البحث في الموقع

لقاءات و نشاطات


انطلاقات وقداديس

"من اكل جسدي وشرب دمي له الحياة الأبدية"
(متى 25 : 40)
8/11/2018 كنيسة مار جرجس - فيطرون صلاتنا من أجل الراقدين هي مِن صُلب إيماننا المسيحيّ
https://youtu.be/1S9d3EgpBBU

عظة الأب روبير عوض
في القدّاس الإلهيّ من أجل الراقدين على رجاء القيامة
في انطلاقة جماعة "أذكرني في ملكوتك"
كنيسة مار جرجس- فيطرون

8/11/2018

باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، آمين.

إخوتي، سلام الربِّ في قلوبكم أجمعين،
تحتفل الكنيسة اليوم بِعِيد الملاك ميخائيل، رئيس الملائكة. وفي هذه المناسبة السَّعيدة، أتوجّه بالمعايدة القلبيّة الحارّة لكلّ مَن يحمل هذا الاسم ومشتقَّاتِه.
إنّ اسم "ميخائيل" يعني"مَن مِثلُ الله". ومن خلال تفكيرنا بشريًّا في معنى هذا الاسم، يتبادر إلى أذهاننا سؤالٌ هو: مَن مِنَ البشر يستطيع أن يمنحنا القوَّة، وكلّ ما نحتاج إليه في حياتنا؟ إنّ حُكّامَ هذه الأرض وملوكَها، قد يتمكّنون مِن حمايتنا مِنَ الأخطار البشريّة المحيطة بنا، من خلال الجبروت الّذي يتمتَّعون به، كما قد يتمكَّنون مِن سَدِّ بعض احتياجاتنا الأرضيّة، ولكنْ ما هو مؤكَّدٌ هو أنّ لا أحدَ منهم يستطيع تخليصَ نفوسنا مِن الهلاك الأبديّ. إنّ الله وَحده، هو القادر على تقديس نفوسِنا ومَنحها الخلاص الأبديّ. ومن خلال تفكيرنا في الأبديّة، يتبادرُ إلى أذهاننا سؤالٌ آخر، وهو: ما هو مصيرُنا بعد الموت؟ وفي سبيل الإجابة على هذا السؤال، يتوجّب علينا مراجعة حياتنا، فنُدرِك من خلال أعمالنا الجزاء الّذي نستحقُّه بعد الموت.

في تأمُّلنا اليوم، نودّ التعمُّق في التفكير حول السؤال: "مَن مِثلُ الله؟". كُثُرٌ هم المؤمِنون الّذين يلتجئون إلى القدِّيسِين باعتبارهم مشابِهين لله،كونُـهم يتمتَّعون برؤية وجهه القدُّوس في السَّماء. إنَّ الكنيسة الكاثوليكيّة وكذلك الأرثوذكسيّة تؤمِنان بشفاعة القدِّيسين، ولكن هذا لا يعني أن نجعل من القدِّيس إلهًا، فالقدِّيسُ ما كان لِيَصِل إلى مرحلة القداسة لولا علاقته بالله. لذا من الخطأ تمامًا أن نتوجّه في صلاتنا إلى القدِّيس، وحتّى إلى العذراء مريم، بـِمَعزلٍ عن الله، فالله هو الّذي يمنَحُنا النِّعم بواسطة القدِّيسِين، شُفعائنا. إنّ دَور القدِّيس هو إرشاد المؤمِنِين إلى طريق القداسة، طريق الله.

وفي مسيرة بحثِنا عن جوابٍ للسؤال:"مَن مِثلُ الله"، نجد أنّ كبرياءنا يدفعنا إلى الشُّعور في الكثير من الأحيان، بأنَّنا أكبرُ من الله، مُتناسِين حقيقة بشريَّتنا الضَّعيفة المجبولة بالخطايا. تُعلِّمنا الكنيسة أنَّ الكبرياء هي أمّ الرذائل كلِّها. إنَّ الإنسان المتكبِّر يرفض وجود آخر أكبرَ منه شأنًا، أكان الله أم سواه. لا يستطيع الإنسان إنكارَ حقيقة أنَّ الله هو خالِقُه وجابِلُه، وأنّ الله يفوقه قُدرةً، لذا لا بدَّ للإنسان من الخضوع لله، والاستفادة من تلك الحقيقة لا إنكارها. إنّ الإنسان المتكبِّر يتباهى بفضائله، ويرفض القبول بالآخر الضَّعيف، فَيُعَيِّره بنواقصه، إذ لا يجد فيه ما يمكنه الاستفادة منه. إنّ الإنسان المتكبِّر مدعوّ إلى مراجعة حياته، ليتمكَّن من إدراك أنّه لا مثيل لله بين البشر. إنّ طريق الملكوت ضيِّقٌ وصعب، لذا لا يستطيع الإنسان المتكبِّر الّذي يرى نفسه مماثلاً لله مِن بلوغ الملكوت.

اليوم، تنطلق جماعةٌ جديدة في رعيّتنا، هي جماعة "أذكرني في ملكوتك". وهذه الجماعة تهدِف إلى حثّ المؤمِنِين على الصّلاة لأمواتهم من خلال تقديم الذبائح الإلهيّة لأجل راحة نفوسهم. إنّ صلاتنا من أجل الراقدين هي مِن صُلب إيماننا المسيحيّ، إذ نُدرِك أنّ أمواتنا قد انتقلوا من هذه الحياة الأرضيّة إلى الحياة في الملكوت مع الربّ. إنَّ صلاتنا لا تُفيد الموتى الّذين في جهنَّم، بل تُفيد فقط "النّفوس المطهريّة"، إذ تساهم تلك الصَّلوات في تطهير تلك النّفوس من خطاياها، والإسراع في انتقالها إلى السَّماء. فالله برحمته العظيمة، يرفض هلاك نفوس أحبّائه. لذا سَمح لنا، نحن الأحياء في هذه الأرض، بالمساهمة في خلاص تلك النُّفوس من خلال تقديم الذبائح الإلهيّة من أجل راحة نفوسهم، إضافةً إلى الإماتات وأعمال الرَّحمة الّتي نقوم بها تجاه إخوتِنا المحتاجين في هذه الحياة. ونتيجة لكلّ الأعمال الّتي نقوم بها من أجل تلك النُّفوس، تنال تلك الأخيرة السَّماء، وتعبِّر عن فرحَتها بالانكباب على الصَّلاة من أجل إخوتِـها الأحياء في هذه الأرض، بمعنى آخر، يُصبحون شفعاء لنا. لقد انتشر في الكنيسة المقدَّسة مع البابا غريغوريوس السادس، "القداس الغريغوريّ"، وهو عبارة عن ثلاثين قدَّاسًا متتاليًّا، يقدِّمها أهل الفقيد من أجل راحة نَفْس المنتقل مِن بينهم. إنّ المؤمِنين الّذين التزموا الصّلاة لأجل نفوس موتاهم، لَـمَسوا لا فقط خلاص نفوس أحبّائهم، بل أيضًا نِعَمًا خاصّة من الله لهم في حياتهم اليوميّة. إنّ جماعة "أذكرني في ملكوتك"، لا تصلِّي فقط من أجل راحة نفوس الموتى المؤمِنِين، بل تصلِّي أيضًا من أجل كلّ المرضى وبخاصّة المشرفين على الموت، ليتمسَّكوا برجائهم بالقائم من الموت، يسوع المسيح.

إنّ رحمة الربِّ عظيمةٌ جدًّا، وهو يدفعنا إلى ذِكر أمواتنا على الدَّوام، والصّلاة لأجلهم. في القدَّاس الشهريّ الّذي نحتفل به مع جماعة "أذكرني في ملكوتك"، سيتمّ ذِكر كلّ تلك النُّفوس الّتي دُوِّنَت أسماؤها في السجلّ عند باب الكنيسة. إنّ هذا القدَّاس الشهريّ، لا يُلغي القدَّاسات الخاصّة الّتي تقدِّمها العائلات المحزونة من أجل راحة نفوس موتاها مرَّةً في السَّنة، إذ لهذه أيضًا مفاعيلها الروحيّة على الفقيد وعلى عائلته أيضًا. في هذا القدَّاس الشهريّ مع جماعة "أذكرني في ملكوتك"، يمكننا دعوة الأصدقاء وجيراننا في القرى المجاورة للمشاركة في هذه الذبيحة الإلهيّة الّـتي تقام من أجل راحة نفوس الموتى المؤمِنِين، وحثِّهم على تسجيل أسماء موتاهم في الكتاب، ليتسنّى لنا مشاركتهم الصّلاة من أجل راحة نفوس موتاهم.

في الختام، أشكر الله على وجود هذه الجماعة فيما بيننا، وأسأله أن يفيض نِعَمَه على المسؤولِين فيها، ليتمكّنوا من متابعة تلك المسيرة في الكنيسة، ناشرين تلك الرِّسالة السّماويّة، الّتي تخصّ أهل السّماء أكثر من أهل الأرض. إنّ مَن يسعى إلى تخليص نَفْسٍ بشريّة، له أجرٌ عظيمٌ عند الربِّ. أدعوكم إخوتي، إلى المشاركة الدائمة في هذه الذبيحة الشهريّة لأجل راحة نفوس المنتقلين مِن بيننا، والمثابرة على الصّلاة لأجلهم.
قدَّسكم الله وبارك عائلاتكم، وأفاض نِعَمَه عليكم من خلال صلواتكم لنفوس الموتى المؤمنين. آمين.

ملاحظة: دُوِّنت العظة مِن قِبَلِنا بتصرُّف. تتمة...
7/7/2018 كنيسة مار شربل - ليماسول كلّ واحد منّا هو رسولٌ
https://www.youtube.com/watch?v=nHINXyBtXbk&t=15s

عظة الأب ابراهيم خيتا
في انطلاقة جماعة "أذكرني في ملكوتك"
في كنيسة مار شربل ، ليماسول- قبرص

7/7/2018

باسم الآب والابن والرّوح القدس، الإله الواحد، آمين.

تختار لنا الكنيسة في هذا الأحد، إنجيل إرسال يسوع للتلاميذه الاثنين والسبعين للبشارة به. ويقول لنا الإنجيليّ إنّ الربّ قد عيَّن اثنين وسبعين آخَرِين، وما عبارة "آخرِين" سوى دلالةٍ على أنّ هؤلاء التّلاميذ ليسوا من جماعة الرّسل الاثني عشر الّذين أصبحت أسماؤهم معروفة من قِبَل جميع المؤمِنِين. لم يَقصد الربّ بكلامه هذا التمييز ما بين المؤمِنِين وإعطاء أهميّة للبعض منهم على البعض الآخر، إذ جعل مسؤوليّة البشارة به مسؤوليّة جميع المؤمِنِين دون استثناء، غير أنّه قد فَرَز البعض منهم لخدمتِه الخاصّة. إنّ بشارة التّلاميذ الاثنين والسَّبعين بالربّ يسوع، أدّت إلى ازدياد عدد المؤمِنِين به حتّى وَصَل عددهم في أيّامنا هذه إلى عدّة مليارات، وبالتّالي يمكننا القول إنّ كلّ مؤمِنٍ هو رسولُ المسيح في قلب عالمه، في قلب مجتمعه.

في هذا الإنجيل أيضًا، نقرأ: "لا تُسلِّموا على أحدٍ في الطريق"، وهذا يعني أنّ البشارة بالملكوت السماويّ هي حاجة ملِحَّة، وبالتّالي لا تحتمل إضاعةً للوقت مِن قِبَل الرّسول. إنّ الكاهن قد اختاره الله لممارسة سرّ الخدمة تجاه إخوته المؤمِنِين، ولذا مثلاً حين يتَّصِل أحد المرضى بالكاهن طالبًا منه أن يمنحه سرّ مسحة المرضى، على الكاهن الإسراع في تلبية حاجة هذا المريض حتّى ولو كان ذلك على حساب موعد القدّاس، لأنّ المريض قد يغادر هذه الحياة في أثناء انتظاره لانتهاء الذبيحة الإلهيّة من دون أن يحصل على زوّادته الأخيرة.

كما نقرأ في هذا الإنجيل أيضًا كلام الربّ للتّلاميذ أثناء إرساله لهم: "قولوا سلامًا لهذا البيت". إنّ المشكلة الّتي نُعاني منها في هذا العَصر هي: أنّ قسمًا كبيرًا من المؤمِنِين قد أصبح أداةً يَهرب منها الآخرون، عِوَضَ أن يكون أداةَ سلامٍ ينجذب بسببها الآخرون نحو الكنيسة. إنّ الحياة الرّهبانيّة تتطلّب من كلِّ طالبٍ للترهُّب أن يكون أداةً جذبٍ للدّعوات بِمَثَلِه الصّالح، فيتشجَّع الآخرون إلى خدمة المسيح باتِّباع ذلك النَّهج الرّهبانيّ. إنّ هذا الأمر هو واجبٌ على كلّ مؤمِنٍ أن يسعى إلى جذب الآخرين إلى الكنيسة، وجذب الآخرين إلى الكنيسة لا يكون فقط عبر حضورهم الحِسيّ، إنّما عبر ذِكرِنا لهم في صلواتنا أيضًا. بالطبع، لا أحد منّا يمكنه الوصول إلى القداسة على هذه الأرض، فنحن جميعًا خطأة، ورتبةُ وَضعِ اليد الّتي ينالها الكاهن في يوم كهنوته، مِنَ الأُسقف لا تجعله أبدًا قدِّيسًا، بل تشكِّل حافزًا له، كي يسعى إليها. ولذا علينا جميعًا أن نسعى كي نكون أدوات سلامٍ في هذا العالم، هدفها التبشير بكلمة الله.

إنّ عالمنا اليوم يعاني من سوء فهمٍ للمسيحيّة وكيفيّة عيشها في مجتمعنا، إذ يعتقد البعض أنّ الميرون الّذي يناله الإنسان يومَ عِماده، كفيلٌ أن يجعله مُلكًا لله، وهذا أمرٌ خاطئٌ تمامًا. وهذا المفهوم الخاطئ للمسيحيّة قد تُرجِم أيضًا في الحياة الرّهبانيّة، إذ يتلذَّذ طالب الترهّب في بداية حياته الديريّة بالقول:"الله محبّة، يسوع في قلبي"، ولكن بعد مرور فترةٍ زمنيّة على نَيلِه لسرّ الكهنوت يتخلّى عن هذا القول ويستبدله بآخر قائلاً:"الله محبة، يسوع ابتعد عن دربي"، إذ يفقد يسوع أولويّته في حياة هذا المؤمِن لتحتلّ مكانه الواجبات وبخاصّة الزيارات الرعائية. لا يستطيع الرّاهب، في عالمِنا هذا، الجلوس في صومعته، منادِيًا على المؤمِنِين للحضور إلى الكنيسة والمشاركة بالذبيحة الإلهيّة، بل عليه الانطلاق صوب الآخرين والتفتيش عنهم من أجل دعوتهم للكنيسة. إنَّ بنيان الكنيسة يتطلّب أوّلاً انطلاق الرّسول صوب الآخرين، وجذبهم إلى الكنيسة من خلال مَثَلِه الصّالح، إذ عليه أن يُدرِك نظرتهم إليها. إنّ التّلاميذ الّذين أرسلهم الربّ للتبشير به، قد نجحوا في مهمَّتهم إذ أصبح عدد المؤمِنِين به في هذا العالم يفوق المليارات. فَلَولا إخلاصهم لكلمة الله واستشهادهم في سبيلها، كما استشهد الربّ من أجلنا على الصّليب، لما تمكّنت تلك الكلمة من الوصول إلينا في هذا العَصر.
ونقرأ أيضًا في إنجيل اليوم: "إذ كان هناك ابنُ سلامٍ، فسلامكم يستقرّ عليه". إنّ بعضًا مِنَ الّذين نُلقي عليهم السّلام، نجدهم غير مكترثين لهذا السّلام، أو بالأحرى غير مُدرِكين لمعناه، إذ إنَّ عالمنا اليوم مليء بأخبار الحروب والغدر والخيانات، وبالتّالي أصبحنا في عالمٍ يجهل معنى السّلام. إنَّ عالمنا اليوم يخلط ما بين السّلام والحرب، ولذا نجده يتكلّم عن الحرب كَمَن يتكلَّم عن السّلام، متسلِّحًا بالتزامه بحقوق الإنسان. إخوتي، إنّنا في بعض الأحيان، نمهِّد للحروب بين البشر لا إلى السّلام، وبخاصّة من خلال لساننا، الّذي يكون أقسى من أقوى الحروب، فهو يستطيع أن يهدم لا الأمور الماديّة الخارجيّة وحسب، إنّما النّفوس أيضًا.

إخوتي، لنسعَ كي يكون لساننا وقلبنا وعقلنا، أدوات سلامٍ، أدوات تعكس محبّة الله لنا للآخرين. لنسعَ إلى البحث عن تلك المحبّة المخبّأة في داخلنا ونكتشفها، ففي بعض الأحيان، قد نكتشف تلك المحبّة ونسعى إلى طَمرِها لا إلى إظهارها. فلنسعَ إخوتي، إلى اكتشاف تلك المحبّة في داخلنا، ونسعى إلى إظهارها للآخرين، فتكون مصدر جذب لهم صوب الربّ يسوع وكنيسته. لنسعَ إخوتي، كي نكون على الدّوام شعلةَ نارٍ، شعلةَ سلام ومحبّة لِمَن له المجد إلى أبد الأبدين، آمين.

ملاحظة: دُوِّنت العظة مِن قِبَلِنا بتصرُّف. تتمة...
3/6/2018 كنيسة مار الياس الحيّ - العقيبة إنّنا مجتمعون اليوم برابط المحبّة
https://youtu.be/8dF7TrYqsaA

كلمة الأب فاروق زغيب
في انطلاقة جماعة "أذكرني في ملكوتك"
كنيسة مار الياس الحيّ – العقيبة

3/6/2018

الله معكم إخوتي الأحبّاء،
في هذا الأحد المبارك، نجتمع مع جماعة "أذكرني في ملكوتك"، لنرفع الصّلاة معًا من أجل راحة نفوس أمواتنا الأحبّاء. إنّ هذه الذبيحة الإلهيّة تدفعنا إلى الوقوف أمام ذواتنا، فنكتشف أنّ لحياتنا على هذه الأرض نهاية، وأنّنا سنؤدِّي حسابًا عنها في اليوم الأخير.كما تدفعنا هذه الذبيحة الإلهيّة أيضًا إلى التفكير في حياة الرّوح التي لا تنتهي بموتنا الجسديّ، بل تستمِّر في الحياة الثّانية ما بعد الموت. إنّ ما يزرعه الإنسان في حياته الأرضيّة، إيّاه يحصد في الحياة الثّانية: فإن كان يعيش مع الربّ ووِفق تعاليمه، فإنّه لا بدَّ له أن يكون معه في الحياة الثّانية أيضًا، أي في الملكوت. إنّنا نرفع ذبيحتنا اليوم، إذًا، من أجل أعزّاء غادرونا إلى الحياة الثّانية، أحبّاء عِشنا معهم حلاوة هذه الحياة ومُرَّها؛ وعلى الرّغم من مغادرتهم لهذه الحياة الفانيّة، لا يزالون أحياءَ في قلوبنا ونشتاق إليهم باستمرار، ونتذكّر على الدّوام ما اختبرناه معهم حين كانوا لا يزالون أحياء في هذه الأرض. إنّ ما يُفرِح قلب الربّ هو أن يجتمع أهل الأرض بأهل السّماء برابط المحبّة، وما صلاتنا إلّا فعل محبَّةٍ نُقدِّمه لله، إله المحبّة، من أجل إخوتنا المنتقلين مِن بيننا. إنّ المحبّة الّتي نعبِّر عنها للآخرين، تعبِّر عن اختبارنا العميق لمحبّة الله ورغبتنا لمشاركة الآخرين تلك المحبّة. إنّ هذه المحبّة تجعلهم يختبرون أوّلا قيمتهم الإنسانيّة في نظر مَن يُعبِّر عن تلك المحبّة، كما ستدفعهم لاختبار محبّة الله لهم. إنّ الإنسان الّذي يعيش مع الربّ في هذه الأرض، سيعيش معه أيضًا في الحياة الثانية، أي في الملكوت.
في ذبيحتنا الإلهيّة مع جماعة "أذكرني في ملكوتك"، ثلاثة رموز مهمّة:

أوّلاً: السجلّ، عند مدخل الكنيسة يوجد سجلّ"أذكرني في ملكوتك"، وفيه سيتمّ تدوين جميع أسماء أمواتنا المؤمِنين الّذين نرغب في الصّلاة لأجلهم. إنّ ذِكر موتانا في الذبيحة الإلهيّة ما هو إلّا تعبير عن محبّتنا الكبيرة لهم، وما تدوين أسمائهم في السجلّ إلّا تعبيرٌ عن رغبتنا في ان تكون أسماؤهم مدوّنة في سجلّ الحياة، أي محفورة في سِفر الملكوت. إنّ الذبيحة الإلهيّة في الأحد الأوّل من كلّ شهر، ستكون مخصّصة لذكر أمواتنا الأعزّاء، وسنقوم بتقديم هذا السجلّ مع القرابين.

ثانيًا: القربان، إنّ القربان الّذي نقدِّمه مع القرابين، ويتمّ توزيعه في نهاية الذبيحة الإلهيّة مِن أجل راحة أنفس موتانا، ما هو إلّا تعبيرٌ عن مدى محبّتنا لهم. ففي مجتمعنا، نتقاسم الطّعام على الموائد مع الآخرين مُعلِنين أنّه أصبح بيننا وبينهم "خبزٌ ومَلحٌ"، وما هذا إلّا تعبير عن عمق المودّة الّتي تجمعنا بمَن تشاركنا معهم المائدة. إنّ المحبّة تكون بين عدّة أطراف، ولذا فإنّنا نتكلَّم عن مستويَين في المحبّة: أوّلاً على مستوى العلاقة العموديّة، أي المحبّة التّي تجمع بين الإنسان والله؛ وثانيًا على مستوى العلاقة الأفقيّة، أي تلك العلاقة الّتي تجمع الإنسان بإخوته البشر، والّتي تُتَرجم بوجود "خبز ومَلح" بين النّاس، للدلالة على المحبّة الّتي تربطهم بعضهم لبعض. على الكنيسة المجاهدة على هذه الأرض، أن تفعِّل هذه المحبّة الأخوية بين البشر وتشدِّدها، إذ لديها ملء الثّقة بالربّ يسوع مؤسِّسها، الّذي يدعوها إلى عيش المحبّة على هذه الأرض مع الآخرين لتتمكّن من الوصول إلى الملكوت.
ثالثًا: أيقونة قيامة الربّ يسوع، إنّ القيامة هي مرتكز إيماننا المسيحيّ، فالمسيح تجسَّد في أرضنا، ومنحنا الخلاص، وأعاد إلينا الحياة الأبديّة الّتي خسرناها بخطيئتنا. إنّ الربّ يسوع أعطانا ملءَ الحياة، وبالتّالي أصبحنا أبناءَ الحياة لا أبناء الموت.

إذًا، إنّنا مجتمعون اليوم برابط المحبّة، والتّي تُتَرجم بصلاتنا لأجل إخوتِنا المنتقلين مِن بيننا، طالبين من الربّ أن يَقبل صلاتنا لأجلهم النّابعة من محبّتِنا لهم، وأن ويمنحَهم الرّاحة الأبديّة الّتي يَنشِدونها.

عظة الشماس توفيق الدِّكاش،
"سلامي أُعطيكم، لا كما يُعطيه العالم أنا أعطيكم " (يو14: 27)

باسم الآب والابن والرّوح القدس، الإله الواحد، آمين.

إخوتي الأحبّاء، أحدٌ مبارك،
ها هو الأحد الثّالث في زمن العنصرة، بعد أحد العنصرة وأحد الثّالوث. في هذا الأحد، تَقَرأ الكنيسة على مسامِعنا هذا الإنجيل الّذي يطلب فيه الربّ منّا، نحن تلاميذه، أن نُعبِّر عن محبّتنا له عبر حِفظ وصاياه قائلاً لنا:"إنْ أحبّني أَحدٌ، حفِظَ كلامي" (يو 23:14). يُكلِّم الربّ يسوع تلاميذه انطلاقًا مِن لغة الحبّ، لغة الحبيب مع حبيبته. إنّ لغة الحبّ تُكسِّر كلّ الحواجز بين البشر، وتجعلهم في حالة سلامٍ بين بعضهم البعض. إنّ عالمنا اليوم يفتقد للسّلام: فالنّاس يبحثون عن السّلام، غير أنّ البعض منهم يعتقد أنّ سلامهم يكمن في اقتنائهم للأرضيّات، أو في ادِّخارهم للأموال أو في أمورٍ أخرى فانية. إنّ كلّ تلك الأمور مهمَّة في حياتنا البشريّة، غير أنّها لا تستطيع أن تمنحنا السّلام الحقيقيّ لأنّ مَنبَعه هو الربّ يسوع السّاكن في قلوبنا، والحاضر معنا مِن خلال جسده ودمِه في القربان.

إنّ هذا النّص الإنجيليّ يُلقي الضَّوء على ثلاثة أمور مهمّة في حياة الإنسان، تساعده على التقدُّم في مسيرة القداسة. إنّ الإنسان يملك ملء الحريّة لكي يختار الربّ أو يرفضه في مسيرة حياته على هذه الأرض. إنّ اختبار المؤمِن مع المسيح، لا يمكنه أن يصِل إلى الآخرين مِن خلال الوَعظ بل مِن خلال اختبارهم الشَّخصيّ للربّ يسوع.

بحسب هذا الإنجيل، لا يستطيع المؤمِن الوصول إلى القداسة إن لم يكن أوّلاً، سائرًا في وَصايا الله. في هذا النّص الإنجيليّ، يقول لنا الربّ: "إذا أحبّني أَحدٌ، حفِظَ كلامي، فأحبّه أبي، ونأتي إليه ونجعل لنا عندَهُ مُقامًا" (يو 14: 23). وهنا نطرح السؤال على ذواتِنا، نحن الّذين نتناوَل جسد الربّ ودَمه في كلّ ذبيحةٍ إلهيّة: هل نَعي حقيقةً معنى وجود الربّ في حياتنا حين يدخل إلى قلوبنا تحت شكل القربان الأقدس؟ إنّ جماعة "أذكرني في ملكوتك"، تضمّ أشخاصًا كرّسوا حياتهم لنشر رسالة الصّلاة من أجل الّذين انتقلوا مِن بيننا إلى الحياة الثانية. لا يوجد إنسانٌ على هذا الأرض، لم يفقد عزيزًا بالموت. إنَّ أحبّاءنا الرّاقدين على رجاء القيامة، قد حَفِظوا وصايا الله في حياتهم الأرضيّة وعَمِلوا بها. هذا هو التحدّي الكبير الذي يواجهه المؤمِنون في حياتهم، أن يحقِّقوا انسجامًا بين مسألة حِفظهم للوصايا وبَين تطبيقهم لها في حياتهم اليوميّة.

في هذا الزّمن، زمن البارقليط، أي زمن الرّوح القدس، يشدِّد هذا النّص الإنجيليّ على دور الرّوح القدس الّذي يأتي لمعونة المؤمِنين في وقت الشِّدة، فيشدِّدهم ويذكِّرهم بأنّ الله حاضرٌ معهم، وبالتّالي عليهم عدم السّماح للخوف بأن يتملّك في قلوبهم. إنّ الربّ قال للمؤمِنين به، في الكتاب المقدَّس: "لا تخافوا" ثلاث مائة وخمسًا وسِتّين مرّة، إضافةً إلى قولِه لهم إنّهم "هياكل الرّوح القدس" أي أنّ الرّوح القدس يسكن في قلوبهم، وبالتّالي لا مبرِّر للخوف مِن صعوبات هذه الحياة الّتي تواجههم. إنّ الرّوح القدس يسكن فينا ويساعدنا على عيش وصايا الله في حياتنا وأهمَّها المحبّة، فالربّ يوصينا بمحبّة بعضنا البعض كما هو أحبّنا.

https://youtu.be/L2w5_WSAT8w تتمة...
26/5/2018 كاتدرائيّة سيّدة النّعم - نيقوسيا، قبرص في يوم العنصرة، نُطلِق هذا الاختبار الروحيّ في قبرص
https://www.youtube.com/watch?v=CDJdqxfv0fQ

عظة صاحب السيادة المطران يوسف سويف السامي الاحترام
في انطلاقة جماعة "أذكرني في ملكوتك"
بالقدّاس الإلهيّ من أجل الراقدين على رجاء القيامة
كاتدرائية سيِّدة النِّعم- نيقوسيا، قبرص

26/5/2018

باسم الآب والابن والرّوح القدس، الإله الواحد، آمين.

أهلاً وسهلاً بكم في قبرص،
آبائي،
أخواتي وإخوتي في الربّ، أبناء أبرشيّة نيقوسيا،
في هذا النّهار المبارك، نستقبل بفرحٍ كبيرٍ جماعةَ "أذكرني في ملكوتك"، ونُعلِن تأسيسها في قبرص، وها هي تنطلق مِن أبرشيّتنا، أبرشيّة نيقوسيا الحبيبة، إلى سائر المدن القبرصيّة.
عند لقائي، منذ شهرَين تقريبًا، بمسؤولي هذه الجماعة، لَفَتَتْني إشراقةُ وجوهِهم الّتي تعكس طيبةَ قلوبهم، ممّا دفعني إلى الإصرار على إنشاء هذه الجماعة في الأبرشيّة. إنّ هذه الجماعة تجتمع مرّةً كلّ شهرٍ، حول المسيح يسوع القائم مِن بين الأموات، في الذبيحة الإلهيّة لتُصلّي مِن أجل الموتى المؤمِنين. إنّ الذبيحة الإلهيّة تجمعنا بأمواتنا المؤمِنين، وتوحِّدنا بجسد المسيح، إذ إنّنا جميعنا أعضاءٌ في هذا الجسد الواحد. إنّنا نقول إنّ الّذين سبقونا إلى لقاء الآب هم أمواتٌ، غير أنّهم في الحقيقة، أحياءٌ في الملكوت لأنَّهم يعيشون برفقة الربّ يسوع. أمّا نحن الأحياء في هذه الأرض، فإنّنا لا نزال نجاهد فيها حتّى نصل في نهاية مسيرتنا عليها، إلى معاينة وجه الله في الملكوت.
إضافةً إلى القدّاس الشهريّ، الّذي تقدِّمه على نيّة أمواتنا المؤمِنين، تقوم هذه الجماعة بزيارة المتألِّمين في الرعيّة، والمحزونين فيها جرّاء فقدانهم لعزيز. ولهذه الزيارة بُعدٌ رسوليّ وروحيّ مهمّ جدًّا: إذ إنّها تتطلّب مِن المؤمِن أن يحمل يسوع المسيح، الّذي هو مصدر كلّ تعزية، إلى كلّ متألِّمٍ ومحزونٍ في الرعيّة. وفي هذا الصدّد أَوكَلتُ مسؤوليّة تنسيق هذا العمل الرسوليّ إلى الأخت ليلى، إحدى الأخوات الفاضلات المتواجدات في هذه الرعيّة. كما أطلب مِن جميع المؤمِنين الانضمام إلى هذه الجماعة، ليتمكّنوا مِن عيش هذا الاختبار الروحيّ العميق مِن خلال هذه الجماعة الروحيّة.
إنّ هذا الاختبار الروحيّ لا يعود بالفائدة على أمواتنا الّذين سبقونا إلى الملكوت فحسب، بل علينا نحن أيضًا الأحياء في هذه الأرض: إذ لا يمكننا أن نجد عائلةً لم تتعرّض لفقدان عزيزٍ لها بالموت. أمام هذا الاختبار الصّعب، يغرق الإنسان في حالةٍ لا تُوصَف: فمِنهم مَن لا يقوى على تَقَبُّل هذا الواقع الجديد، فينْعَزِل عن الآخرين رافضًا الاختلاط بهم ورؤيتهم، كما أنّه قد يرفض الاستماع إليهم والتحدّث معهم؛ بينما آخرون يرضخون لهذا الواقع ويَقبَلون به. عند ساعة الموت، يكتشف الإنسانُ عمق الإنسانيّة الضّعيفة، ويختبر العُرِي كما اختبره الربّ يسوع حين كان معلَّقًا على الصّليب. أمام حَدَثِ الموت، يطرح الإنسان على ذاته تساؤلات عديدة، وما هذه التساؤلات إلّا دليلٌ على وجود شعلة الإيمان والرّجاء في قلبه. إنّ الزيارة التّي تقوم بها هذه الجماعة المسيحيّة للحزانى، تصنع العجائب في نفوس المتألِّمين لفقدان أعزّاء، إذ تدفعهم إلى التعمُّق أكثر في إيمانهم وتزرع في نفوسهم الرّغبة للقاء الربّ من جديد والعودة إليه.
بعد أن لمسْتُ فوائد هذا الاختبار الّذي تعيشه هذه الجماعة، أشجِّعكم إخوتي المؤمِنين على عيشه في رعاياكم. وقد تكلَّمت عن أهميّة هذا الاختبار مع كهنة الأبرشيّة، فأبدى الجميع رغبةً في نَقلِ هذا الاختبار إلى رعاياهم مِن خلال هذه الجماعة. إنّ هذا الاختبار الروحيّ يهدِف أوّلاً إلى عيش المؤمِن في شراكةٍ مع الله الآب والابن والرّوح القدس من جهةٍ، وفي عيش الشراكة مع جميع القدِّيسين وأمواتنا الّذين سبقونا من جهة أخرى، فهذه الشراكة مع بعضنا البعض، هي شراكة محبّة وتضامنٍ روحيّ، شراكة أُخوّة بيسوع المسيح.
إنّه لتدبيرٌ إلهيّ أن تنطلق هذه الجماعة المسيحيّة في رعيّتنا في يوم العنصرة، يوم حلول الرّوح القدس. إنّ الكنيسة القبرصيّة تحتفل بيوم العنصرة مع الكنيسة الأرثوذكسيّة، وما هذا إلّا علامة مِن علامات وَحدة الكنائس. وفي هذا الصدّد، أودّ أن أُخبركم أنّ جماعة "أذكرني في ملكوتك"، تنطوي على بُعدٍ مسكونيّ، إذ إنّها متواجدة في كنائس كاثوليكيّة كما في كنائس أرثوذكسيّة، وهذه أيضًا إحدى علامات الوَحدة بين الكنائس. إنّ الصّلاة وَحدها كفيلةٌ بتحقيق تلك الوَحدة، فالوَحدة لا تتحقّق إلّا إذا اجتمعت الكنيسة بأسرها حول شخص المسيح يسوع الّذي مات مِن أجلنا، نحن البشر، ومنحنا بقيامته الحياة الأبديّة. في عيد العنصرة، نُطلِقُ هذا الاختبار، طالبين مِنَ الربّ في هذه المناسبة أن يُجدِّد قلوبَنا بروحه القدُّوس، عطيّتِه الكبُرى للبشر بعد قيامته مِن بين الأموات وصعوده إلى السّماء. في الإنجيل الّذي تُلِيَ على مسامِعنا اليوم، يقول لنا الربّ يسوع: "لن أتركَكُم يتامى" (يو 14: 18).

لقد حقَّق الربّ وَعدَه لنا يومَ أرسل إلينا الرّوحَ القدس الّذي يُحيي عِظامنا الميّتة. إنّ العَظمَ الميِّت، هو موت الحبّ في قلب الإنسان. إنّ العَظم الميِّت لا يعني فقط الموت الجسديّ، بل هو أيضًا كلّ موتٍ نفسيّ وروحيّ واجتماعيّ واخلاقيّ، يختبره الإنسان في حياته. في يوم العنصرة، نطلب من الربّ أن يُجدِّد فينا نعمة الرّوح القدس، فيُحوّل كلّ موتٍ فينا إلى حياةٍ أبديّة، والجفاف إلى ينابيع مياهٍ حيّة في داخلنا، والحقدَ إلى حبٍّ، والموت في حياتنا العائليّة والاجتماعيّة إلى مصدرٍ للعطاء والحياة الجديدة ووسيلة لِنَشر حضارة الحبّ والغفران، فتتنهي الحروب في العالم ويعمّ السّلام بفضل إرادة المؤمِنين الطامِحين إلى السّلام، وتتحقَّق فينا بفعل الرّوح القدس الأُنشودة الّتي كتبها القدِّيس فرنسيس الأسِّيزيّ.
في يوم العنصرة، نُطلِق هذا الاختبار الروحيّ الّذي تعيشه جماعة "أذكرني في ملكوتك"، في قبرص. إنّ جماعة "أذكرني في ملكوتك"، تأسَّست أوّلاً في لبنان، ثمّ بدأت تنتشر تدريجيًّا في كافة أقطار العالم: في أوروبا وأفريقيا، في أميركا وأُستراليا، وفي أماكن متعدّدة في الشرق الأوسط، واليوم في قبرص. إنَّ رعيّتنا هي الرعيّة السادسة والسبعون الّتي تتواجد فيها جماعة "أُذكرني في ملكوتك". في هذا اليوم المبارك، نشكر الربّ على انطلاقة هذه الجماعة في أبرشيّتنا، كما نسأله أن يبارِكنا في مسيرتنا الجديدة وأن يُرسِل لنا رُوحَه القدُّوس للمُضي قُدُمًا في اختبارنا الروحيّ الجديد هذا. تعيش الكنيسة المجاهدة اختبار الصّلاة هذا في شراكةٍ مع الكنيسة المنتظرة في المطهر، والكنيسة الممجدّة في السّماء، من جهة؛ كما تعيشه الكنيسة المجاهدة مع بعضها البعض من جهة أخرى، ممّا يُعطي المؤمِنين الّذين لا يزالون في هذه الأرض، قوّةً في الإيمان وثباتًا في التَّعليم الّذي نالوه. إنّ هذا الاختبار الروحيّ يجعلنا قادرين على النُّطق بلغةٍ جديدة، لغة العنصرة، كما قرأنا في الرّسالة الّتي تُلِيَت على مسامِعنا من سِفر أعمال الرُّسل. في العنصرة، يمنحنا الربّ يسوع رُوحه القدُّوس فيحوّل لغة الموت الّتي تسيطر على عالمنا إلى لغة الحبّ والتسامح، لغة القيامة والحياة، فيتمكّن الّذين يسمعوننا مِن إدراك حقيقة ما نقول.
إنّنا أبناء الحياة، نتكلَّم بلغة الحياة، والحياة هي يسوع المسيح، فالكتاب المقدَّس يقول لنا إنّ يسوع هو الطريق والحقّ والحياة. إنّ يسوع المسيح هو البداية وهو النِّهاية، ونحن جميعنا أعضاء في جسد المسيح الواحد. إنّنا في هذا اليوم المبارك، نشكر الربّ ونمجِّده ونسأله أن يبارِك جماعة "أُذكرني في ملكوتك"، في لبنان والعالم وخاصّة اليوم في قبرص، فنمجِّد معًا من خلال هذه الجماعة الربّ يسوع القائم من الموت، من الآن وإلى أبد الأبدين. آمين.

ملاحظة: دُوِّنت العظة مِن قِبَلِنا بتصرُّف. تتمة...
13/5/2018 كائدرائية النبي الياس- الخنشارة الكنيسة تبقى حيّة بنعمة الروح القدس
https://youtu.be/bKYACQt3KU8

عظة الأب أنطوان النَّداف
في القدّاس الإلهيّ من أجل الراقدين على رجاء القيامة
في انطلاقة جماعة "أذكرني في ملكوتك"
كائدرائية النبي الياس- الخنشارة

13/5/2018

باسم الآب والابن والرّوح القدس، الإله الواحد، آمين.
أخواتي، إخوتي،

في هذا الأحد الواقع بين خميس الصّعود وأحد العنصرة، نتابع الاحتفال بقيامة المسيح من بين الأموات، وصعوده إلى السّماوات، من خلال إكرام آباء المجمع المسكونيّ الأوّل، حيث أعلن الآباء وعددهم 318 بالإجماع، أنّ الربّ يسوع مساوٍ للآب في الجوهر، هو ابن الله الّذي تأنّس مِن أجلنا، والّذي مات وقام، هو نفسه الّذي أصعدَ طبيعتنا الّتي لبسها إلى السّماء، وأجلسَها عن يمين الآب؛ والإيمان بابن الله الّذي أعلنه هؤلاء الآباء، هو أيضًا احتفالٌ بالقيامة، لأنّه بالقيامة أوضح الربّ لنا أنّه ابن الله الـمُخلِّص. والدّعوة إلى هذا المجمع مِن قِبَل الإمبراطور قسطنطين كانت على أثر انتشار بِدعة آريوس، الّذي علَّم أنّ الابن ليس مُساوِيًا للآب في الأُلوهة، أي ليس إلهًا حقيقيًّا، إذ ذاك أصدروا قانون الإيمان الّذي نعرفه اليوم. نؤمن بإلهٍ واحدٍ...

يا أحِبّة، يبقى السؤال: لماذا نُعَيِّد لآباء المجمع المسكونيّ الأوّل اليوم، وفي هذا الأحد بالذّات؟ الجواب: لأنَّ الإيمان بابن الله الّذي شهدوا له، هو الّذي بُنِيَتْ عليه الكنيسة يوم حلّ الرُّوح القدس على التّلاميذ يوم العنصرة، هذا الرّوح الّذي وَعَد الربُّ بإرسالِه عندما صَعِدَ إلى السّماء. تُعلِّمنا الكنيسة من خلال الآباء أنْ نكون شهودًا للحقّ لأنَّ كُلّاً مِنّا نال نعمة الرّوح القدس في المعموديّة، لقد كان همُّهم أن يشهدوا للحقّ والإيمان بالكلام، كما شَهِدوا مِن قَبْل المجمع بتَحمُّلِهم الإضطهادات. تذكار الآباء في هذا الأحد يُعلِّمنا أنَّ الكنيسة تبقى حيّة بنعمة الرّوح القدس مِن خلال كلّ مَن يشهد للإيمان وللربّ يسوع بأنّه ربٌّ وإله، كما وَعَلينا نحن أيضًا الّذين وُلِدْنا في الكنيسة بالمعموديّة مَهَمّةٌ كبيرة طالما مُسِحنا بمسحة الرُّوح القدس بواسطة الميرون المقدَّس: أن نكون شهودًا أُمَناء للربّ ولكلمة نعمتِه القادرة أن تَبْنِينا وتُعطيَنا ميراثًا مع سائر القدِّيسين.
ولا يخفانا أنَّ هذا المنطلق الإيمانيّ كلَّف دماءً أُريقَتْ وما تزال تُراق منذ نشأة الكنيسة إلى يومنا هذا، دماءَ شهداءٍ وقدِّيسين أبرار إشتهوا الملكوت برضاهم اختيارهم الحرّ فتلقَّفهم الله في ملكوته لأنّهم قدِّيسون حقًّا، ولم يخافوا البتّة على إخوتهم لأنَّ عدوى الإيمان الحقّ قد شملتهم هم أيضًا. ألا جَعَلَ الله سكنانا في ملكوته، بمعيّته، وليُجْزِنا خيرًا بقدر ما تستحِّقه أعمالنا الصّالحة، وهنا أردِّد ما قاله الحردينيّ: "الشاطر يُخلِّص نفسه".آمين. تتمة...
20/4/2018 القداس الاحتفالي السنوي في عيد القيامة المجيدة كنيسة مار يوسف - لافال كندا
https://youtu.be/S-9frV9kXGw

عظة المونسنيورفرنسيس ضوميط الجزيل الاحترام
في القدّاس الإلهيّ من أجل الراقدين على رجاء القيامة
كنيسة مار يوسف، لافال - كندا

20/4/2018

إخوتي وأخواتي الأعزّاء،

في زمن القيامة، نحتفل معًا في هذه الذبيحة الإلهيّة لنتذكّر أحبّاءنا الّذين غادروا هذه الحياة وانتقلوا إلى الحياة الثانية، فنصلّي معًا إلى الربّ مِن أجل راحة نفوسهم. إنّ فراق الأحبّاء يسبّب لنا ألـمًا، ولكن على هذا الألم أن يتحوّل إلى فرحٍ إذ إنّهم ذاهبون للّقاء الربّ وجهًا لوجه. وهنا أودّ أن أخبركم حادثةً قد اختبرتها شخصيًّا: حين كنتُ لا أزال طالبًا جامعيًّا، تمّ إبلاغي بأنّ أحد الرّفاق، وهو أخ يسوعيّ، مُشرفٌ على الموت. فذهبْتُ لزيارته مع بعض الزّملاء في الدّراسة، لرؤيته قبل انتقاله من هذه الحياة. ولكنّ المفاجأة كانت كبيرة، بالنسبة لنا، إذ حين دخلنا غرفته، كان يبتسم، طالبًا منّا الاقتداء به لأنّه عمّا قليل سيُغادرنا إلى السّماء ليلتقي بالربّ وجهًا لوجه، إضافة إلى العذراء مريم وجميع القدِّيسين، وهذه مدعاةٌ للفرح لا للعبوس والحزن. طلب منّا هذا الأخ الابتسام والفرح لأنّه عمّا قريب سيكون لنا في السّماء مَن يصلّي لنا برفقة العذراء والقدِّيس يوسف وجميع القدِّيسين لكي نُصبح كهنة قدِّيسين. إذًا، عِوَض أن نبكي لفراق أحبّائنا، علينا أن نشعر بالفرح لأنّهم ذاهبون إلى مكانٍ أفضل، إنّهم ذاهبون للقاء الربّ وجهًا لوجه. إنّ حالة الفرح الّتي كان يشعر بها هذا الأخ المنازع، غيّرت نظرتي ومفهومي لسرّ الموت. لقد علّمني هذا الأخ من خلال مواجهته لاقتراب ساعة انتقاله: أنّ الإنسان المؤمِن لا يموت، بل يُولَد للحياة الجديدة بالموت.

في هذه الحياة، يُولَد الإنسان ثلاث مرّات: الولادة الأُولى هي ولادةٌ بحسب الجَسَد، مِن أبوَين أرضيَّين. وهنا نجد أنَّ الإنسان يهتمّ بجسده فيعطيه ما يحتاج من الطّعام والمشرب، ويكسوه باللّباس الضروريّ كي يبقى بصحّةٍ جيِّدة. أمّا الولادة الثانية فتتمّ يوم المعموديّة، إذ يترك الإنسانُ إنسانَه القديم، ليلبس إنسانه الجديد، ففي المعموديّة يُصبح الإنسان ابنًا لله. إنّ الربّ يدعونا إلى تغذية هذه الحياة الجديدة فينا مِن خلال تناولِنا للقربان الأقدس، قائلاً لنا في إنجيله: "مَن يأكل جسدي ويشرب دَمي له الحياة الأبديّة، وأنا أقيمه في اليوم الأخير" (يو6: 54-58). إنّ حياتنا على هذه الأرض هي بمثابة دورةٍ تدريبيّة على الحياة الّتي سنختبرها في السّماء بعد انتقالنا مِن هذه الأرض. في هذه الحياة الأرضيّة، نتدرّب على عيش المحبّة والفرح، المسامحة والغفران، والأُخوّة والخدمة تجاه بعضنا البعض، ممّا يخلق فينا سلامًا داخليًّا. إنّ الحياة الأبديّة هي حياةٌ يسود الفرح والسّلام، والمحبّة بين جميع سكّانها. في هذه الحياة، يختبرُ الإنسانُ الحياةَ السماويّة عبر عيشه الفرح والخدمة والسّلام: فإنْ نجح في هذا الامتحان، نال الحياة الأبديّة؛ وإن رسب فيه، نال الموت الثاني. أمّا الولادة الثالثة، فهي حين يموت الإنسان في هذه الحياة ليُولَد في حياة جديدة أزليّة، فيُغادر هذه الفانية لينال ما هو أفضل منها. تُسمّى الحياة ما بعد الموت "الحياة الأبديّة"، لأنّها حياةٌ لا تزول، وفيها الفرح الكامل والسّلام الحقيقيّ، إنّها على حسب تعبير بولس الرّسول: "ما لم تَرَهُ عَينٌ ولا سمِعَتْ بِهِ أُذُنٌ، ولا خَطَرَ على قلبِ بشرٍ، ذلك ما أَعَدَّه الله للّذين يُحبُّونه" (1كور 2: 9).

هذا ما نتمنّاه لموتانا الّذين نقدِّم لأجلهم هذه الذبيحة الإلهيّة أن يكونوا قد أتمّوا اختبارهم في هذه الحياة بنجاح، فيكونوا الآن في حضرة الله يُعاينون وجهه القدّوس، مع العذراء مريم وسائر القدِّيسين. آمين.

ملاحظة: دُوِّنت العظة مِن قِبَلِنا بتصرُّف. تتمة...
14/4/2018 القداس الاحتفالي السنوي في عيد القيامة المجيدة كنيسة سيّدة الخلاص - مرجبا
https://youtu.be/8CIBKY2sIj4

القداس الإلهي من أجل الراقدين على رجاء القيامة
بمناسبة عيد القيامة المجيدة
كنيسة سيّدة الخلاص - مرجبا
15/4/2018

1. كلمة الخوري الجليل يوسف الخوري

"الله روحٌ وبالرّوح والحقّ يجب على العابدين أن يعبدوه" - يو 4: 24
تَفِدونَ إلينا مِن سماءِ القيامةِ، تتوافَدُونَ مِن وَمَع المسيح القائمِ من الموتِ، تَفِدُونَ بالرّوح والعقلِ في فِعلِ المشهد الإنجيليّ الأوّل على الصّليبِ، "أذكرني في ملكوتِكَ"، وفي فِعلِ المشهد الإنجيليّ الثّاني "لعازر والغنيّ وإخوته الخمسة". أنتم اليوم بحضورِكم واحتفالاتِكم تُجسِّدونَ موسى والأنبياء، تُجسِّدون العقلَ والرّوح، تُجسِّدونَ الكلمةَ والرّوح فتظهر في الكلمة المتجسِّد، مُعلنين المسيح قام حقًّا قام، شاهِدِين على ألوهية الإنسان وإنسانيّة الإله، شاهدينَ على أنَّ تاريخَنا المتألِّم هو تاريخُ الكلمةِ حقًّا في يسوع المسيح، وصَيرُورَتَنا هي صَيرورَتُه وحياتَنا هيَ حياتُه. فتاريخُنا مستمِّرٌ، على اختلافٍ كلّي، في سعادةٍ غير متناهية، وفي ديناميّةِ رغباتٍ لا حدودَ لها. ولقد صدق القول المأثور: "الحياة تدول ولا تزول". وهذا ما يدلّ عليه في ما كتَبَ الفيلسوف جاك ماريتان، فيقول: "كما أنَّ الكلمة المتجسِّد كان له في الأرض، حياة إلهيّة وحياةٌ بشريّة على السَّواء، كذلك الطوباويّون في السَّماء قد دَخلوا الحياة الإلهيّة نفسَها بالمشاهدةِ، في حين يحيَون فيها أيضًا خارج المشاهدةِ، ولكن ضِمنَ إشعاعِها، حياةً بشريّة ممجَّدةً ومنوّرةً وبَينَهم تبادلٌ فكريّ، معبَّر عنه بحريّة كلِّ منهم. كلُّ طوباويّ هو سيِّد أفكارِهِ وقلبِهِ، وإنّه ينقلها بحرّية أمام مَن يريد. وفي السّماء ثمَّة أحداثٌ تحدث، فالطوباويّون الجُدد يَفِدون ويَفِدون باستمرارٍ من الأرض، فيُولَدُونَ للحياة الأبديّة ويستقبلهم الآخرون وتُعقَد الصَّداقات. وفي السَّماء سيظلّ القدِّيسون على الحبّ الّذي به أحبّوا مَن في الأرض. إنّكم تذكرونَ ما قالته تريزيا الصَّغيرة: "أريدُ أن أُمضي حياتي في السَّماء أعمل الخير في الأرض." هذا الكلام بَعيدُ الغَورِ والمغزى بحيثُ يُشيرُ إلى ما قد نُسمّيه "أَنَسِيّة القدِّيسين" حتّى في السّماء. وهناك دَورٌ خاصٌ أُنيطَ بالـمُختارين غير الـمُعَدِّين للتَّطويب، القدِّيسين غير الظاهِرين، الّذينَ حملوا معهم إلى السّماء ذِكرَ أصدقائهم، ويستمرّون في حبِّهم على نحوِ ما أحبّوهم".

نعم، أهلاً وسهلاً بكم، أنتم المختارين، أنتم القدِّيسين غير الظاهرين. أهلاً وسهلاً بكم إلى مائدة المسيح في كسر الكلمة وفي كسر الخبزِ والخمر. مرحبًا بكم في مَرجبا، للمسيح في كنيسة سيِّدة الخلاص، وكلُّنا واحد على صليب الإيمان نهتِف:"أذكرني في ملكوتك". المسيح قام حقًّا قام.


2. عظة الأباتي سمعان أبو عبدو السامي الاحترام

باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، آمين.

حضرة المونسنيور النائب العام على أبرشيّة بيروت للكلدان، رافايل طرابلسي،
حضرة مدبّر هذه الرعيّة، الخوري يوسف الخوري المحترم،
آبائي الأجلّاء، أخواتي الرّاهبات،
حضرة رؤساء البلديّات وأعضاء المجالس البلديّة والاختياريّة المحترمين،
حضرة المخاتير الكرام،
حضرة أعضاء لجان الوقف والحركات الرسوليّة والجمعيّات،
وأبناء رعيّة سيّدة الخلاص- مرجبا الكرام،
إخوتي، أخواتي،

ها نحن، نلتقي للسّنة الثانية عشرة، مع جماعة "أذكرني في ملكوتك"، للاحتفال بقيامة الربّ يسوع من بين الأموات. ويا لميزة هذا الرّقم إذ يرمز إلى عدد الرّسل الاثني عشر الّذين اختارهم المسيح لاتِّباعه وأَوكلهم نقل البشارة! واليوم، نلتقي، مؤمِنين من جميع الطوائف المسيحيّة، في هذه الرعيّة الحبيبة، رعيّة سيّدة الخلاص مرجبا، للاحتفال بقيامة ربّنا يسوع المسيح، بعد دعوةٍ كريمةٍ من خادم هذه الرعيّة ومعاونيه، للمشاركة في هذا الاحتفال السنويّ.
بعد قيامته من بين الأموات، ظهر يسوع لتلميذَي عمّاوس أثناء عودتهما إلى قريتهما، ليؤكِّد لهما تلك الحقيقة داعيًا إيّاهما إلى عدم الخوف من الموت لأنّه قد انتصر عليه، ونزع كلّ سلطان له على البشر. إنّ لقاء الربّ مع تلميذَي عمّاوس، يرمز إلى لقاء الربّ مع كلِّ مؤمِن. بعد موت يسوع، قرّر تلميذا عمّاوس مغادرة أورشليم والعودة إلى قريتهما لأنّهما اعتقدا أنّ موت المسيح على الصّليب، شكّل نهايةَ آمالهما بالربّ المخلِّص. شعر تلميذا عمّاوس بالحزن والإحباط لفراق الربّ لهما، لذا قرّرا العودة إلى حياتهما الماضية. وهذا ما نختبره نحن أيضًا، عندما تعترِص حياتنا حالةُ موتٍ أو صعوباتُ الحياة، إذ نجد سهولة في التّراجع عن المسيرة الّتي بدأناها مع الربّ، والعودة إلى حياتنا الماضية. في مسيرة عودة هذين الرّسولين إلى قريتهما، تَدخَّلَ يسوع في الوقت المناسب ليُعطيهما علامة الرّجاء ويشفيهما من كآبتهما وحُزنِهما، فابتدأ اللّقاء معهما شارحًا لهما أنّه كان لا بُدَّ للمسيح أن يتألّم ويموت ويقوم في اليوم الثّالث، مُحقِّقًا بذلك كلَّ ما قيلَ عنه في الكُتُب المقدَّسة. لقد طلب هذان التِّلميذان من يسوع، حين وُصُولِهما إلى قريتهما أن يمكثَ معهما لأنّ المساء قد حان، والنّهار قد مال. وحين يحين المساء في حياتنا، أي حين نتعرَّض لاختبار الألم والفقدان في هذه الحياة، فلتكن صرخةُ هذين التِّلميذين صرختَنا نحن أيضًا، قائلين له: "اُمكُثْ معنا يا ربّ". لقد سار الربُّ مع هذين التِّلميذَين هذه الطريق لأنّ علامات القيامة لم تكن منطبعةً بعد في قلبيهما. ولكن عندما كسر الربُّ الخبز أمامهما وشكر وبارك، عرفاه، فاختفى عن أعينهما. إذًا، عندما اختبرا القيامة، أصبح بإمكان هذين الرّسولَين الشَّهادة للربّ، ولهذا السَّبب اختفى الربُّ عن أعينهما.
إنّ جماعة "أذكرني في ملكوتك" في مرجبا، تتابع مسيرة شهادتها للربّ القائم، على مثال تلميذَي عمّاوس. بعد اختبارهما للقيامة، عاد تلميذَا عماوس إلى أورشليم، أي إلى المكان الّذي فيه اختبرا الحبّ الأوّل، إلى حيث كان لقاؤهما الأوّل بالربّ يسوع. لقد غيّرت القيامة تلميذَي عمّاوس، ودفعتهما إلى التبشير بالربّ القائم، وهي أيضًا قادرة أن تُغيّرنا نحن أيضًا وتحوِّلنا إلى شهودٍ لإيماننا بالربّ، بفِعْلِ نعمة الرّوح القدس العامل فينا.
لم يكن اختبار تلميذَي عمّاوس للقيامة، بالأَمر السَّهل، فَهُما لم يتمكّنا من معرفة الربّ على الرّغم من مسيرته معهما وشرحه لهما الكُتُب المقدَّسة. لذا، لا نتفاجأنَّ حين نجد صعوبةً في الإيمان بالقيامة. إنّ هذا النّص الإنجيليّ يَعرِضُ لنا ردّات فعلٍ متنوِّعة إزاء القيامة: فنقرأ أوّلاً ردَّ فِعلِ توما الرّسول، كما نقرأ ردَّ فِعل مريم المجدليّة الّتي وَجَدت، هي أيضًا، صعوبةً في معرفته، وأخيرًا نقرأ ردَّ فِعْلِ تلميذَي عمّاوس اللّذين كانا عائدَيْن إلى قريتهما مُحبَطَيْن. عندما نتعرَّض في حياتنا للإحباط والحزن والشَّك، يصعُب علينا معرفة يسوع على الرّغم مِن ظهوره لنا في أشكال متعدِّدة، ولكن الربَّ يتدخّل في حياتنا في الوقت المناسب ليمنحنا دواء الرَّجاء الشّافي لكلّ حالات اليأس والإحباط والحزن الّتي نُعاني منها. إنّ يسوع المسيح هو القيامة، هو الحياة.
هذا ما تسعى إليه جماعة "أذكرني في ملكوتك"، الّتي انطلقت في هذه الرعيّة الحبيبة في 31 تمّوز 2009. إنّ هذه الجماعة تصلّي من أجل الموتى المؤمِنين وتدعو كلّ الّذين يُشاركونها الصّلاة إلى ذِكر أمواتهم بفرح، متمسِّكين بالرّجاء النّابع من قيامة المسيح يسوع. إخوتي، يحقّ لنا بكلّ تأكيد أن نحزن لفراق أحبّائنا، ولكن علينا عدم الانغماس في حالة الحزن هذه، إذ علينا أن نصلّي لهم ونذكرهم بفرحٍ، مُتَحلّين برجاءٍ مسيحيّ، إذ نعلم أنَّه لم يعد للموت مِن سُلطانٍ علينا إذ أصبحت الكلمة الأخيرة للقائم من بين الأموات، أي للربّ يسوع المسيح. إنَّ صلاتنا لأمواتنا الرّاقدين لا تُعبّر عن حُزننا لفراقهم، إنّما تُعبّر عن رجائنا بقيامة الأموات، المبنيّ على قيامة الربّ يسوع. هذا هو رجاؤنا، وهذا هو رجاء الكنيسة جمعاء أنَّ المسيح قد قام من بين الأموات وهو سيُقيمنا معه يوم نأتي في ملكوته.
إنّنا نجتمع اليوم، نحن المؤمِنين بالربّ، من كافة الطوائف، لنشهد لقيامة الربّ من بين الأموات، مُصلّين بكلّ رجاء وفرحٍ لأمواتنا، سائلين الربّ لأجلهم: "اشفع يا ربّ بهم، وارحمهم، واذكُرهم في ملكوتك". في الختام، أودّ أن أتوجّه بالشُّكر إلى كلّ الآباء الأجلّاء الحاضرين معنا اليوم في هذا اللِّقاء الفَرِح، إذ كان البعض منهم مُرافقًا لمسيرة هذه الجماعة الروحيّة منذ نشأتها، كما ساهم البعض الآخر في دعم هذه الجماعة عبر إطلاقهم لها في رعاياهم.كما أودّ أن أشكر أبناء هذه الرعيّة الحبيبة، رعيّة سيدة الخلاص مرجبا، الّـتي عبّرت عن رغبتها لانطلاقة هذه الجماعة في رعيّتها منذ 2009، إذ رأت فيها دعمًا لإيمانها بالربّ يسوع القائم. ونتمنّى لهذه الرعيّة برئاسة خادمها، الخوري يوسف الخوري، المزيد من المثابرة الروحيّة، كي تصل رسالة هذه الجماعة إلى كلّ المؤمِنين في هذه الرعيّة، فيتَّحدوا بالصّلاة لأجل جميع أمواتهم، بروحٍ مِلؤه الإيمان والرّجاء بقيامة الربّ. إنّ ذِكر الرّاقدين لا يجب أن يكون في أوقات الشِّدة والحزن فحسب، بل يجب ذكرهم دائمًا بفرح كي يتمكنّوا من الدّخول إلى العرس السماويّ الّذي يدعونا إليه الربّ يسوع.
فليباركنا الربّ وليرحم أمواتنا جميعًا.
المسيح قام.
ملاحظة: دُوِّنت العظة بتصرّف.

https://youtu.be/GchZN2u1vZY
5/2/2018 رعيّة زوق مصبح، كنيسة سيّدة الورديّة أن لا نحزن كسائر النّاس الّذين لا رجاء لهم
https://youtu.be/rl_q6wmB1qw

عظة الأب ميلاد أنطون
في انطلاقة جماعة "أذكرني في ملكوتك"
بالقدّاس الإلهيّ من أجل الراقدين على رجاء القيامة
كنيسة سيّدة الورديّة - ذوق مصبح

5/2/2018

باسم الآب والابن والرّوح القدس، الإله الواحد، آمين.

إخوتي الأحبّاء،
الله معكم،
بدايةً، أوّد أن أشكر الربّ على لقائنا بجماعة "أذكرني في ملكوتك"، التي تسعى إلى حثّ المؤمنين على ذِكر أمواتهم في الذبيحة الإلهيّة. وها نحن اليوم نحتفل مع هذه الجماعة بالقدّاس الأوّل في رعيّتنا الّـتي قرّرَت الالتزام برسالتها، ولذا نقدِّم هذه الذبيحة الإلهيّة من أجل راحة نفوسِ جميع الموتى المؤمِنين وبخاصّة أولئك الّذين دَوَّنتم أسماءَهم عند دخولكم إلى الكنيسة في سجلّ "أذكرني في ملكوتك". كما أودّ أن أشكر هذه الجماعة بشخص السيِّدة جانيت الهبر، إضافةً إلى كلّ السيِّدات في رعيّتنا الّلواتي أعلنَّ استعدادهنَّ للالتزام في رسالة هذه الجماعة. وفي الختام أودّ أن أشكر جوقة رعيّة كنيسة سيِّدة الورديّة الّتي ستخدم هذا القدّاس، الّذي سيُحتَفَل به في الاثنين الأوّل من كلّ شهر.

إخوتي، قبل البدء بالعظة، أودّ أن أُوضِح لكم بعض النقاط:
أوّلاً، سيُقدَّم القدَّاس الإلهيّ، في الاثنين الأوّل من كلّ شهر، على نيّة جميع الموتى المؤمنين الّذين تمّ تسجيل أسمائهم في سجلّ "أذكرني في ملكوتك" منذ اليوم الأوّل لانطلاقة هذه الجماعة في رعيّتنا، لذا لا داعي لتكرار تسجيل أسماء الموتى أَنفسهم في كلّ قدَّاسٍ إلهيّ.
ثانيًا، إنَّ مردود الصّواني التّي ستُجمع خلال هذا القدَّاس ستُضاف إلى صندوق المحبّة في رعيّتنا، الّذي يهدف إلى خدمة الأكثر حاجة فيما بيننا.

ثالثًا، سيُوزّع قربان الرّحمة على نيّة جميع أمواتكم عند نهاية القدّاس الإلهيّ. إنّ هذا التقليد الّذي درجت عليه الكنيسة في توزيع القربان عند ختام كلّ قدّاس لأجل راحة أحد المنتقلين مِن بيننا إلى السّماء، يعود إلى أربعة آلاف سنة، أي إلى عهد الفراعنة في مصر، فالمصريّون كانوا يضعون الطّعام في نُعوش عظمائِهم يوم مماتهم، اعتقادًا منهم أنّ الميِّت سيقوم من جديد، وسيكون بحاجة لما يُعطيه القوّة لمتابعة حياته الثانية، إذ إنّ المصرّيين يؤمنون بالحياة الثانية، أي بالقيامة. لقد اتَّخذ هذا التقليد طابعًا مسيحانيًّا، إذ إنّنا كمسيحيّين نؤمِن بأنّ المسيح يسوع هو الخبز النّازل من السّماء ليكون لنا غذاءً روحيّا، ويُعطينا الحياة الأبديّة. إنّ الطّعام هو الّذي يُعطي الإنسان قوّةً جسديّة ونفسيّة وروحيّة، لتَحمُّل فراق وفقدان أحد الأحبّة بالموت، لذلك استمرّت تلك العادة عبر التّاريخ وتحوّلت إلى توزيع القربان بعد كلّ قدّاسٍ من أجل راحة أنفس موتانا. تتمة...
3/2/2018 كنيسة دير المخلّص للروم الكاثوليك - حمص المسيح قام، حقًا قام
نتقدّم بكاملِ المحبةِ والشكرِ إلى الأب الجليل بول دياب على احتضانِه لرسالتِنا الروحيّة في رعيّته، وإلى كلّ مَن عَمِلَ بإيمانٍ وأَمانةٍ على نشرِها في هذه الرعيةِ المباركة.
كما نسأل اللّه الآب أن تُثمِرَ خدمة رسالتُنا تعزيةً ورجاءً وسلامًا في نفوس المؤمنينِ، راجين أن يُفيضَ على أمواتِنا الرحمةَ العظمى. المسيحُ قام!

كلمة الجماعة في انطلاقة جماعة "أذكرني في ملكوتك"
بالقداس الإلهي من أجل الراقدين على رجاء القيامة
في كنيسة دير المخلّص - حمص

3/2/2018

حضرة الأب الجليل بول دياب،
أيّها الإخوةُ في الربّ،

إنّها لَـنِعمةٌ مِن الربِّ، أن تجمَعَنا رسالةٌ سماويّةٌ، لِنصُلِّيَ معًا بفرحٍ طاهرٍ من أجل أحبّاءَ غابوا عنّا، وعبَروا إلى الحياةِ الأبديّة.
نحن، "أذكرني في ملكوتك" جماعةٌ رسوليّةٌ مسكونيّة، تشهدُ لقيامةِ الربِّ يسوعَ المسيح مِن خلالِ خدمةِ رسالةِ الصّلاةِ مِن أجلِ الراقدينَ على رجاءِ القيامةِ، في ثلاث وسبعينَ رعيّةً في لبنان وبلاد الانتشار، (إلى الآن).

نشَأَتْ رسالتُنا الروحيّة إثرَ فُقدانِ أحدِ الأحبةِ في واقعِ الموتِ الأليمِ، الذي لم نكن نُدرِكُ عُمقَ معناه. غيرَ أنّ رحمةَ الآبِ شملَتْنا بِنعمةٍ سماويّةٍ، وأيقظَتْ بصيرتَنا لِنعِيَ سِرَّ الموتِ بمفهومِه المسيحيّ: أي أن نموتَ مع الربِّ يسوع، ابنِ اللّه الحيّ، ونقومَ معه، بحسبِ قولِه:"أنا القيامةُ والحياة، فمَن آمنَ بي وإن ماتَ يحيا" (يو 25:11). وبإلهامٍ من الرّوح كانَت دعوةُ الربّ لنا للصّلاةِ مِن أجلِ أمواتِنا.
26/1/2018 كنيسة دير مار بطرس للروم الكاثوليك - مرمريتا المسيح قام، حقًا قام!
نتقدّمُ بكاملِ المحبةِ والشكرِ إلى الأب الجليل نيقولا حداد على احتضانِه لرسالتِنا الروحيّة في رعيّته ودعمه لها، وإلى كلّ مَن عَمِلَ بإيمانٍ وأَمانةٍ على نشرِها في هذه الرعيةِ المباركة.
كما نسأل اللّه الآب أن تُثمِرَ خدمة رسالتُنا تعزيةً ورجاءً وسلامًا في نفوس المؤمنينِ، راجين أن يُفيضَ على أمواتِنا الرحمةَ العظمى. المسيحُ قام!

كلمة الجماعة في انطلاقة جماعة "أذكرني في ملكوتك"
بالقداس الإلهي من أجل الراقدين على رجاء القيامة
في كنيسة دير القدّيس بطرس للروم الكاثوليك - مرمريتا

18/1/2018

حضرة الأب الجليل نيقولا حداد،
أيّها الإخوةُ في الربّ،

إنّها لَـنِعمةٌ مِن الربِّ، أن تجمَعَنا رسالةٌ سماويّةٌ، لِنصُلِّيَ معًا بفرحٍ طاهرٍ من أجل أحبّاءَ غابوا عنّا، وعبَروا إلى الحياةِ الأبديّة.
نحن، "أذكرني في ملكوتك" جماعةٌ رسوليّةٌ مسكونيّة، تشهدُ لقيامةِ الربِّ يسوعَ المسيح مِن خلالِ خدمةِ رسالةِ الصّلاةِ مِن أجلِ الراقدينَ على رجاءِ القيامةِ، في ثلاث وسبعينَ رعيّةً في لبنان وبلاد الانتشار، (إلى الآن).

نشَأَتْ رسالتُنا الروحيّة إثرَ فُقدانِ أحدِ الأحبةِ في واقعِ الموتِ الأليمِ، الذي لم نكن نُدرِكُ عُمقَ معناه. غيرَ أنّ رحمةَ الآبِ شملَتْنا بِنعمةٍ سماويّةٍ، وأيقظَتْ بصيرتَنا لِنعِيَ سِرَّ الموتِ بمفهومِه المسيحيّ: أي أن نموتَ مع الربِّ يسوع، ابنِ اللّه الحيّ، ونقومَ معه، بحسبِ قولِه:"أنا القيامةُ والحياة، فمَن آمنَ بي وإن ماتَ يحيا" (يو 25:11). وبإلهامٍ من الرّوح كانَت دعوةُ الربّ لنا للصّلاةِ مِن أجلِ أمواتِنا.

فانطلقْنا ببركةِ الكنيسةِ، في الأوّلِ من حزيران 2006، في خدمةِ رسالتِنا الإيمانيّةِ بغيْرةٍ وجِدٍّ وعزمٍ، بمشاركةِ المؤمِنين، كلٌّ في رعيّتِه، مجتمعينَ في سرِّ الافخارستيّا، مُصَلّينَ مع الإخوةِ المنتقِلينَ مِن بيننا، بعضُنا لبعضٍ، لنَحيا في رباطٍ أبديٍّ بالمسيحِ ربِّنا، عائلةَ الآبِ السماويِّ، تجمَعُنا معموديّةُ الروحِ، مجسِّدِينَ شركةَ القدِّيسينَ في الصّلاةِ والمحبة.
وسلَكْنا بالكلمةِ الإلهيّةِ، ناهِلينَ من الكتابِ المقدّسِ، لتُثـبِّتَنا في سَعْيِنا، عامِلينَ على الشهادةِ لكلمةِ الحياةِ في رسالتِنا الشهريّةِ "إلى إخوتي الخمسة" (إنجيل لَعازر والغني، 19-31)، وعلى القيامِ بأعمالِ رحمةٍ لنكون واحدًا في نِعمةِ الرجاءِ وهِبةِ الحياة.

كما نَجهدُ في خدمتِنا الرسوليّةِ على بثِّ روحِ الرّجاءِ في النفوسِ، لاسيّما في قلوبِ الحزانى، ومؤازرتـِهِم في ألـمِهِم. وفي هذا الصّدَدِ وضعْنا كتيّبَ "صلوات التّعزيةِ والرّجاءِ"، ليكون سندًا لكلِّ محزونٍ أو فاقدٍ للرّجاء.
¬كذلك، نَحرِصُ على تبادلِ الخبراتِ الروحيّةِ، ومشاركةِ الجماعاتِ بعضِها لبعضٍ في اللقاءاتِ الروحيّةِ. ونسعى إلى نقلِ رسالتِنا الرّوحيّة الى الشبيبةِ والأطفالِ لزرعِ الرجاءِ في قلوبـِهِم، معَ حِرصِنا أيضًا على نشرِها عبرَ موقِعِنا الإلكترونيِّ وعلى مواقعِ التّواصلِ الاجتماعي.

ونظرًا لنموِّ الجماعةِ وتكاثرِ حاجاتِها، ومن أجلِ تحقيقِ أهدافِها وخدمةٍ أكبر... ها نحن نَنطلقُ بنعمةِ الله في مشروعِ بناءِ المقرِّ الروحي لجماعةِ "أذكرني في ملكوتك"، في سهيلة – كسروان. مقرِّ الجماعة الرئيسي لخدمةِ رسالتِها وعيْشِ روحانيّتِها، راجينَ أن يُشِعَّ مِن داخل هذا المقرِّ نورُ القيامةِ ليُضيءَ ظلماتِ مَن آلَمَهم موتُ الأحبّةِ!

اليوم، في هذا المساء المباركِ، نرفعُ كلَّ الشُّكرِ الى العنايةِ الالهيّةِ على نِعمةِ هذا اللقاءِ، ِونجدِّدُ خالصَ الشكرِ والتقديرِ: لكم أيّها الأب الجليل على احتضانكم لرسالتِنا الروحيّةِ ودعمكم لها في رعيّتكم الموّقرةِ.
ونتقدّمُ بكلِ الشكرِ والمحبةِ لكم، أبناءِ هذه الرعيّةِ المبارَكة، على مشاركتِكُم فرحَ لقائِنا.
ونخصُّ بالشكرِ أيضاً جوقةَ الرعيةِ التي شاركتْ جَوْقَ الملائكةِ بترانيمِ النّورِ والقيامةِ.

في الختامِ، نسألُ الله الآبَ أن يعضُدَنا ويقوِّيَـنا جميعًا لنُكمِلَ معًا خدمةَ رسالةِ "أذكرني في ملكوتك"، ضارعينَ إليه أن تُثمِرَ في النّفوسِ رجاءً وتعزيةً وسلامًا، وأن نسمعَ قولَ الربِّ لنا: "تعالَوا يا مبارِكي أبي رِثوا الملكوتَ المعدَّ لكم مِن قَبلِ إنشاء العالم"، وأن يُفيضَ على أمواتِنا سِعةَ رحمتِه.
فأيُّها الإخوةُ الراقدونَ بالربِّ! نفوسُكم في الخيراتِ تسكُن، وذكركُم يدومُ الى جيلٍ فجيل... المسيحُ قام! تتمة...