدّمُ بكاملِ المحبةِ والشكرِ إلى الأب الجليل نيقولا حداد على احتضانِه لرسالتِنا الروحيّة في رعيّته ودعمه لها، وإلى كلّ مَن عَمِلَ بإيمانٍ وأَمانةٍ على نشرِها في هذه الرعيةِ المباركة.
كما نسأل اللّه الآب أن تُثمِرَ خدمة رسالتُنا تعزيةً ورجاءً وسلامًا في نفوس المؤمنينِ، راجين أن يُفيضَ على أمواتِنا الرحمةَ العظمى. المسيحُ قام!
كلمة الجماعة في انطلاقة جماعة "أذكرني في ملكوتك"
بالقداس الإلهي من أجل الراقدين على رجاء القيامة
في كنيسة دير القدّيس بطرس للروم الكاثوليك - مرمريتا
18/1/2018
حضرة الأب الجليل نيقولا حداد،
أيّها الإخوةُ في الربّ،
إنّها لَـنِعمةٌ مِن الربِّ، أن تجمَعَنا رسالةٌ سماويّةٌ، لِنصُلِّيَ معًا بفرحٍ طاهرٍ من أجل أحبّاءَ غابوا عنّا، وعبَروا إلى الحياةِ الأبديّة.
نحن، "أذكرني في ملكوتك" جماعةٌ رسوليّةٌ مسكونيّة، تشهدُ لقيامةِ الربِّ يسوعَ المسيح مِن خلالِ خدمةِ رسالةِ الصّلاةِ مِن أجلِ الراقدينَ على رجاءِ القيامةِ، في ثلاث وسبعينَ رعيّةً في لبنان وبلاد الانتشار، (إلى الآن).
نشَأَتْ رسالتُنا الروحيّة إثرَ فُقدانِ أحدِ الأحبةِ في واقعِ الموتِ الأليمِ، الذي لم نكن نُدرِكُ عُمقَ معناه. غيرَ أنّ رحمةَ الآبِ شملَتْنا بِنعمةٍ سماويّةٍ، وأيقظَتْ بصيرتَنا لِنعِيَ سِرَّ الموتِ بمفهومِه المسيحيّ: أي أن نموتَ مع الربِّ يسوع، ابنِ اللّه الحيّ، ونقومَ معه، بحسبِ قولِه:"أنا القيامةُ والحياة، فمَن آمنَ بي وإن ماتَ يحيا" (يو 25:11). وبإلهامٍ من الرّوح كانَت دعوةُ الربّ لنا للصّلاةِ مِن أجلِ أمواتِنا.
فانطلقْنا ببركةِ الكنيسةِ، في الأوّلِ من حزيران 2006، في خدمةِ رسالتِنا الإيمانيّةِ بغيْرةٍ وجِدٍّ وعزمٍ، بمشاركةِ المؤمِنين، كلٌّ في رعيّتِه، مجتمعينَ في سرِّ الافخارستيّا، مُصَلّينَ مع الإخوةِ المنتقِلينَ مِن بيننا، بعضُنا لبعضٍ، لنَحيا في رباطٍ أبديٍّ بالمسيحِ ربِّنا، عائلةَ الآبِ السماويِّ، تجمَعُنا معموديّةُ الروحِ، مجسِّدِينَ شركةَ القدِّيسينَ في الصّلاةِ والمحبة.
وسلَكْنا بالكلمةِ الإلهيّةِ، ناهِلينَ من الكتابِ المقدّسِ، لتُثـبِّتَنا في سَعْيِنا، عامِلينَ على الشهادةِ لكلمةِ الحياةِ في رسالتِنا الشهريّةِ "إلى إخوتي الخمسة" (إنجيل لَعازر والغني، 19-31)، وعلى القيامِ بأعمالِ رحمةٍ لنكون واحدًا في نِعمةِ الرجاءِ وهِبةِ الحياة.
كما نَجهدُ في خدمتِنا الرسوليّةِ على بثِّ روحِ الرّجاءِ في النفوسِ، لاسيّما في قلوبِ الحزانى، ومؤازرتـِهِم في ألـمِهِم. وفي هذا الصّدَدِ وضعْنا كتيّبَ "صلوات التّعزيةِ والرّجاءِ"، ليكون سندًا لكلِّ محزونٍ أو فاقدٍ للرّجاء.
¬كذلك، نَحرِصُ على تبادلِ الخبراتِ الروحيّةِ، ومشاركةِ الجماعاتِ بعضِها لبعضٍ في اللقاءاتِ الروحيّةِ. ونسعى إلى نقلِ رسالتِنا الرّوحيّة الى الشبيبةِ والأطفالِ لزرعِ الرجاءِ في قلوبـِهِم، معَ حِرصِنا أيضًا على نشرِها عبرَ موقِعِنا الإلكترونيِّ وعلى مواقعِ التّواصلِ الاجتماعي.
ونظرًا لنموِّ الجماعةِ وتكاثرِ حاجاتِها، ومن أجلِ تحقيقِ أهدافِها وخدمةٍ أكبر... ها نحن نَنطلقُ بنعمةِ الله في مشروعِ بناءِ المقرِّ الروحي لجماعةِ "أذكرني في ملكوتك"، في سهيلة – كسروان. مقرِّ الجماعة الرئيسي لخدمةِ رسالتِها وعيْشِ روحانيّتِها، راجينَ أن يُشِعَّ مِن داخل هذا المقرِّ نورُ القيامةِ ليُضيءَ ظلماتِ مَن آلَمَهم موتُ الأحبّةِ!
اليوم، في هذا المساء المباركِ، نرفعُ كلَّ الشُّكرِ الى العنايةِ الالهيّةِ على نِعمةِ هذا اللقاءِ، ِونجدِّدُ خالصَ الشكرِ والتقديرِ: لكم أيّها الأب الجليل على احتضانكم لرسالتِنا الروحيّةِ ودعمكم لها في رعيّتكم الموّقرةِ.
ونتقدّمُ بكلِ الشكرِ والمحبةِ لكم، أبناءِ هذه الرعيّةِ المبارَكة، على مشاركتِكُم فرحَ لقائِنا.
ونخصُّ بالشكرِ أيضاً جوقةَ الرعيةِ التي شاركتْ جَوْقَ الملائكةِ بترانيمِ النّورِ والقيامةِ.
في الختامِ، نسألُ الله الآبَ أن يعضُدَنا ويقوِّيَـنا جميعًا لنُكمِلَ معًا خدمةَ رسالةِ "أذكرني في ملكوتك"، ضارعينَ إليه أن تُثمِرَ في النّفوسِ رجاءً وتعزيةً وسلامًا، وأن نسمعَ قولَ الربِّ لنا: "تعالَوا يا مبارِكي أبي رِثوا الملكوتَ المعدَّ لكم مِن قَبلِ إنشاء العالم"، وأن يُفيضَ على أمواتِنا سِعةَ رحمتِه.
فأيُّها الإخوةُ الراقدونَ بالربِّ! نفوسُكم في الخيراتِ تسكُن، وذكركُم يدومُ الى جيلٍ فجيل... المسيحُ قام!
تتمة...