البحث في الموقع

لقاءات و نشاطات


انطلاقات وقداديس

"من اكل جسدي وشرب دمي له الحياة الأبدية"
(متى 25 : 40)
17/11/2013 رعية القديس أنطونيوس الكبير - مستيتا مع بشارة زكريا، من خلال النعمة التي حلت عليه...
انطلاقة الجماعة في رعية القديس أنطونيوس الكبير - مستيتا
عظة الأب بول كرم - خادم الرعية

باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد. آمين.
"لا تخف يا زكريا فقد استجيبت طلبتك"

مع بشارة زكريا - من خلال النعمة التي حلت عليه وعلى امرأته أليصابات وحولت حياتهم من حياة فيها المستحيل والعقم والعجز، إلى حياة مليئة
بالخصب والولادة الجديدة ونعمة الرب – نبدأ يا أحبتي مسيرة زمن الميلاد التي ستوصلنا إلى يوم التجسد؛ يوم ولادة المخلص. واليوم في هذا الأحد المبارك ندخل أكثر وأكثر في عمق سر الله. السر الذي يتطلب من كل منا التأمل والصلاة والصمت، كصمت زكريا وتأمله في سر الله الذي لم يكن قادرا على استيعابه بعقله المحدود. في هذه المسيرة الإيمانية يا إخوتي، يحتاج كل فرد منا إلى الدخول في هذا السر العظيم، لأن سر التجسد ليس أمرا عابرا، بل هو دخول في منطق الله وليس في منطق البشر. فمنطق البشر يقول بإن زكريا وأليصابات عجوزان ولا يمكن لهما إنجاب الأطفال، خاصة وأن أليصابات كانت امرأة عاقراً ويستحيل عليها أن تحمل وتلد. وهكذا في منطق البشر أيضا، نُتَّهم بصِغَر العقل عند اجتماعنا للصلاة في الكنيسة، إذ يرون أن هناك أمورا كثيرة تستحق الاهتمام أكثر من الصلاة، فلمَ على الإنسان أن يحيا حياة روحية، إذ عليه أن يخلص نفسه بنفسه؟ هذا كله منطق بشري كاذب، يقود إلى الفراغ. أما المنطق الإلهي، فهو منطق التحولات والتجدد والولادة الجديدة كما صار لأليصابات "هكذا صنع الرب إلي ليزيل العار عني من بين الناس". فعندما يدخل الرب حياة الإنسان ويعمل فيها، تتغير حياة الإنسان بأكملها، ويتجدد الإنسان من تلقاء نفسه، ويأخذ مبادرات انطلاقا من المبادرة الروحية ليكون إنسانا يحيا حضور الله.
مشكلتنا اليوم يا أحبتي أن الله حاضر إلا أننا غائبون. فالرب لا يطلب من الإنسان إلا أن يكون واعيا ومسؤولا أمام هذا الحضور، وإلا فما قيمة تجسد ربنا - رمزيا (نرمز له بالمغارة)، أو تجسده يوميا على المذبح كما تجسد مرة في التاريخ منذ ألفي عام في بيت لحم- وتجسده الحقيقي في قلب الإنسان غير موجود. تتحول أعيادنا في هذه الحالة أعيادا فولكلورية تطغى عليها روح العولمة والتجارة ولكن صاحب العيد وسيده وروحيته مغيبون. ونحن اليوم نطلب يا أحبائي أن نحمل هذه البشارة مجددا كما حملها زكريا بصمته وتأمله – لعدم تمكنه من الدخول في سر الله فأعطاه الرب تجربة الصمت والإصغاء - وكما حملتها أليصابات بنعمة تحوّل وتحويل عقمها إلى خصب، إلى أرض تثمر يوحنا المعمدان وتحضر من خلاله لمجيء المخلص. على كل شخص منا أن يكون زكريا وأليصابات العهد الجديد، أن يدخل بصمت وتأمل في سر الله ليعود ويشكره كما فعلت أليصابات لأنه تدخل في حياتنا ليرفع عنا العقم الفكري والأخلاقي الذي يبعدنا دوما عن الله، وبالتالي علينا أن نخرجه من حياتنا وإلا ستبقى بشارة زكريا وأليصابات حاضرة فقط بين طيات الكتاب المقدس وعلى المذبح وغائبة عن منطق البشر.
دعونا يا إخوتي ندخل مع هذه البشارة في المنطق الجديد الذي سيحولنا به الله نحن البشر ويجددنا. ومع هذا الأحد، أحد بشارة زكريا، تبدأ مسيرتنا مع جماعة "اذكرني في ملكوتك" والتي هدفها فقط أن تصلي على نية الأموات الراقدين على رجاء القيامة، الأموات المنقطعين الذين ليس لهم من يذكرهم، وهذا يجعلنا ننظر إلى الموت بعين الرجاء أكثر، وليس بعين الألم والدموع، فننظر إلى الموت كلقاء حي مع يسوع الحي وليس كلقاء مع الأموات، فنتخلى عن تصرفاتنا الوثنية في بعض الأحيان وكأننا نفتقد الرجاء وعمل القيامة، وهذا ما يطلبه الله منا اليوم بالذات، ومن كل إنسان، من خلال البشارة الجديدة، من خلال تحول جديد على مثال تحول أليصابات وتأمل وصمت زكريا. دعونا نقدم ذبيحتنا على هذه النية، لتكون مسيرتنا فعلا مسيرة توبة، نلتقي فيها بعين الرجاء والإيمان بيسوع المسيح المخلص، إلى الأبد. آمين.

ملاحظة: دونت العظة من قبلنا بتصرف.
10/11/2013 رعية مار ضوميط - ساحل علما تفرح رعيتنا اليوم بـ "جماعة اذكرني في ملكوتك " ... وأتمنى أن نحيا جميعا فرح هذه الجماعة...
. انطلاقة الجماعة بالقداس الشهري الأول لأجل الراقدين على رجاء القيامة
عظة الأب عمانوئيل الراعي – خادم الرعية

تفرح رعيتنا اليوم بـ "جماعة اذكرني في ملكوتك"، وسأترك الحديث عن الجماعة لختام القداس الإلهي لكي نتعرف إليها أكثر، وأتمنى أن نحيا جميعا فرح هذه الجماعة، وأن يعي كل فرد منا كيف سيحيا فرح العبور ليلتقي بشخص الرب.اليوم تعيِّد الكنيسة تجديد البيعة، تجديد الكنيسة. ونصّا الرسالة والإنجيل اللذان قرأناهما لا علاقة لهما بأحد اليوم. فمن الرسالة نستطيع أن نتأمل أنَّ "كل شيء أصبح جديدا" لأننا نحن صرنا خلقا جديدا.
عندما تجسد الله دخلنا في الخلق، إذ إنَّ الله في العهد القديم كان بعيدا عن شعبه، ويعرف شعبه إلا أنَّ شعبه لم يكن يعرفه، يكلم شعبه إلا أنَّ شعبه لم يكن يصدقه. ولكن في العهد الجديد بات الله منا، بات الله معنا. في القدم تناولوا المنَّ والسلوى في البرية مع موسى وماتوا، أما نحن فإن تناولنا جسد الرب فسنحيا ونقوم معه في القيامة الجديدة. قبله كان القبر معتماً، وبعد قيامته بات القبر جديدا ودخلنا نحن في جديد الرب الدائم. ومن هنا علينا يا أحبتي أن ندرك أن الله الذي جعل من نفسه جديدا بتجسد يسوع المسيح، صار كل شخص منا بعد موته وقيامته جديد الله، وكارثة الكوارث هي رفضنا الدخول في جديد الرب. يقول بولس الرسول في الرسالة التي سمعناها اليوم: "أنتم سفراء المسيح"، أي سفراء قيامته، وعلينا أن نكون شهودا لهذه القيامة. وجماعة اذكرني في ملكوتك أرادت أن تكون سفيرة المسيح القائم من بين الأموات، من رعية إلى أخرى ومن بلد إلى آخر. . تتمة...
2/11/2013 تذكار الموتى تذكر الكنيسة اليوم الموتى المؤمنين عموماً وتدعونا لنصلي ...
القداس الاحتفالي بمناسبة تذكار الموتى في رعية مار فوقا - غادير
عظة المطران أنطوان نبيل العنداري السامي الاحترام

تذكر الكنيسة اليوم الموتى المؤمنين عموماً وتدعونا لنصلي من أجل راحة أنفسهم، ونلتقي في موعدنا السنوي لنحيي هذه الذكرى ونصلي من أجل راحة موتانا مع أبناء هذه الرعية المحبة للمسيح وجماعة "اذكرني في ملكوتك" وهي مناسبة أيها الأحبة نعود فيها إلى كلام الرب الذي سمعناه في الإنجيل وهو كلام يؤكد لنا أقله على حقائق أربع.
الحقيقة الأولى أن هناك حياة ثانية. إن الحياة الزمنية التي نعيش تؤدي بنا مع الأيام والسنين والأعمار التي يمنحنا إياها الرب إلى العبور إلى حياة ثانية، لأن هناك حياة غير الحياة الزمنية قد وعدنا بها الرب، لأن الرب إذا ما قال لنا بأن نبني ملكوت الله في داخلنا فلكي يكتمل هذا الملكوت في حياة ثانية. وبالتالي يصبح تذكار الموتى مساحة للرجاء لأننا نترجى حياة ثانية ومع المسيح القائم من بين الأموات "نترجى قيامة الموتى والحياة في الدهر الآتي"، وهذا ما نعلنه دوما في قانون الإيمان الذي نجدده ونجدد هذه الحقيقة الإيمانية بأننا صائرون إلى حياة ثانية، إلى حياة أبدية مع ربنا.
والحقيقة الثانية هي أن من يغتني بالرب يكون له الجزاء الخيّر، ومن يفتقر إلى الرب كان مصيره العذاب. وبالتالي في هذا الزمن الطقسي في خاتمة هذه السنة الطقسية توالت القراءات التي تدعونا إلى السهر، إلى اليقظة، إلى الاستعداد، إلى أن نملأ السراج زيتاً كمثل العذارى الحكيمات أو أن نعيش الأمانة كمثل الوكيل الأمين الحكيم، أو أن نتاجر بالوزنات التي يأتمننا الرب عليها ويأتي يوم الحساب لكي يقول لنا: "تعالوا يا مباركي أبي ورثوا الملكوت المعد لكم من قبل إنشاء العالم". نعم، إننا بقدر ما نتحمل مسؤوليتنا ونعيش إيماننا بربنا وانتماءنا إليه وإلى كنيسته ونعيش هذا الإيمان ونترجمه في حياتنا اليومية أعمالا صالحة وخيرة والتزاما بحياة مسيحية دينية، بقدر ذلك نبني ملكوت الله في داخلنا ونستعد كل الاستعداد اللازم، إذ يقول الكتاب: "طوبى للموتى الذين يموتون بالرب فإن أعمالهم تتبعهم"، أي أن أعمالنا وحياتنا هي هذا الزاد الذي نتزود به لكي نمثل أمام وجه ربنا، لذلك الغنى والمقتنيات ليست معياراً، لأن الغني هو الهالك والفقير هو الرابح، إنما العلاقة مع الرب؛ الغنى في العلاقة مع ربنا لكي نغتني بربنا لا لنفتقر إليه. ونحن ننغمس في أمور الدنيا في مصاعبها، في همومها، في تحدياتها وهذا أمر يمر على كل من بيننا لكي نعيش كلمة الرب في وسط العالم، ولكن هل ندع هذه الكلمة تخنقها الهموم والأشواك؟ أم تكون لها الأولوية في حياتنا لكي تؤتي بالثمار الكثيرة كمثل الزارع ثلاثين وستين ومئة؟ فبقدر ما نثمن وزناتنا ونعيش إيماننا وانتماءنا إلى ربنا ونلتزم بهذا الإيمان نكون أغنياء بالله وبالتالي نستحق أن نكون في حضن ابراهيم مثل لعازر الذي عبر إلى ربه.
والحقيقة الثالثة أن الرب يوم الحساب يجازينا على أعمالنا. نحن ندرك ونفهم بأن الرب هو رب الرحمة ولكنه أيضا رب العدل، فبرحمة وعدل، بمحبة وحسب الشريعة ينظر إلينا لكي يرى مسيرتنا ونوعية تأدية شهادة حياتنا. في الأحد الماضي، كان الانجيل يتكلم عن الدينونة العظمى "كنت جائعا فأطعمتموني، عطشانا فسقيتموني، عريانا فكسوتموني، مريضا فزرتموني" فنحن بقدر ما نكون في هذه العلاقة مع الرب نكون في علاقة وطيدة مع يسوع المسيح، نكون من المخلَّصين نكون من أبناء الملكوت، نكون في عيش هذا الإيمان والرجاء من عبور هذه الدنيا إلى دار الحياة الأبدية.
والحقيقة الرابعة هي أن الكنيسة تدعونا في الصلاة لكي تكون هذه الشراكة كاملة في قلب الكنيسة بين كنيسة الأحياء وكنيسة الأموات وبتعبير آخر بين كنيسة المجاهدين على الأرض الذين يعيشون حياتهم ويستعدون إلى العبور إلى الحياة الأبدية والكنيسة الظافرة، أي الأموات الذين سبقونا وظفروا بالملكوت وأصبحوا من عن يمين الرب يفرحون معه بحسب ما قال لنا صاحب المزامير: "فرحت بالقائلين لي إلى بيت الرب تذهب". فتذكار الموتى أيها الأحبة، هو عيد الرجاء بربنا المخلص الفادي، الرحوم، المحب، الذي يدعونا لكي نعيش دعوة القداسة لكي نكون معه كما يقول لنا الرسول: "نحن الذين اعتمدنا بالمسيح، لبسنا المسيح، فإن متنا معه نحيا معه". فلنسائل ذواتنا: أين نحن في مسيرتنا مع الله؟ كيف نعيش إيماننا؟ هل نغتني بالله؟ هل نسعى لكي نكون أغنياء بالله قبل كل شيء؟ وما هي صلاتنا من أجل الذين سبقونا؟ نحن نصلي من أجلهم وهم من عليائهم أيضا يصلون من أجلنا ويشفعون بنا. فلنشكر الرب على نعمه الكثيرة وندعُ لراحة نفوس موتانا ونصلِّ من أجلهم ونستذكرهم، لكي هم أيضا بشفاعتهم من السماء ينظرون إلينا ويذكرون ويتشفعون بنا لدى ربنا. وهكذا أيها الأحبة تكون الأعياد والتذكارات لموتانا ذكرى رجاء، وذكرى بأننا صائرون إلى ربنا لكي نعي مسؤولية حياتنا ونتجدد في مسيرتنا الإيمانية وانتمائنا إليه تعالى وإلى الكنيسة، لكي نوطد هذه العلاقة مع الرب ومع إخوتنا. فلتكن نعم الرب علينا ولنكن جميعا في مسيرة الكنيسة أحياء وأمواتا نغتني بالرب، لكي نمجد الرب، آمين
.
ملاحظة : دُوّنت العظة من قبلنا بتصرّف
4/10/2013 رعية مار يوسف - المتين في هذا الزَّمنِ، زمنُ الصَّليبِ، وخلال انتظارِنا الشهرَ القادمَ حينَ سنُصلِّي لأمواتِنا، نجتمعُ في يومِ الجمعةِ الأوَّلِ ...
انطلاقة الجماعة بالقداس الشهري الأول لأجل الراقدين على رجاء القيامة.
عظة الأب أنطوان خليل - خادم الرعية

باسم الآبِ والابنِ والرُّوحِ القدسِ، الإله الواحد آمين.
في هذا الزَّمنِ، زمنُ الصَّليبِ، وخلال انتظارِنا الشهرَ القادمَ حينَ سنُصلِّي لأمواتِنا، نجتمعُ في يومِ الجمعةِ الأوَّلِ من هذا الشَّهرِ مع جماعةِ "اذكُرني في ملكوتِكَ"، الذين نشكُرُ لهم قدومَهم من مناطقَ بعيدةٍ، ومن منطقةِ المروج، ليشاركونا الصَّلاةَ لأجلِ من رقَدُوا.
إخوتي، سنجتمع بإذن الله في يوم الجمعة الأول من كل شهرٍ - وسنعملُ على تغييرِ الموعدِ ليتناسَبَ مع التَّوقيتِ الشَّتَوي- لنقيمَ تذكارَ موتانا ونصلِّيَ من أجلهم، ضمنَ جماعةِ "اذكُرني في ملكوتِكَ" وفي هذه الكنيسةِ الصَّغيرةِ،كنيسةِ مار يوسُف - المتين.
نحنُ دائماً نذكرُ أمواتَنا، ونحن أصلاً نحملُ إرثَهم وتراثَهم، سواءَ أكانوا أصدقاءَ أم أهل أم أقرباءَ أم أحبَّاءَ، نحن نحملُهم معنا في ذِكرَاهُم وبطريقةِ تعامُلِنا معَهم وبكلماتِهم وأفكارِهم، فكيفَ إذاً إن ذكرناهم في صلاتِنا؟
الجماعةُ التي ستعرِّفُنا عن نفسِها في نهايةِ القدَّاسِ، جماعةٌ مؤمنةٌ مصليةٌ، ركَّزَت صلاتَها لأجلِ المرضى والموتى، وهذا أمرٌ مهمٌّ بالنِّسبةِ لنا، إذ أنَّنا نؤمنُ أنَّنا نكافحُ على الأرض، ولكن هناك أناس يغادرونَنا. منهم من يصعدونَ إلى السَّماءِ ويصبحونَ قدِّيسينَ فنطلُبَ شفاعاتِهمِ، وهناكَ من هُم مثلنا يسيرونَ على الطَّريقِ باتِّجاهِ الموتِ، والبقيَّةُ لا تزالُ تجاهدُ. وهناكَ رباطٌ ثالوثيٌّ كنسيٌّ يربطُ هؤلاء بعضَهم ببعضٍ دون تفكُّكٍ. فالكنيسةُ هي النَّاسُ المجاهدونَ الأحياءَ، والموتى الذين سبقونا فأغمضوا أعينهم عن هذه الدُّنيا ليفتحوها على الدُّنيا الأخرى التي وعدنا الله بها، والقدِّيسونَ الذين ذهبوا مباشرةً إلى السَّماءِ ووصلوها سريعاً نتيجةً للتَّضحياتِ وبذلِ الذَّاتِ وأعمال الرَّحمةِ والصَّلواتِ والمحبَّةِ التي مارسوها، فبِتنا نطلبُ شفاعَتَهُم ليساعدونا نحنُ الأحياءَ لنفهم يسوعَ المسيح أكثر.
هذه الجماعةُ التي ستعرِّفُ عن نفسِها، وكيفَ نشأت وما الأعمال التي تقومُ بها في لبنانَ وخارجِه، تسعى للانتشارِ الأوسع دوماً، من قريةٍ إلى أخرى ومن بلدٍ إلى بلد، وهذا أمرٌ جميلٌ، أن نجتمع مصلِّينَ لراحةِ نفوسِ أمواتنا.
في شمالِ لبنانَ يستخدمُ النَّاسُ مصطلحَ "يرحم موتاكم"، فهم دائماً يذكرونَ موتاهُم عندَ رضاهُم عن عملٍ ما يحدثُ، عمل محبَّةٍ أو تضحيةٍ. واجتماعُنا نحنُ اليومَ لأجلِ موتانا، وانتشارُ هذهِ الجماعاتِ في المدنِ والقرى وفي كلِّ مكانٍ، أمرٌ مستحبٌّ وعملٌ مفيدٌ إيمانيٌّ نشجِّعُه.
إذاً، سنتعرَّفُ إلى هذهِ الجماعة بعدَ المناولة، ونتمنَّى أن نلتقيَ دوماً في الجمعةِ الأوَّلِ من كلِّ شهرٍ لنصلِّيَ.
هناكَ أمرٌ آخرَ أودُّ أن أقولَهُ بعيداً عن الشُّكرِ والتَّرحيبِ. يا أخوتي، بتأمُّلِنا وصلاتِنا لمن غادرونا، نحنُ نقومُ بفعلِ إيمانٍ. فنحن نؤمنُ بأنَّ موتانا لايموتونَ إذ لدينا القيامةُ. فيسوعُ المسيحُ كانَ باكورةَ الرَّاقدين، وأقامَ معهُ جميعَ المدفونين منَ الموتِ. ونحنُ نؤمنُ أنَّ قيامتَهُ تُحيينا وتُقوِّينا نحنُ الأحياءَ، وتكملُ معنا نعمتَهُ وبركَتَهُ، لتساعدَنا بعد موتنا وتوصِلَنا لرؤيةِ وجههِ الإلهيِّ مباشرةً. لذلك نقولُ لبعضِنا عندَ دفنِ موتانا: "المسيحُ قامَ.. حقَّاً قامَ"، لنُذكِّرَ بعضَنا بهذهِ الحقيقةِ، إيماناً عميقاً بالكنيسةِ وبيسوعَ القائم من القبرِ، وبحقيقةِ القيامةِ في حياتنا المسيحيَّةِ اليوميَّةِ. فكلَّما وقعْنا، وكلَّما أخطأنا وكلَّما كنا تعساءَ نؤمنُ بالقيامةِ التي تقوِّينا وتثبِّتنا لنكملَ الطَّريقَ، ومن هنا تأتي الغايةُ من هذه الجماعةِ المصلِّيةِ، وهيَ أن نساعدَ بعضَنا البعض ونشبكَ أيدينا بأيدي بعضٍ لنسيرَ الدَّربَ مهما كان وعراً، مشجِّعينَ ومشدِّدينَ ومقوِّينَ بعضَنا البعض لنكملَ طريقَ القيامةِ، طريقَ الفرحِ الذي وعدَنا بهِ الرّبُّ بالبشرى السعيدة.
وهناكَ أمرٌ آخرَ وهوَ الوفاء. يمكننا أن نكونَ أوفياءَ فقط لمن نحتاجُ؛ "لا أعرفُكَ إن لم تكن لي مصلحةٌ لديكَ". ولكن هناكَ أيضاً وفاءٌ بينَ الأصدقاءِ وفي العائلة، وبينَ المحبِّينَ ومع أمواتِنا، الذين عرفناهم وأحبَبناهم وأنشؤونا وعلَّمونا وربُّونا وسهروا على راحتنا، وصلاتُنا لأجلهم هي علامةُ وفاءٍ منا لهم تثبتُ أنَّنا لم ننسَهم. وكما هم يرافقونَنا كذلكَ نحن نرافقُهم، وكما هم أورثونا الصوتَ أو الكلماتِ أو المظهرَ الخارجيَّ أو الطُّولَ أو لونَ العينينِ والشعرِ والأخلاقَ والتَّربيةَ، كذلكَ نحن نحملُ ذاكَ كلَّهُ معنا، فنتذكَّرهُم أكثرَ لأنَّهم جزءٌ منَّا شئنا أم أبَيْنا. كلُّ إنسانٍ يلتقي بآخرَ يرثُ عنهُ، الأخلاقَ أو المحبَّةَ أو حتى الحذرَ في حالِ الأذى. علاقتُنا وطيدةٌ معَ أمواتِنا مفعمةٌ بالوفاءِ والإيمان.
والأمرُ الأخيرُ الذي أودُّ الحديثَ عنهُ هو المرافقةُ، فكما نحنُ نؤمنُ أنَّ موتانا لا يموتونَ، كذلك نؤمنُ بمرافقتِهم لنا. فهم يسيرونَ معنا وأنظارُهُم تتَّجِهُ نحوَنا كما أنظارُنا تتَّجِهُ نحوَهُم، ونصلِّيَ لهم كي يترأفَ الآبُ السَّماويُّ بهم ويرحمَهم. وهم يرافقونَنا بحكمَتِهم بعد الموتِ كما رافقونا في حياتِهم. رحمَ اللهُ جميعَ موتاكُم يا أخوتي وشفى مرضاكُم. هناكَ لائحةٌ بالأسماءِ سترفعُ أمامَ مذبحِ الرَّبِّ لنصلِّي لأجلِ من فَقدْتُم.
وفي النِّهايةِ، أتمنَّى عليكم يا أخوتي أن تقوموا بأعمالِ رحمةٍ عن روحِ موتاكُم أو لشفاءِ مرضاكُم، ليسَ فقط بالتَّقدمات العَينيَّة، بل ببذلِ الوقتِ والبسمةِ والحضورِ، لبلسمةِ الجراحِ وتشديدِ الضُّعفاءِ والبؤساءِ، فهذا ما أظنُّهُ عملَ رحمةٍ حقيقيٍّ لأجلِ موتانا.

ملاحظة : دُوّنت من قبلنا بتصرّف
19/9/2013 رعية سيدة لبنان - بروكلين نيويورك بنعمة سماوية، وببركة صاحب السيادة المطران غريغوري منصور انطلقت رسالتنا ...
بنعمة سماوية، وببركة صاحب السيادة المطران غريغوري منصور انطلقت رسالتنا في رعية سيدة لبنان - بروكلين نيويورك، حيث احتفلنا بالقداس الشهري الأول لأجل إخوتنا الراقدين على
رجاء القيامة، وتلا القداس رسيتال ديني أحيته السيدة نبيهة يزبك بصوتها الملائكي. أما كلمة الجماعة فقد ألقتها السيدة جانيت الهبر :
http://www.ouzkournifimalakoutika.com/en/masses-and-breakthroughs
6/7/2013 رعية مار يوحنا - حوش الزراعنة هذهِ الجماعةُ المسيحيَّةُ المؤمنةُ الرَّسوليَّةُ، المسكونيَّةٌ وقد حضر اليومَ أفرادُها ...
انطلاقة الجماعة بالقداس الشهري الأول لأجل الراقدين على رجاء القيامة .
عظة الأب فادي باركيل - خادم الرعية

6/7/2013

باسمِ الآبِ والابنِ والرُّوحِ القُدُسِ الإلهُ الواحدُ، آمين.

إنَّ هذا القدَّاس يا اخوتي هو اللِّقاءُ الأوَّلُ لنا معَ جماعةِ "اذكُرني في ملكوتِكَ"، هذهِ الجماعةُ المسيحيَّةُ المؤمنةُ الرَّسوليَّةُ، واليومَ قد أتَى أفرادُها من مناطقَ عدَّة لمباركَتِنا، من بيروتَ وجبلِ لبنانَ وجبيلَ وطرابلسَ – فهم جماعةٌ مسكونيَّةٌ بكلِّ ما لكلمةِ مسكونيَّةٍ من معنىً- ولمشاركَتِنا بالذَّبيحةِ الإلهيَّةِ والقدَّاسِ لأجلِ راحةِ نفوسِ موتانا. وهذا دليلٌ قاطعٌ على أنَّ ذكرَ أمواتِنا القاطنينَ عندَ اللهِ والصَّلاةَ لأجلهم هو واجبٌ على كلِّ إنسانٍ مسيحيٍّ، إذ لا يجبُ أن ننسى الصَّلاةَ لأجلِ إنسانٍ ماتَ واستحالَ جسدُهُ تُراباً. الصَّلاةُ لهُ واجبٌ علينا لأنَّ الرُّوحَ سترجعُ إلى اللهِ الخالقِ، ومتى عادَتْ إليهِ ستكونُ بحاجةٍ إلى اتِّصالٍ أكبرَ مَعَهُ. فعلى سبيلِ المثالِ، إنْ ماتَ إنسانٌ وكانَ شرِّيراً في حياتِهِ، ولم يلحظِ اللهُ وجودَ جماعةٍ حولَهُ تُصلِّي لأجلِه، قد تحيا نفسُهُ في الشَّقاءِ. ولكن إنْ رأى اللهُ أنَّ لهذهِ النفسَ، بالرَّغمِ من كلَّ ما ارتكبَتهُ من خطيئةٍ على الأرضِ، جماعةٌ كبيرةٌ تذكرُها في صلاتِها، قد يشفقُ الله عليها ويتحنَّن.
استمعتُم اليومَ إلى نصٍّ إنجيليٍّ هو مثلُ "الغنيِّ ولعازرَ"، والذي أعتقدُ أنَّ هذهِ الجماعةَ قد انطلقَت منهُ، بعد واقعِ رحيل أليمٍ في سرِّ الموتِ، فالفقدانُ صعبٌ جدَّاً، ولكن عندما يتأمَّلُ الإنسانُ في الإنجيلِ وبكلِّ كلمةٍ مكتوبةٍ، يشعرُ أنَّ اللهَ حاضرٌ معهُ في وقتِ الموتِ وَالألمِ وَالشِّدَّةِ. فاللهُ لا يتخلَّى عنَّا، وهذا ما ستشرَحُهُ لنا الأختُ جانيت الهبر بعد فقدانِ زوجها وتخبرُنا كيفَ نشأت هذهِ الجماعة الرَّسوليَّةُ، وأين تخدمُ، وكيفَ انطَلقَت إلى العالمِ أجمع. وبحسبِ ما علمتُ، فإنَّ هذهِ الجماعة قدِ انتشرَت في واحدٍ وأربعينَ رعيَّةً. وبما أننَّا نحنُ أيضاً قد تلقَّيْنا البشارةَ، باتَ من الواجبِ علينا أن ننقُلَها. في الحقيقةِ قدِ اتَّخذنا قرَارنا خلالَ فترةٍ قصيرةٍ جدَّاً، ولم يتسنَّ لنا الوقتُ الكافي لكي نُعلِنَهُ بشكلٍ موسَّعٍ، ولكن منذُ الآن قد باتَ دوري ودورُكُم أن ندركَ أنَّ السَّبتَ الأوَّلَ من كلِّ شهرٍ أصبحَ مقدَّساً ومخصَّصاً لتذكارِ أمواتِنا، في رعيَّتنا مار يوحنَّا-حوشُ الزَّراعِنَة، سواءَ كانَ الأبُ فادي موجوداً، أو أيٌّ من الكهنةِ الذين قد يتواجدُونَ بعدَ التَّشكيلاتِ الكهنوتيَّةِ الجديدةِ.
بحسبِ السَّنةِ الطَّقسيَّةِ، نحنُ نذكرُ أمواتَنا في سبتَيْن كلَّ عامٍ ولكنَّ هذا لا يعني أنَّنا نتذكَّرُهُم فقط في هذَيْن السَّبتَيْن. نحن نذكرُهم في كلِّ ذبيحةٍ إلهيَّةٍ، ولكنَّنا منذُ اليومَ وعلى مدارِ العامِ سنسعى لكي نُشعِرَهُم بأنَّنا على اتِّصالٍ دائمٍ معَهم، بإقامَتِنا لهذا القدَّاسِ.
يا أخوتي إنَّ هذا القدَّاسَ، والتَّقدماتِ التي يقدِّمُها النَّاسُ بالإضافة إلى تبرُّعاتِكُم التي سنجمعُها اليوم، جميعها ستكونُ مساهمةً منكُم، وعربونَ حبٍّ لأجلِ راحةِ نفوسِ أمواتِنا، من خلالِ الاهتمامِ بعائلةٍ أو أكثرَ من العائلاتِ الموجودةِ في رعيَّتِنا أو ضمنَ إطارِ زحلة. لن يذهبَ أيٌّ منها إلى الجماعةِ أو الدَّيرِ أو الكنيسة.
سمعنَا في الإنجيلِ أنَّ لعازرَ قد ماتَ "فرافقَتْهُ الملائكةُ إلى السَّماءِ"، أمَّا الغنيُّ "فدُفِنَ". وهنا يركِّزُ يسوعُ على إيصالِ رسالةٍ مهمَّةٍ جدَّاً لنا؛ يُرسِلُ اللهُ ملائِكَتَهُ لتنقُلَ الإنسانَ المؤمنَ التَّقيَّ، وروحُهُ لا تبقى وحيدةً، بينما الإنسانُ المتشبِّثُ بالأرضِ دونَ أن يُعيرَ أُخوتَهُ الأرضيِّينَ اهتماماً، يتخلَّى اللهُ عنهُ في وقتٍ من الأوقاتِ، و"يُدفَنُ" بدونِ ذكرٍ. نلاحظُ حتَّى أنّ اسمَ الغنيِّ لم يُذكَرْ في المثَل، في حين سُمِّيَ الفقيرُ "لعازَرَ" ومعناهُ "اللهُ تحنَّنَ"، أي أنَّ اللهَ أشفقَ علينا وهكذا سيُشفِقُ أيضاً على أمواتِنا. ويُخبِرُنا الإنجيلُ أنَّهُ عندَ وُصولِ الاثنينِ فَرِحَ لعازرُ في حينِ بدأَ الغنيُّ يتعذَّب. وهنا مقارنةٌ رائعةٌ جدَّاً، وكأنَّ يسوعَ يخبرُنا بأنَّ ما نعيشُهُ على الأرضِ نحصُدُهُ في السَّماءِ. إن عشنا الفرحَ والسَّلامَ ومساعدةَ الآخرين وحبَّهُم ونشرَ كلمةِ الرَّبِّ، ستكونُ أبوابُ السَّماءِ مفتوحةٌ لنا على غرارِ لعازرَ. ولكن من ينسَ يسوعَ وينكرهُ كذلكَ ينكرُهُ يسوعُ أيضاً؛ "من ينكرُني قُدَّامَ النَّاسِ أُنكرُهُ أيضاً أمامَ أبي في السَّماوات". فدَورُنا نحنُ أنْ نبشِّرَ بهذهِ الكلمةِ، والغنيُّ عندما جابَهَ المرارةَ والصُّعوباتِ التي تكمنُ في البعدِ عنِ اللهِ – فجهنَّمُ ليسَت ناراً يُشعِلُها اللهُ ليحرِقَ الخاطئِينَ، بل هيَ البُعدُ عنهُ في حينِ أنَّ الجنَّةَ هي الحياةُ معَهُ- صرخَ راجياً أبانا ابراهيمَ أن يُرسِلَ لعازرَ ليوضِحَ للنَّاسِ ويخبرَهم ماذا حلَّ به، لعلَّ أخوَتَهُ يعتبرونَ. فكانَ الجوابُ بأنَّ لديهم موسى والأنبياءُ، لديهمُ الإنجيلُ كلمةُ اللهِ، التي ينالُ من يحيا بموجَبِها الفرحَ الإلهيَّ.
عندما يحيا الإنسانُ معَ اللهِ يحيا بفرحٍ، وعندما يبتعدُ عنهُ يعيشُ بقلقٍ، كما حصلَ مع آدمَ وحوَّاءَ. إذ كانوا يحيَيونَ مع اللهِ وجهاً لوجهٍ سعداءَ جدَّاً، لكن عندما سمعوا كلامَ الشَّيطانِ وابتعدوا عنِ اللهِ اكتشفُوا عُريَهُم، وراحوا يختبؤون من اللهِ، فسألَهم: لمَ اختبأتُم؟
هذا وقدِ اعتدْنا أيضاً أن نقولَ إنَّ الموتَ هو بدايةُ حياةٍ جديدةٍ معَ اللهِ، ولكنَّنا نحنُ البشرُ نحزنُ عندَ موتِ أحدِنا، ويسوعُ الإنسانُ حزنَ لموتِ صديقِهِ لعازرَ، ومن لا يشعرُ معَ الآخرين، لا يشعرونَ هم بدورِهِم معَهُ. فعندما نفقدُ شخصاً عزيزاً من حقِّنا أن نحزنَ ونبكي، ولكن دونَ أن نفقدَ إيمانَنا، لأنَّنا نؤمنُ بيسوعَ "القائمِ منَ القبرِ" والذي أعطانا رحمتَهُ بهذا الشَّكلِ، وأعلَمَنا أنَّ أجسادَنا ستكونُ على مثالِ جسدهِ القائمِ، لذلكَ لا خوفَ من الموتِ "أينَ شوكتُكَ يا موتُ وأينَ غلبتُك يا جحيمُ.. قامَ المسيحُ". وَآباؤنا القدِّيسون جميعُهم طلبوا الموتَ، لأنَّ لحظةَ الموتِ هي لحظةُ اللِّقاءِ بيسوعَ المسيحِ، لحظةُ الفرحِ الأعظمِ.كأبٍ عادَ ابنهُ من السَّفرِ كذلكَ يحتضِنُنا يسوعُ بفرحٍ. فهو يرسلُ نفساً إلى هذه الأرضِ ويمنحُها عمراً وينتظرُ احتضانَها مجدَّداً مباركاً لها بعملِها الذي قامت بهِ في الحياةِ.
أثناءَ قراءَتي لنبذةٍ عن جماعةِ "اذكُرني في ملكوتِكَ"، علمتُ أنَّهم يقومونَ بنشرِ رسالةٍ شهريَّةٍ أطلقوا عليها اسمَ "إلى أخوَتي الخَمسَة". يعودُ بنا هذا الاسمُ إلى مثلِ "الغنيِّ ولعازَرَ" حيثُ للغنيِّ أخوةٌ خمسة. وكأنَّ هذه الرِّسالةَ مرسلةٌ من اللهِ إلينا نحنُ الأخوة جميعاً. كما أنَّها تذكيرٌ بالأسفارِ الخمسةِ للشَّريعةِ والتي أُعطيَت في العهدِ القديمِ. ونحنُ بدورِنا يا أخوَتي سننقلُ هذه الرِّسالةَ إلى أخوتِنا الخمسة- وكلُّ شخصٍ نلتقي بهِ هوَ أخٌ لنا- واليومَ تنمو هذهِ الجماعةُ أكثرَ وأكثر.
باسمي وباسم أبناءِ الرَّعيَّةِ جميعاً، والأب طوني رزق الذي أحبَّ أن يشاركَنا، لا بل سبقَني إلى هذهِ المبادرةِ الجميلةِ، أودُّ أن أشكرَ جماعة "اذكُرني في ملكوتِكَ" من كلِّ قلبي على بادرةِ الحبِّ الصَّادرةِ تجاهَنا، ونحنُ نقبَلُ وبكلِّ رحابةِ صدرٍ أن ننتمِيَ إلى هذهِ الجماعةِ، وأعدكُم باسمِ اللهِ أن أبذلَ كلَّ جهدي وقدراتِ أبناءِ الرَّعيَّةِ والأشخاصِ المحبِّينَ لها ليكونَ هذا القدَّاسُ ذا حضورٍ أكبرَ في الشَّهرِ القادم، لكي نُشعِرَ الآخرينَ بأنَّهُ شكرٌ منَّا للهِ على النِّعَمِ الكثيرةِ التي يمنحنا إيَّاها وعلى رحمتِهِ الكبيرةِ التي يشفِقُ بها علينا.
وَأودُّ أن أطلبَ من الجماعةِ أن نقومَ في المرَّةِ القادمةِ بتأمينِ وشاح "اذكُرني في ملكوتِكَ" وتوزيعِهِ على جميعِ الحاضرين، لكي نكونَ جميعاً أبناءَ رسالةٍ واحدةٍ ونبقى يداً واحدةً بنعمةِ اللهِ الآبِ والابنِ والرَّوحِ القدسِ الإلهُ الواحدُ، آمين.
الآنَ سنكونُ مع صلواتٍ وَابتهالاتٍ قصيرةٍ، ثم سنكملُ الذَّبيحةَ الإلهيَّةَ. وفي نهايةِ القدَّاسِ، وقبلَ أن نؤدِّيَ رتبة الصَّلاةِ الجنائزيَّةِ، سيكونُ هناكَ كلمةٌ لمؤسِّسة الجماعة السيدة جانيت الهبر لتعرِّفَنا أكثرَ إلى هذه الجماعةِ الرَّسوليَّةِ المؤمنةِ وبرنامَجِهَا وأنشطَتِها، وربَّما نتمكَّنُ نحنُ أيضاً من المشاركةِ في قداديسَ لرعايا أخرى وبهذا نشاركُ بعضنا البعضَ بصدقٍ.
فليبارككُم الرَّبُّ في جميعِ أعمالِكُم، ويثبِّت خطاكُم ويبارك عائلاتِكُم جميعاً ويرحم جموعَ موتاكُم وموتانا، ويجعل من هذا اللقاءِ لقاءً لذكرِ أمواتِنا، ولاجتماعِ عائلتِنا بعضها ببعض.

ملاحظة : دُوِّنَت العظة من قِبَلنا بتصرف
29/6/2013 رعية مار يوسف - الدبية ...على خُطى مار بولس انطلقْنا، ...وفي قلوبنا غيْرةٌ على نقلِ بشارةِ الرجاء بالرب يسوع
انطلاقة الجماعة بالقداس الشهري الأول لأجل الراقدين على رجاء القيامة
عظة الأب اغناطيوس داغر- خادم الرعية

على خُطى مار بولس انطلقْنا، اثنَي عشرَ رسولاً الى الدِّبية - الشوف، وفي قلوبنا غيْرةٌ على نقلِ بشارةِ الرجاء بالرب يسوع. وأيُّ استقبالٍ كان لنا في أحضان كنيسة "الرَّحمةِ الإلهيَّةِ" الوحيدة في ربوعِ لبنان! فارتَمَينا بعبق الروح بينَ ذراعَي يسوع، ضارعين أن يُمطِرَ علينا مراحِمَهُ، مُسَبِّحينَ العذراءَ مريمَ ومُستعطفينَ إيَّاها "يا قدِّيسة مريم يا والدة الله، صلِّي لأجلنا نحنُ الخطأة". ليبدأَ بعدَها القداس الاحتفاليّ لأجل الراقدين على رجاء القيامة.وكانت عظةُ الأب اغناطيوس داغر على النَّحو التالي:
وأخيراً، جماعة "اذكرني في ملكوتك" هنا، في كنيسةِ مار يوسف – الدِّبية. أهلاً وسهلاً بكم في رعيتكم، ونشكرُ الرَّبَّ على مرور الأحداثِ الأخيرةِ بسلام، وعلى عودتنا للاجتماع بكم لمرةٍ ثانية. عسى أن نجتمعَ دوماً لنمجِّدَ ونسبِّحَ الله، ونصلِّي لكل شخص فقدناه في حياتنا ليلقى جزاء الرَّبُّ له على قدر سعة رحمته، فيكون شريكاً معه في الملكوتِ كما وعدنا.
والاسمُ ليس بحاجةٍ للكثير من التفسير "اذكرني في ملكوتك" ومن له أذنان للسمعِ فليسمع: وردت هذه العبارة في الإنجيل، في رواية حادثة الصَّلب، حين صرخ لصُّ اليمين "اذكرني يا رب متى أتيتَ في ملكوتِك"، فأجابه يسوع: "اليومَ تكون معي في الفردوس". إذاً الموضوعُ الأساسي هو الإيمانُ بشخص يسوع المسيح له المجد، والذي سيخلِّص البشريَّة أجمع، وقد خلَّصها فعلاً بموته على الصَّليب. وبمجرَّد أن نؤمن بالمسيحِ ونعلِنَها له صراحةً: "أنتَ ربي وإلهي وسيِّد حياتي بأكملها، حاضري وماضيَّ ومستقبلي"، ستُفتحُ أبوابُ الملكوت جميعها أمامنا.
ونحن اليومَ نجتمعُ مع بعضِنا البعض لنصلِّيَ لأنفُسِ الأموات الذين سبقونا، ونحن لا نصلي لهم لأننا نشكّك بكلمة الرب يسوع المسيح "اليومَ تكون معي في الفردوس"، بل نصلي حتى نخفِّفَ من عذاباتهم، إذا ما كانت هناك هفواتٌ صغيرة ارتكبوها في حياتهم ويتألمون بسببها في المطهر. لأننا جميعنا نتشارك سويَّا؛ الكنيسة الأرضية المجاهدة، والكنيسة السَّماوية الممجَّدة، ونشكل معاً الجسم الواحد، جسد المسيح السِّرِّي. إذاً هذه هي صلاتنا اليوم لأجل الموتى، ليست تشكيكاً بكلامِ المسيح، بل تسريعاً لدخولهم إلى الملكوت.
ستقوم الجماعةُ بتعريفنا بنشأتِها وأهدافِها ودعوتها في نهايةِ القدّاسِ، وقد طُلبَ منكم يا أخوتي أن تُسجِّلوا أسماءَ من فَقَدْتُم في سجلِّ يُطلَقُ عليه اسمَ سجلِّ الأموات، وهو في الحقيقةِ سجلُّ الحياةِ، نضعُ فيهِ أسماءَ من سبقونا، لنشتركَ وأفراد الجماعة حول العالم في الصَّلاة راحةً لنفوسهم. وقد ذُكِرت أهميَّة الصلاة لأجلهم في العهد القديم، كما في العهد الجديد، وهم أحياءٌ لأنَّ يسوع قال: "من يؤمن بي وإن مات، يحيا".
وفي نهاية القدَّاس ألقتِ السيِّدة جانيت الهبر كلمةَ عرّفت بدعوتها وكيفية نشوء الجماعة، وتبعها عرضٌ مصوَّرٌ يوضِّحُ مسيرةَ "اذكرني في ملكوتك" وانتشارها في الرعايا. وفي جوِّ من الخشوعِ صلَّى الجميع صلاةَ الجماعة على نية موتانا. كما التُقطَت الصور التذكاريَّة، واجتمعَ الحضورُ بعدَها في صالون الكنيسة في جوٍّ من الفرح والحبور.

ملاحظة : دوّنت العظة من قبلنا بتصرف.
12/6/2013 رعية القديسة تريزا - بروكتون مساشوستس المسيح قام حقاً قام
احتفل الأب طوني موّنس بالقداس الأول لأجل الراقدين بمشاركة أبناء الرعية في كنيسة القديسة تريزا - بروكتون على أن تتابع القداديس في الأربعاء الثاني من كل شهر, المسيح قام حقاً قام
12/5/2013 القدّاس الاحتفالي في عيد القيامة المجيدة رعية مار أنطونيوس الكبير- بيادر رشعين
1. عظة الأباتي سمعان أبو عبدو بعنوان : " من أجل موتانا "
2. شكر

نجتَمِعُ اليومَ لنُصَلِّيَ من أجلِ موتانا، من أَجْلِ الأنفُسِ المطهريَّةِ المنقَطِعَةِ، ونحنُ في زمنِ مجدِ القيامةِ، حَيْثُ يسوعُ المسيحُ المنتَصِرُ على الموتِ يُعطينا الرَّجاءَ بالحياةِ الأبديَّةِ.
إِنَّ الموتَ هو نهايَةُ الوجودِ التاريخيِّ وبدايَةُ الوجودِ الأَبَدِيِّ. الوجودُ الأَوَّلُ يُهيِّىءُ الثاني، الوجودُ الأَوَّلُ طريقٌ نَسْلُكُهُ، والثاني هَدَفٌ نَسْعى إليهِ.
نولَدُ ونموتُ من دونِ قرارٍ منّا. لَكِنَّ كلَّ واحدٍ مِنّا يقرِّرُ نوعيَّةَ وجودِه التاريخيِّ، أكانَ في ضوءِ كلامِ اللهِ الذي هو "روحٌ وحياةٌ" (يو6/63)، أَمْ في ظلمةِ الخطيئةِ والشرِّ، وبالتّالي يقرّرُ نوعيَّةَ مَصيرِه الأبديِّ أخلاصاً كانَ أَمْ هلاكاً. ونحنُ نتصرَّفُ على هذهِ الأرضِ من خلالِ عقلِنا الذي يقودُنا إلى نورِ الحقيقةِ، ومن خلالِ إرادتِنا التي بها نفعَلُ الخيرَ، ومن خلالِ حريَّتِنا التي بها نَضَعُ خيارَنا اليوميَّ في إطارِ الحقيقةِ والخيرِ. وعندَ السقوطِ الذي نتعرَّضُ له في حياتِنا، أعطانا اللهُ كلامَهُ ونعْمتَه وغفرانَهُ وحياتَهُ لنَشْفى ونَنْهَضَ ونتقوّى.
هنا أودُّ التّوقُّفَ قليلاً عِنْدَ أهميَّةِ سيرَةِ حياتِنا على هذهِ الأرضِ، "... فالذينَ عَملوا الخيرَ إلى قيامَةِ الحياةِ، والذينَ عَمِلوا الشرَّ إلى قيامَةِ الدَّينونَةِ" (يو5/29). إِنّ المعنى الذي يُعطيه الإنسانُ لموتِهِ مرتَبِطٌ بما أَعْطى حياتَهُ من مَعْنىً. نحنُ نعلَمُ أَنَّ اللهَ وَهَبَ المسيحَ الخلاصَ لجميعِ البشرِ بواسِطَةِ موتِه وقيامَتِه مِنْ بينِ الأمواتِ. وهذا ما يَدْعونا إلى أسلوبِ حَياةٍ جديدٍ في ضوءِ المسيحِ المُنتَصِرِ، فالحياةُ هي نعمةٌ من اللهِ، لأَنَّ الأبديَّةَ تَبْدأُ من هنا، مِنَ الإطارِ والخِياراتِ والالتزاماتِ والاقتناعاتِ التي نعيشُها ونَعْمَلُ بِها.

ابنُ سيراخ في العهدِ القديمِ يُحذِّرُنا: "في جميعِ أعمالِك أُذْكُر أواخِرَكَ، فلن تُخطِىء أبداً" (7/36). إذا أحسنّا الحياةَ نحسنُ الموتَ، ونعني بالحياةِ كُلَّ مداها التاريخيِّ من المهدِ إلى اللحدِ، ونعني بالموتِ البابَ الذي نُطِلُّ منهُ على الحياةِ الأبديَّةِ بالقربِ مِنَ اللهِ.
إخوتي الأحبّاء،
نحنُ أبناءَ القيامَةِ، نَضَعُ مُعْضِلَةَ الموتِ تحتَ علامةِ الخلاصِ الذي منحهُ المسيحُ، فإنّه يُفضي بنا إلى مِلْءِ الحياةِ في اللهِ. وإذا ما ابتعَدْنا عنْ زمنِ القيامةِ في إيمانِنا، يُصْبِحُ الموتُ مُعْضِلَةً فنائيَّةً تنتهي عندما تنتهي الحياةُ التاريخيّةُ لكلِّ إنسانٍ.
نُصلّي اليومَ مَعَ جَماعَةِ "أُذكرني في ملكوتِك". مَعَ هذهِ الجماعَةِ نَفْهَمُ المعنى الجديدَ للموتِ، من خلالِ الإيمانِ بيسوعَ المسيحِ مخلِّصِنا ومعلِّمِنا وفادينا. أعضاءُ هذهِ الجماعَةِ، مَعَ الكثيرينَ منكُم، يصلّونَ من أجلِ الراقدينَ. تقيمونَ أعمالَ رحمةٍ لأجلِ راحةِ النفوسِ المُنْتَقِلَةِ إلى الحياةِ الأبديَّةِ، وتَسْعَوْنَ لمُرافَقَةِ المرضى المُشْرفينَ على الموتِ. إنَّهُ عَمَلٌ روحيٌّ رعائيٌّ بامتيازٍ: الصلاةُ من أجلِ مَنْ سَبَقونا إلى ديارِ الخلودِ وطلبُ شفاعَتِهِم.
في جوِّ القيامَةِ هذا، أطلبُ من سيّدِ الحياةِ أن يعطيَنا نورَه لنسيرَ كما يجِبُ كمسيحيّينَ، رافعينَ الصّلاةَ من أجلِ جميع موتانا، طالبينَ شفاعَتهُم، وأَنْ يُعْطيَنا الربُّ رجاءَهُ الحقيقيُّ حتّى نتحَمَّلَ في هذهِ الأيّامِ فقدان الكثيرينَ مِنَ اللبنانيّينَ، من جرّاءِ حوادثٍ مؤلمةِ أو مرضٍ شنيع، طالبينَ مِنْهُ أن يعطيَنا سلامَهُ الحقيقيَّ وأن يساعِدَنا على الاتحادِ بعضِنا مع بعضِ كلُبنانيّينَ وخاصة كمسيحيّينَ، لأنَّ خلاصَنا باتحادنا بعضِنا مع بعضِ من دونِ منازعاتٍ وانقساماتٍ، ساعين لبناء حضارة الرجاء والسلام؛ وليكُنْ شعارُ حياتنا: "المسيحُ قام حقاً قام".

2. شكر

في يوم القيامة، ونحن نعلن حقّاً لقد قام الربّ يسوع ! نشكرك أيها الآب، على فيض محبتك العظمى التي أشركتنا في ميراثك وعبَرَت بنا بتجسد ابنك وبموته الطوعي وبصليبه الى الانتصار على الموت، إلى الفرح الحقيقي الذي لا أحد ينتزعه منا، الى المصافحة الأخوية، إلى خيرات الحياة الأبدية.

في سرّ فصحك العظيم ، ونحن نعلن حقاً لقد قام الرب! نشكرك أيها الرب يسوع، على بذل ذاتك تقدمةً طاهرة لأجلنا، خبزاً يحيينا وأمواتنا، خبزاً يعزي قلوبنا بوهج قيامتك لنستنير بمراحمك ورأفاتك فنسلك بكلمتك الحقة وبوصيتك الإلهية التي أودعتنا إياها في عشائك السرّي الأخير : «أحبوا بعضكم بعضأ كما أنا أحببتكم »

في يوم القيامة ، ونحن نعلن حقاً لقد قام الرب يسوع! نشكرك أيها الآب على قوة روحك القدوس العامل فينا دوماً ليثبتنا في كرمتك المحيية، فيلهب فينا الغيرة الرسولية في خدمة رسالتنا « الصلاة لأجل اخوتنا الراقدين،» حتى تظلّ مسيرتنا الروحية استجابة وطاعةً لمحبتك الأبوية وحفظاً لوديعة الايمان وشهادة للقبر الفارغ وتعزيةً ورجاءً وذكراً طيباً لأمواتنا في القلوب وسنداً للآخر، تؤهلنا في كل حين للقاء العريس السماوي كالعذارى الحكيمات ونحن نرددّ : « اذكرني يا رب متى أتيت في ملكوتك»

واليوم في هذا المساء المبارك، في عيد الأعياد، ونحن نهلل معاً نشيد الفرح والايمان والرجاء: المسيح قام ! عنوان مسيرتنا الروحية. نرفع كل الشكر الى العناية الإلهية
على بركة هذا الاحتفال السنوي لجماعاتنا السبع والثلاثين في رعايا لبنان والانتشار ليكتمل فرح عائلة اذكرني في ملكوتك بفيض الحب ورباط السلام.
على رعايتها لمسيرتنا القيامية بكافة نشاطاتها وأعمالها كي تنمو وتتبلور بنعمتها وتأتيَ بثمر كثير يمجّد دوماً اسم ربنا يسوع المسيح.
نرفع كل الشكر الى كل من شاركنا اليوم هذا العيد من الآباء الأفاضل والإخوة المؤمنين من مختلف الرعايا.
كما نغتنم الفرصة اليوم كي نجدد شكرنا في لقاء العيد هذا الى قدس الأباتي سمعان أبو عبدو على مشورتكم ومرافقتكم لجماعتنا والى الآباء المرشدين الأجلاء على عطاءاتكم المستمرّة وإرشادكم الأخوي، الى الهيئات العاملة واللجان المختصة على بذل قدراتكم وخبراتكم المتعددة ، ونخص بالذكر هيئة الأمناء على إشرافها وحرصها على مسيرتنا بكل ما أعطاها الله من يقظة وحكمة ، الىيكم أيها الإخوة الأعضاء والمسؤولين في الرعايا وشبيبتنا وأطفالنا «أصدقاء غاييل» على ايمانكم القويم وجديتكم ومثابرتكم لنظل دوماً علاماتٍ حيّة على قيامة الرب يسوع إلهنا ومخلصنا.
أما الشكر القلبي الكبير فإليكم أيها الأحبة- أبناء رعية مار مارون ومار أنطونيوس والقديسة مورا بيادر رشعين، على استضافتكم الرحبة واستقبالكم الأخوي لجماعتنا ، الى الأبوين الفاضلين أنطوان الزاعوق وجوزف عويس وإلى الإخوة الأعضاء مسؤولي الجماعة في الرعية الإخوة ماري حديّد وكلود وهناء حبأ على محبتكم ودعمكم لمسيرتنا والجهود المبذولة لتنسيق وإنجاح لقائنا السنوي.

في الختام يسرّنا أن نجدد الشكر الى المونسينيور شربل أنطون الجزيل الاحترام على مشاركته اليوم معنا في عيدنا 2013، وهو من رعى الولادة الاولى لرسالتنا في بلاد الانتشار - رعية سيدة الوردية لاغوس نيجيريا منذ أربع سنوات وكان لجماعتنا مرشداً أميناً وراعياً أبوياً فالكلمة له لنصغي لبضع دقائق عن انطلاقتها ومسيرتها ونموها وثمارها في نفوس أبناء الرعية المؤمنين .
19/3/2013 رعية مار فوقا وعبدا - بعبدا في عيد القديس يوسف البار، انطلقنا بفرح قيامة الرّب، ننشر رسالة الرّجاء في النّفوس...
انطلاقة الجماعة بالقداس الشهري الأول لأجل الراقدين على رجاء القيامة
عظة الأب فادي سركيس - خادم الرعية

في عيد القديس يوسف البار ومن مار عبدا وفوقا، انطلقنا بفرح قيامة الرّب، ننشر رسالة الرّجاء في النّفوس. " يا مارّاً من على قبري، تذكّر، بالأمس كنت مثلك، وغداً تصبح مثلي"... هكذا استُهِلّت العظة، في يوم احتفال
الكنيسة بعيد "القدّيس يوسف"، واعتلاء البابا فرنسيس الأوّل كرسي بطرس بروما، بدعوة إلى الصّلاة من أجل البابا الجديد، ليُثبّت الله خطاه، ويعطيه القوّة والحكمة والنّعمة ليكون شاهداً حقيقيّاً للمسيح، وهو بابا، كما كان وهو أسقف في الأرجنتين. واللاّفت في البابا فرنسيس محبّته الكبيرة وعنايته بالكبار كما بالصّغار، بالعميان، بالفقراء، إذ إنّه التقى في طريقه إلى قدّاس الاحتفال الرّسمي به بابا للكنيسة، بأحد الفقراء الذي صرخ له فرِحاً به، على مثال أعمى أريحا فسارع البابا إلى إيقاف السّائق، وأسرع إلى الرّجل ليسلّم عليه. وقد كتبت إحدى الصّحف عن هذه البادرة وغيرها، أنّ البابا فرنسيس يمثّل فضيلة المحبّة في الكنيسة، كما مثّل البابا بندكتوس السّادس عشر فضيلة الإيمان والعقيدة، وسبقهما البابا يوحنّا بولس الثّاني مُمَثِّلاً فضيلة الرّجاء؛ وهكذا يكون هذا المثلّث البابوي قد جمع بين أسمى فضائل الكنيسة على أمل أن يتمثّل بهم كلّ رعاة الكنائس في كلّ العالم.
وها نحن ننطلق في هذا المساء المبارك، معكم في هذه الرّعيّة، برسالة جديدة، رسالة : "اذكرني في ملكوتك"، وتكمن أهميّتها، في تسليط الضّوء على أهميّة الصّلاة من أجل الرّاقدين على رجاء القيامة والتّأمّل فيها. فلكلّ منّا موتى، وجميعنا نتساءل عن طريقة التّواصل بهم، ما بعد الموت، والدّفن، وبعد إقفال باب القبر عليهم، وانفصالهم عنّا. إلاّ أنّنا بإيماننا بالقيامة، وبعدم انتهاء الحياة بعد الموت، وباستمرارها خارج هذا العالم الدّنيويّ، الزّمنيّ، المعدود الأيام والسّاعات، نلتقي بهم روحيّاً بالصّلاة، وإقامة القداديس لأجلهم. فالحياة لا تنتهي بالموت، بل تستمرّ أبديّة، بمعرفة الله، وسكناه فينا، وسُكنانا فيه، وببقائه معنا إلى انقضاء الدّهر، فهو " عمّانؤيل" أي "الله معنا"، في الحياة الأرضيّة والأبديّة. من هنا وجود الكنيسة لتذكيرنا بحضور الرّب بيننا بعلامَتي الخبز والخمر، تماماً كحضور المسيح بين التّلاميذ بالخبز الذي كسره معهم والخمر الذي شربه وإيّاهم، عندما التقاهم بعدما مات وقام، مُضعضعين- خائفين- شأنهم في ذلك الزّمان، شأننا في كلّ زمان- وطمأنهم إلى حقيقة القيامة، وبقائه معهم دائماً.
أمّا القدّيس يوسف، شفيع الميتة الصّالحة، السّاكن دائماً، الخاشع، الصّامت، المختفي، الحاضر أبداً ليوم اللقاء والقيامة، فيذكّرنا بأنّنا جميعاً إلى نهاية أرضيّة، وأنّه علينا أن نستعدّ بأعمال الرّحمة والمحبّة وبالخدمة، للقاء الرّب. فأهمّ الصلوات هي تلك التي نقدّمها من أجل موتانا، وشراكة القدّيسين في الذّبيحة الإلهيّة، لأنّ القدّاس هو ظهور الرّب بذاته بيننا. فعلينا أن نكفّ عن التّلهّي بالأمور المُشتِّتة، وأن نتّحد بالله بالفكر والقلب والرّوح، بتناولنا القربان المقدّس، أي جسده ودمه، علامة حبّه اللاّمتناهي لنا، ومصدر الخلاص، والطّمأنينة والسّلام في هذا العالم، فتتحوّل نظرتنا إلى الموت، من نظرة نهاية، ويأس، إلى نظرة بداية وفرح بالانتقال، رجاء بيسوع المسيح القائم من الموت.
كما ألقت السيدة جانيت مخايل الهبر كلمة، عرّفت بدعوتها وبكيفيّة نشوء الجماعة وماهيّتها، مع عُرض فيلم مُصوّرعن مسيرتها. وفي الختام قُدم درع الجماعة الى خادم الرعية، ثم تلا القداس لقاء في صالون الكنيسة تبادل الحاضرون نخب انطلاقة الجماعة في رعية مار فوقا وعبدا – بعبدا وسط جو من الفرح والحبور.

ملاحظة : دوّنت العظة من قبلنا بتصرف

.

..