البحث في الموقع

لقاءات و نشاطات


انطلاقات وقداديس

"من اكل جسدي وشرب دمي له الحياة الأبدية"
(متى 25 : 40)
25/4/2010 رعية سيدة لبنان - نورمن اوكلاهوما من قلب العالم الصّاخب، بصيص أمل تضيئه رسالتنا المسكونية المنطلقة بنعمة الرب...
من الولايات المتّحدة الأميريكيّة، ومن قلب العالم الصّاخب، بصيص أمل تضيئه رسالتنا المسكونية المنطلقة بنعمة الرب في كنيسة سيّدة لبنان- نورمن، أوكلاهوما- ضمن ذبيحة إلهيّة احتفل بها الأب أسعد الباشا مع أفراد من الجالية اللّبنانيّة؛ وقد ساهمت السّيّدة "جينا دعبول" في زرع براعم الرّسالة في الغرب الأميركي.
14/4/2010 القداسٌ الاحتفالي في عيد القيامة المجيدة كاتدرائية القديس نيقولاوس- بلونة
القداس الاحتفالي السنوي للجماعة في عيد القيامة المجيدة
عظة الأباتي سمعان أبو عبدو بعنوان : " أنا القيامة والحياة"

إنّه مدعاةٌ للفرحِ وامتدادٌ للبهجةِ الفصحيّةِ، اجتماعُنا اليوم للصلاة عن أنفسِ موتانا في زمن القيامةِ حيث يتّخذُ الموتُ معنىً آخرَ ومفهوماً مختلِفاً...
ولَكَم يسرُّنا أن نكونَ هنا حول مذبحِ كاتدرائيّة القدّيس نيقولاوس الأرثوذكسيّةِ، بدعوةٍ كريمةٍ من كاهن الرعيّةِ الأب الفاضل ابراهيم سعد، الذي يشملُ الجميعَ بمحبّتِهِ وغيرَتِهِ الرسوليّةِ، وقد أرادَ أن يحتفِلَ بالذبيحةِ الإلهيّةِ مع جمهورِ الكهنةِ وجماعة "أذكرني في ملكوتك" بحضور الكهنة الأفاضل من بقيّة الكنائس.
حضورُكم هذا، تعبيرٌ عن التزامكم المميَّز النابعِ من القلب، أنتم الاثنا عشرَ مركزاً من رعايا لبنان، والأربعة الآخرون في بلادِ الانتشارِ المشاركون معنا روحيّاً؛ وكلّنا أملٌ في ازديادِ العددِ وتوسُّعِ العائلةِ المُصليّةِ.

أخواتي، إخوتي!
نحنُ في زمنِ القيامةِ، حيثُ تتجلّى لنا قيامةُ المسيحِ برهاناً قاطِعاً على أنَّهُ إلهٌ وإنسانٌ في آنٍ معاً، وحيثُ يتأكَّدُ لنا أنّهُ إلهُ القوّةِ والكونِ، وأنّهُ يستحقُّ منّا أن نعبُدَهُ ونمجِّدَهُ ونشكُرَهُ ونَسجدَ لهُ؛ ما دفعَ القدّيس بولسَ الرسولَ للقولِ: "رفعهُ اللهُ إلى العُلى ووهبَ لهُ الإسمَ الذي يفوقُ جميعَ الأسماءِ كيما تجثو لإسمِ يسوع كلُّ ركبةٍ في السمواتِ والأرضِ وتحت الأرض" (فل2/9-10).
إنَّ الربَّ القائمَ من بينِ الأمواتِ يُنادينا بأسمائِنا مثلما نادى مريمَ المجدليّةَ بعدَ قيامتِهِ، وهو يطلبُ منّا أيضاً أن نذهبَ إلى إخوتِنا فنشهدُ بأنَّ القيامةَ هي ممارسةٌ عمليةٌ يوميّةٌ، حيثُ نخلعُ إنسانَنا العتيق ونُجدِّدُ ذواتِنا بالصلاةِ والتوبةِ والخدمةِ فنُجَمِّلُ صورةَ المسيحِ فينا، من دونِ أن ننسى أنَّ انتصارهُ على الموتِ يجدُ ملءَ معناهُ في انتصارِنا نحنُ، لأنَّ دعوتَنا ورجاءنا هما أن نكونَ مع الربِّ دائماً ونحيا معهُ إلى الأبد.
لقد وردَ في إنجيلِ اليومِ أنّهُ "من سمِعَ كلامي وآمنَ بمن أرسلني فلهُ الحياةُ الأبديّةُ، ولا يمثُلُ لدى القضاءِ بل ينتقِلُ من الموتِ إلى الحياة" (يو5/24).
في عمقِ هذا الكلامِ، يكمُنُ معنى لقائِنا اليومَ حول مذبحِ الربِّ للصلاةِ من أجلِ موتانا الذين سمعوا كلمةَ الربِّ وعمِلوا بها، وها هم بإيمانهم الكبير يعبرونَ من الموتِ إلى الحياةِ.
إنّها دعوةٌ أيضاً لكلِّ واحدٍ منّا كي يسمعَ كلمةَ يسوع ويؤمنَ بهِ وبالذي أرسلهُ.
لقد كانت قيامةُ السيّدِ المسيحِ فرحاً للتلامذةِ كما هي في كلِّ لحظةٍ فرحٌ لنا نحنُ أيضاً.
القيامةُ فعلُ فرحٍ لأنّها نقطةُ تحوّلٍ في حياتِنا وفي تاريخِ المسيحيّةِ. هي الفرحُ بذاتِهِ لأنّها ولَّدَت رجاءً غيرَ محدودٍ في العلاقةِ الدائمةِ بيسوعَ المسيح له المجدُ.
قيامةُ السيِّدِ المسيحِ جعلت المسيحيَّ قادِراً على تقبُّلِ الألمِ والحزنِ إذ أصبحَ لهما مفهومٌ آخر، فالألمُ صارَ طريقَ المجد.
وعليهِ، نصلّي معكم أيُّها الإخوةُ والأخواتُ من أجلِ موتانا الذين توفّوا على رجاءِ القيامةِ.
ولنتأكّدْ من أنَّ يسوعَ حاضرٌ فينا فَلَن نموتَ، وهو القائلُ "أنا القيامةُ والحياةُ" (يو11/25).
والحياةُ الحقيقيّةُ قائمةٌ فينا فلن نموتَ أبداً. آمين.
18/2/2010 رعية القديسة تقلا - سد البوشرية على ضفاف المتن الشّمالي، النّابض بزخم الإيمان...انطلقت رسالتنا المسكونية ...
انطلاقة الجماعة بالقداس الشهري الأول لأجل الراقدين على رجاء القيامة

على ضفاف المتن الشّمالي، النّابض بزخم الإيمان، وفي كنيسة "مار تقلا"، سدّ البوشريّة، انطلقت رسالتنا المسكونية ضمن قدّاس احتفاليّ ترأّسه كلّ من الخوري "جوزيف السّويد"، خادم الرّعيّة، والخوري "جوزيف سلّوم"؛ على أوتار الصّوت الملائكيّ للمرنّمة "نبيهة يزبك"، بمشاركة أبناء الرعية.

استهلّ الخوري جوزيف سلّوم عظته بالتّوجّه بالشّكر للأب جوزيف السّويد، كاهن الرّعيّة على استقباله للجماعة في كنيسته، بعد أن نوّه بعظة "مار بولس" التي امتدّت من ساعة المغيب حتّى اليوم التّالي، متوقّفاً عند الميزات الكلاميّة اللاّمحدودة لهذا القدّيس الواعظ الفيلسوف المثقّف، التي كانت تجذب الأنظار والأسماع إليه فلا يملّ المستمعون ولا يكلّون.
بعدها انتقل الخوري سلّوم إلى التّعريف بجماعتنا، مشدِّداً على أنّها جماعة رجاء بالمسيح، جماعة ترفض تحنيط يسوع، جماعة تعترف وتؤمن بالشّراكة التي لنا مع محبّينا المنتقلين منّا إلى الله، جماعة تصلّي لأمواتها، وتفكّر بهم، وتحيي ذكراهم دوماً بالصّلاة والذّبيحة الإلهيّة.
ثمّ أكّد الخوري سلّوم على أنّ الموت حقيقة، لا بدّ منها، حصّاد لا يرحم يأخذ من يشاء ساعة يشاء، وحشٌ قاسي القلب يبتلع الكلّ دون استثناء؛ إلاّ أنّ هذه الحقيقة، وهذا اللّغز اللذين كانا نهائييّن، مؤلمين، صارا بالمسيح القائم من الموت والمنتصر على سلطانه مصدرَي فرح وانتقال إلى الله، إلى عرش السّماوات، إلى حضن الآب. واتّخذ الخوري سلّوم من موكب أرملة يائير، وابنة طابيطا، وألعازر، أمثلة إنجيليّة حقيقيّة على كون المسيح، هو الرّجاء، هو المــُقيم، هو الحياة. فبعد أن عرف بموت ابنة طابيطا، وبكاء وحزن أهلها عليها، وبعد أن رأى موكب الموت ونعش ابن أرملة يائير، وبعد أن حزن جدّاً، وبكى على موت صديقه ألعازر، تدخّل لينهي حزن الموت، ليعيد الرّجاء إلى قلوب الحزانى، ليفرح النّفوس، ليمسح الدّموع، فأقام هؤلاء الثّلاث من الموت. ولولا التقاء موكب الحزن، ودموع أهل ألعازر، وأهل الصّبيّة، بموكب فرح يسوع، لغرقنا في الحزن الأبديّ ولقضينا العمر نبكي، ونندب موتانا.
ثمّ نوّه الخوري سلّوم إلى أنّ مفتاحي السّماء هما: "إيماننا، وأعمالنا"، لا عظة الكاهن أو المطران يوم الدّفن، وهي مفاهيم بشريّة خاطئة في وداع الموتى الأحبّاء.

في الختام، ألقت السيدة جانيت مخايل الهبر كلمة عرّفت بدعوتها وبنشأة الجماعة وأهدافها ونشاطاتها، وعُرض فيلم مُصوّر عن مسيرتها، وقُدم شعار الجماعة الى الأب جوزف سويد - خادم الرعية.

ملاحظة : دوّنت العظة من قبلنا بتصرف.
12/9/2009 رعية مار شربل - عمان في مهد المسيحيّة انطلقنا، ناشرين رسالة الرجاء بالرب يسوع القائم في الأردن...
انطلاقة الجماعة بالقداس الشهري الأول لأجل الراقدين على رجاء القيامة
عظة المطران بولس الصياح - رئيس اساقفة حيفا والأراضي المقدسة


في مهد المسيحيّة انطلقنا، ناشرين رسالة الرجاء بالرب يسوع القائم في الأردن، ضمن قدّاس جمع أفراد الجماعة بالأردنيين وبالجالية اللبنانية في عمان، يوم السبت 12 أيلول 2009 في كنيسة مار شربل المارونيّة- عمّان. وقد ترأس الذّبيحة الإلهية المطران بولس صيّاح، رئيس اساقفة حيفا والأراضي المقدسة مع المونسينيور جورج شيحان، خادم رعيّة مار شربل، عمّان. والأب ميشال عبّود، والخوري جوزف سلّوم، والخوري انطوان الزاعوق.
وقد افتتح القدّاس بكلمة للمونسينيور جورج شيحان جاء فيها:
" أيّها الإخوة الأحبّاء،
سلام الرّب يسوع معنا، في هذه العشيّة المباركة؛ باسم صاحب السّيادة، المطران بولس الصّيّاح، النّائب البطريركي للمملكة الأردنيّة الهاشميّة، السّامي الاحترام، باسم كهنة وأبناء الرّعيّة في الأردن، يسعدنا ان نستقبلكم، في هذا الصّرح الماروني، رعيّة القدّيس شربل.
أيّها الإخوة الأعزّاء، والضّيوف الكرام،
جئتم من لبنان، لتصلّوا معنا باسم جماعة روحيّة، أرادت أن تحيا الإيمان بيسوع المسيح المخلّص والمعلّم والقائم من بين الأموات، جماعة: "أذكرني في ملكوتك".
تناديتم من عدّة مناطق ورعايا، يصحبكم كهنة أفاضل، أعزّاء؛ وما هذا اللقاء حول المائدة المقدّسة، في هذا الاحتفال الإفخارستي، إلاّ لتنقلوا لنا خبراتكم الرّوحيّة والمعنى الحقيقي للصّلاة والتّواصل مع من سبقونا للحياة الأبديّة، أمواتنا المؤمنين؛ فأهلاً وسهلاً بكم في رعيّتكم وبين إخوتكم.
أودّ أن أوجّه الشّكر أوّلاً لله، الذي أمّن لنا هذا اللقاء، والشّكر ثانياً للسيّدة جانيت الهبر المناضلة من أجل إحياء وتفعيل الهدف الذي من أجله تمّ تأسيس وإطلاق جماعة " أذكرني في ملكوتك" الرّوحيّة، ومعها لكلّ من يهتمّ من كهنة وإخوة وأخوات كرام. كما نشكر السّيّدة نبيهة يزبك على أدائها الرّائع، للتّراتيل التي سمعناها والتي سوف نسمعها، هذه التّراتيل التي تسبّح وتمجّد الله، ليلهمنا جميعا لما فيه تمجيده تعالى وخلاص نفوسنا بشفاعة العذراء مريم، والقدّيس شربل، وشكرا."
ثمّ تلت كلمة الخوري جوزيف سلّوم التي جاء فيها أنّ الموت حقيقة حتميّة تقف على أبوابنا كلّ يوم وكلّ دقيقة، ويقرعها من دون استئذان وبدون انتظار ويبدّل الكثير في حياتنا. لكن وبما أنّنا قياميون فنظرتنا وقراءتنا للموت، تختلف عن نظرة الآخرين إليه وقراءتهم له.
فهدف الجماعة هو أوّلاً خلاص نفوسنا، وثانياً، عدم نسيان موتانا، فنكون في شراكة بين كنيسة الارض وكنيسة السّماء، للاتّحاد بموتانا والصّلاة من أجلهم. وهذا ما يستدعي تنشئة تنظّمها الجماعة لمرافقة المرضى المشرفين على الموت، وتجديد النّظرة إلى رعويّة الموت، عبر تبديل كيفيّة التّصرّف عند حالة الوفاة من الوثنيّة القديمة إلى المسيحيّة الجديدة في الرّجاء بيسوع المسيح القائم من بين الأموات.
كما عرّف برسالتنا الشّهريّة "إلى إخوتي الخمسة"، وبأعمال الرحمة، ونوّه بتأسيس مركز الجماعة الجديد بعد انتشارها في أربعة عشر فرعاً في لبنان منذ تأسيسها في 1-6-2006، ويتأمّل خيراً في انطلاقها في إفريقيا ولندن.
وختم كلمته بشكر المطران بولس الصّيّاح، والمونسينيور جورج شيحان، والآباء الحاضرين.

أمّا العظة فكانت للمطران وقد استهلّها بالتّعبير عن شعوره بفرح عميق لاستقبال الجماعة في ما بينهم، ولدخول جماعة "أذكرني في ملكوتك" إلى النيابة البطريركيّة في الأردن، راجياً دخولها إلى سائر أنحاء الأبرشيّة كالقدس وبيت لحم والنّاصرة، تاركاً ذلك لرعاية الله وتدبيره.
وقد دارت عظته حول موضوع " الصّلاة الحقيقيّة "، التي وضّحها قائلاً إنّها تلك العلاقة الحميمة التي تجمع الإنسان بيسوع المسيح والثّالوث الأقدس، وذلك تتويجاً للاحتفال بزمن العنصرة، زمن انتشار رسالة المسيح.
وقد أشار إلى أنّ رسالة المسيح تتخطّى كونها مجموعة من الحقائق والأفكار والقيم، إلى أن تكون "علاقة خاصّة" بيسوع المسيح الذي أتى ليتبنّانا ويجعلنا إخوة له.
أمّا مرتكزات هذه العلاقة فهي احترام الآخرين ضمن علاقتنا الأفقيّة بأخينا الإنسان، والتّواضع في عبادتنا لله ضمن علاقتنا العموديّة بالرّب، وذلك بحسب مثل العشّار في الإنجيل.
ونحن الذين نعيش هذه العلاقة مع الرّب نعرف أنّها لن تكتمل في حياتنا على هذه الأرض، بل عندما نلتقي به بعد الموت والقيامة، أي عندما نعيش هذه المجالسة على حقيقتها التي نتحوّل من خلالها لنصبح في قلب الله وفي كيانه. فنحن بحسب قول القدّيس بولس في صراع على هذه الأرض، في واقع غير نهائي، في مسيرة، ولكنّنا واثقون من الانتصار بتلك العلاقة الخاصّة مع الرّب.
وأضاف المطران أنّ معظمنا لا يعرف كيف يخلق هذه العلاقة مع الرّب، لذا فإن الرّوح القدس يقوّينا ويساعدنا. ونحن عندما نقول:"ليأت ملكوتك"، إنّما نطلب من الرّب تقويتنا لنتابع المسيرة نحو الملكوت الحقيقي؛ وعندما قال لصّ اليمين: "أذكرني في ملكوتك"، إنّما طلب من المسيح أن يساعده لكي يكون في الله؛ فأن أكون في الملكوت هو أن أكون في صميم قلب الله.
وقد ختم المطران عظته بالدّعاء للرّب كي ينمي جماعة "أذكرني في ملكوتك" لأنّها جماعة خير تذكّر الإنسان بالملكوت لأنّه لم يُخلق ليكون في الدّنيا بل في قلب الله.
وقد انتهت الذبيحة بإلقاء السيدة جانيت مخايل الهبر كلمتها، "رسالتنا..." على الحاضرين وفحواها كيفية نشوء الجماعة وماهيّتها ودعوتها، وتلا القدّاس لقاء بأبناء الرّعيّة، وتقديم شعار الجماعة للمونسينيور جورج شيحان وسط اجواء الفرح والسّرور.

ملاحظة: دوّنت من قبلنا بتصرف.
31/7/2009 رعية سيدة الخلاص - مرجبا في أحضان سيّدة الخلاص، احتفل بالقدّاس الأوّل لأجل الراقدين بمشاركة أبناء الرعية...
انطلاقة الجماعة بالقداس الشهري الأول لأجل الإخوة الراقدين على رجاء القيامة
عظة الخوري جوزف سلوم - خادم رعية مار فوقا، غادير

في أحضان سيّدة الخلاص - مرجبا، احتفل بالقدّاس الشهري الأوّل لأجل الراقدين على رجاء القيامة بمشاركة أبناء الرعية، كل من الخوري "يوسف الخوري" خادم الرعية، والخوري "جوزيف سلّوم"، خادم رعية مار فوقا – غادير.
وقد استُهلّ الخوري جوزيف سلّوم عظته، بالتّرحيب بالحاضرين من الأهل والأصدقاء، وانتقل إلى التّعبير عن إعجابه بكلام القدّيس بولس المحمّل بعناصر التّشويق، عند استفاضته بالكلام، حيث شرح هذا الأخير عبارة قويّة وردت في الإنجيل على لسان السّيّد المسيح، يظهر فيها حزنه الكبير، العميق: "الويل لكم أيّها الكتبة والفرّيسيين"؛ ونعني بهؤلاء "المتزمّتين في الدّين، والمتمسّكين بحفظ الشّريعة".
الرب يسوع، في هذه العبارة، يعلن بجرأة كبيرة - كالأنبياء- حقيقة " القبور المكرّسة"، و"الدّينونة المسبقة"، هو الذي ما خاف أبدا أي وجه من وجوه النّاس. أمّا عبارة "الويل لكم"، فيواجههم فيها بحقيقة أنّهم "حملوا المفاتيح، وأقفلوا الباب".
وبفعل تأثير السّماء علينا، نحن اليوم، نريد أن نشتري المفاتيح الثّلاثة لنفتح الأبواب:
*المفتاح الأوّل: مفتاح المحبّة، محبّة أنفسنا والآخرين، وهي أعظم الأمور.
*المفتاح الثّاني: مفتاح المعرفة والثّقافة، وهو مطلوب الكلّ لمعرفة الله، والتّعمّق وتثبيت الإيمان الحي، عبر كافّة الوسائل: "صلّوا بقلوبكم، واقرؤوا الإنجيل".
*المفتاح الثّالث: مشروع القداسة، كالقدّيسين الكبار:"مار شربل"، و"القدّيسة رفقا"، و"القدّيس الحرديني".
وقد أنهى الخوري سلّوم عظته بتوصيتنا بأن نكون مستعدّين لاستقبال العريس، عبر تحضير أعمالنا الخيّرة، وصلواتنا الدّائمة لبلوغ الحياة الثّانية.
وختم العظة بشكر الجميع على حسن إصغائهم، وشكر خادم الكنيسة على مشاركته في الاحتفال بالذّبيحة الإلهيّة. ثمّ تلت السيدة جانيت مخايل الهبر "رسالتنا..."، وفحواها كيفيّة نشوء الجماعة وماهيّتها، ودعوتها، وعُرض فيلم مُصوّر عرّف بمسيرتها، وختمت الذّبيحة بنشيد الجماعة وثم تمّ تقديم شعار الجماعة الى الأب يوسف الخوري في جو من الحبور.

ملاحظة: دونت من قبلنا بتصرف.
21/7/2009 رعية مار تقلا - المروج خطوة أخرى على درب الرّجاء في مسيرتنا الروحية، تخطوها جماعتنا بثقة ومحبّة وفرح...
انطلاقة الجماعة بالقداس الشهري الأول لأجل الراقدين على رجاء القيامة
عظة الأب جوزف العلم - خادم الرعية


خطوة أخرى على درب الرّجاء في مسيرتنا الروحية، تخطوها جماعتنا بثقة ومحبّة وفرح في كنيسة القديسة تقلا- المروج. وقد احتفل بالذّبيحة الإلهيّة الأب جوزف العلم، إذ افتتح عظته برسم إشارة الصّليب، وبالتّوضيح أنّ هذا اليوم ليس يوم الأحد ولا يوم القيامة، وبأنّه يتلو إنجيلهما للاحتفال بالقدّاس الأوّل لجماعة "أذكرني في ملكوتك" في رعيّته؛ كونها جماعة تدعو بالتّسلّح برجاء القيامة لبلوغ الملكوت. والملكوت – كما عرّف به- هو قرب يسوع المسيح، هو قيامة كلّ ميت كما قام هو، هو الفرح، هو انتقال، وجسر عبور من هذه الحياة الفانية إلى الحياة الثّانية، إلى الحياة الجديدة.
ونوّه إلى أنّ الكلّ يخاف الموت، لأنّ فكرته السّلبيّة جذّرتها تقاليد اليأس ما قبل المسيح في أذهاننا؛ كما ذكّر بأنّ الموت انتقال لا يُرمز إليه بِلِبس اللّون الأسود، ولا بِتجهّم الوجه وتَكدُّره بالحزن.
وشاركَنا تجربته مع أمّ فقدت ولدين لها في سنتين، وقد تفاجأ بأنّها هي الّتي عزّته وقوّته وشجّعته، وفسّرت له ما هو الموت؛ كما أدهشته شدّة إيمانها، وقناعتها العميقة بأنّ "ولديها ملاكان يصلّيان لها في السّماء"؛ قالتها بوجه منوّر وبكلّ جرأة وهي تبشّر بالعبور.
ثمّ أشار إلى أنّ جماعة "أذكرني في ملكوتك"، قد نشأت بهدف تغيير مفهوم الموت- الحزن والأسى والفشل والنّهاية، حتّى يصبح بالرّجاء بيسوع المسيح المنتصر على الموت فرحاً، وانتصاراً، وبداية البدايات، وانتقال للقاء الرّب والقدّيسين. واستشهد بحادثة الصّاعقة الّتي ضربت الدّير وأحرقت كلّ شيء، ولم يشعر "مار شربل" بها، لأنّه كان مخطوفاً، في حضرة الرّب، يشاهد المرحلة الثّانية، وكيف عليه أن يعيشها. كما استشهد بخوف المريمات- اللواتي ربّين يسوع المسيح- لدى تدحرج الحجر، فكان الحزن هو العدوّ الاوّل، واللّون الأسود هو العدوّ الثّاني.
ودعانا أخيراً لأن نفرح ببساطة الإيمان الصّادق، لدى مفارقة الأحبّاء للحياة، ليقين منا أنّهم في دنيا الحقّ؛ وشدّد على أنّ العمل المفيد الوحيد هو الصّلاة من أجل المنتقلين منا، وعلى أنّ مرافقة الميت تكون بالصّلاة، وبالصّلاة فقط كي يرحمه الله، فنطلب شفاعته.
ونهاية، دعا الجميع للمشاركة في الصّلاة من أجل الموتى ضمن قدّاس يقام في الثّلاثاء الثّاني من كلّ شهر، عند الساعة السّادسة مساء، مع جماعة "أذكرني في ملكوتك"؛ إذ في قلب كلّ منّا حرقة، دعونا نحوّلها إلى صلاة ومشاركة للتقرّب من أمواتنا.
وأنهى عظته بالتّعريف بأهداف الجماعة، ثمّ تلت السيدة جانيت مخايل الهبر "رسالتنا..."، وفحواها كيفيّة نشوء الجماعة وماهيّتها، ودعوتها، وعُرض فيلم مُصوّر عرّف بمسيرتها، وختمت الذّبيحة بنشيد الجماعة.

ملاحظة : دوّنت العظة من قبلنا بتصرف.
4/7/2009 رعية سيدة لبنان - لندن بمشيئة العلي وبتدبيره، وبنور الايمان والرجاء بالرب يسوع ، انطلقت جماعتنا في اوروبا ...
بمشيئة العلي وبتدبيره، وبنور الايمان والرجاء بالرب يسوع ، انطلقت جماعتنا في اوروبا في رعية سيدة لبنان- لندن، وذلك بالقداس الشهري الأول لأجل الراقدين على رجاء القيامة، وقد احتفل به الأب شربل قزي - خادم الرعية، بمشاركة أبناء الرعية من الجالية اللبنانية، سائلين الله الآب أن يثبت خطانا لنقل البشارة بالمحبة والايمان والشركة مع المؤمنين في رعايا لبنان وبلاد الانتشار، وشاكرين دوماً نعمة روحه القدوس التي تقوينا في خدمة رسالتنا المسكونية، وراجّين أن يُفيض على أمواتنا الرحمة العظمى. المسيح قام، حقاً قام.

عظة الأب شربل القزي - خادم الرعية

4/7/2009

باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، آمين.

قبل البدء بالعظة، أوّد أن أرّحب بالأب جوزف شربل، الّذي جاء من لبنان، وهو راهب من الرهبانية اللبنانيّة. كما أرحّب بـ "أبونا شفيق" وهو كاهن معروف إذ إنّه خادم رعيّة الروم الملكييّن، فأهلاً وسهلاً بالكاهنين الجليلين في رعيّتنا. غير أنّي أوّد أيضًا أنّ أرحّب ترحيبًا خاصًّا بالإخوة القادمين من لبنان، والّذين تحمّلوا مشقات السفر من أجل التعبير عن محبّتهم الكبيرة ليسوع. إنّ قدّاسنا، في كلّ مساء أحدٍ هو عادةً قدّاسٌ تخدمه الشبيبة، وكم أنا مسرور اليوم، بالشبيبة الحاضرة معنا اليوم في هذا القدّاس، الّتي جعلت المسيح محورًا لحياتها. لقد جاءت الشبيبة لتشارك مع جماعة" أذكرني في ملكوتك" الصّلاة من أجل أمواتنا، ففي هذه الرعيّة اعتدنا تخصيص الذبيحة الّتي تقام في السبت الأوّل من كلّ الشهر على نيّة الموتى جميعًا، وبخاصّةٍ أموات الجماعة المشاركة في الذبيحة الإلهيّة، وقد طلبتُ من أختِنا جانيت أن تزوّدنا نبذة عن الجماعة في ختام الذبيحة الإلهيّة.

بعد أن احتفلنا بعيد العنصرة، عيد حلول الرّوح القدس، ها نحن نحتفل اليوم، بعيد الثالوث الأقدس. وعندما نتكلّم عن الثالوث الأقدس، فإنّنا نتكلّم عن إشارة الصليب الّتي يرسمها غالبيّة المسيحيّين على جباههم بطريقة يوميّة ذاكرين اسم الآب والابن والرّوح القدس. إنّي أرى في إشارة الصّليب الكثير من القوّة: فكما أنّ السفير يشعر بالقوّة عندما يتّكلّم باسم بلاده، كذلك نحن المسيحيّين علينا أن نشعر بالقوّة حين نرسم إشارة الصليب، لأننّا نتكلّم باسم الآب والابن والروح القدس، فعلى كلّ تصرّفاتنا وأقوالنا أن تكون لائقة بالله. ولكنّ السؤال الّذي يُطرح اليوم، هل نحن، كمسيحييّن، مدركين لقوّة إشارة الصليب؟ إنّه لمهمّ جدًّا أن نعي لأهميّة القوّة الّتي تعطينا إيّاها إشارة الصّليب.

إن ّيسوع لم يعرض أمر التبشّير على التّلاميذ ولم يترك لهم حريّة الاختيار في التبشّير، فهو لم يجعل من التبشير أمراً اختياريًا، بل كان واجبًا مفروضًا على التّلاميذ، لذا استخدم يسوع صيغة الأمر "وذهبوا إلى الجبل حيث أمرهم يسوع، وقال لهم: لقد أُعطيت كل سلّطان، اذهبوا وبشِّروا كلّ الأمم". حين يتعمّد المؤمن باسم الآب والابن والرّوح القدس، لا يعود التبشير خيارًا له بل يصير واجبًا عليه إتمامه. إنّ التبشير لا يتمّ فقط عبر ذهاب المؤمن إلى أقاصي الأرض، إنّما يبدأ من مكان تواجد المؤمن أي في مكان عمله وفي مؤسسته، في عائلته وفي مدرسته. إنّ الإنسان الّذي يقوم بعمله كما يجب يبشِّر بالمسيح، إذ سيرى الجميع في تصرّفاته وأعماله أنّه تلميذ المسيح. إنّ المسيح يأمر تلاميذه بالتبشّير بكلمة الله، ونحن نجاهر بأنّنا تلاميذه، فكيف نسعى إلى التبشّير به؟ وكم من الأشخاص قد أحبّوا المسيح وارتدّوا إلى الإيمان بسببنا؟ وإنّ كنّا غير قادرين كأهل، على أن نرّد أبناءنا عن الضلال وأن نبشّرهم بالمسيح، فكيف عسانا ننجح في التبشّير به مَن هم بعيدين؟ إخوتي، نحن جميعًا بحاجة للصّلاة، فليُصَلِّ الواحد منّا للآخر كي ننجح في أعمالنا التبشيرية المطلوبة منّا.

إنّ قول المسيح: "وها أنا معكم كلّ الأيّام حتّى منتهى الدهر"، يشكِّل وعدًا منه لتلاميذه، ونحن كمؤمنين علينا الوثوق بكلام يسوع لنا أي أنّه علينا الاتّكال عليه وعدم الخوف لأنّه معنا حتّى انتهاء الدّهر، كما وعد. لكن السؤال الّذي يُطرح هل نحن صادقين في وعدنا له باتّباعنا له، والسّير وفق تعاليمه طول أيّام حياتنا؟ إنّ الرّبّ صادقٌ في وعوده، لكن المشكلة تكمن في الإنسان الّذي قد يتخلّى عن الرّبّ حين يقع في مشكلة. فلنسأل ذواتنا إن كنّا نلتجئ للرّبّ عند وقوعنا في أزمات أم إن كنّا نلتجئ إليه في أوقات الراحة والبحبوحة والسّلام فقط. إنّ وعد الرّبّ لنا صادق حين قال لنا: "لا تخافوا أنا معكم حتى انقضاء الدّهر"، فعلى أمل أن نكون معه دائمًا نتابع صلاتنا وقدّاسنا ونجدّد إيماننا بالله الواحد قائلين: نؤمن بإله واحد...

ملاحظة: دوّنت العظة من قبلنا بتصرّف. تتمة...
2/5/2009 دير مار ضوميط - القبيات ننطلق جماعة حياة وإيمان بالحياة الأبديّة، حتّى نزرع في القلوب بذور دعوتنا وروحانيتها...
انطلاقة الجماعة بالقداس الشهري الأول لأجل الراقدين على رجاء القيامة
عظة الأب ميشال عبود الكرملي - خادم الرعية

من الشّمال، "القبيّات"، ومن هذا الصّرح الدّيني العظيم، الأنيق في تصميمه، والملوكيّ في تشييده، دير " مار ضوميط للآباء الكرمليين"، ننطلق جماعة حياة وإيمان بالحياة الأبديّة، حتّى نزرع في القلوب عامّة، وقلوب أهل الشّمال بخاصّة، بذور دعوتنا وروحانيّتها، كيما معاً، ويداً بيد، نصلّي من أجل أمواتنا المنتقلين منّا، فننمو برجاء المسيح، ونُزهر ورود فرح وبشارة بحياة في حضن الآب لا تنتهي.
هذا ما نوّه به الأب "ميشال عبّود" في عظته في القدّاس الإلهي الأوّل، مشدِّداً على أنّ الموت ما هو إلاّ عبور إلى الحياة الأبديّة، وأنّ إيماننا المسيحي يرتكز على قيامة المسيح من بين الأموات، التي أجابت عن سؤال كثيرين: "لِم نولد ونحيا على الأرض، ما دمنا سنموت؟". لأنّ قيامة المسيح من بين الأموات، وقهره لسلطان "الموت-النّهاية"، صار بداية لحياة أخرى، فوق، في السّماء، حيث لا موت ولا حزن ولا ألم، بل سعادة ابديّة بملاقاة وجه الرّب. فيسوع إذا هو من يعطي لحياتنا الدّنيويّة الأرضيّة الفارغة، أسمى المعاني الرّوحيّة السّماويّة المملوءة بعطف الرّب وحنانه ورأفته، هو الذي أرسل ابنه، فعاش وأطعم الجياع، وشفى المرضى، من دون أن يمحو المرض أو يوقف الجوع؛ لأنّه قد أتى ليغيّر المفهوم ويضفي معنى، لا لكي بضربة سحريّة يجعل كلّ شيء كاملاً ويناسب أرضيّتنا، إنّما أتى حتّى يعلّمنا كيف نعيش معه، ومثله، تحضّراً للعبور الكبير، هو الذي تألّم ومات ليخلّصنا من نير الخطيئة الغائر في أجسادنا ونفوسنا. وعندما قام المسيح، وظهر لتلميذي عمّاوس، ما عرفاه، هو الذي كلّمهما وجلس معهما، وتعشّى معهما، لأنّ في فكرهما المحدود صورة أخيرة ليسوع، متألّماً على الصّليب، ينادي الله:
" إلهي إلهي لماذا تركتني؟ "، ينزف دماً، يسلم الرّوح، يموت، ويدفن. ونحن أيضاً، يأتينا يسوع القائم في القربان فنتناوله، ويسكننا، ولا نعرفه أو نراه إلاّ بإيماننا الحقيقي.
بعد هذه البشارة الجليلة، وهذا الخلاص العظيم، صار لكلّ منّا شوق إلى الآخرة الصّالحة، وتوق لملاقاة الرّب تعالى، وصار الشّاطر منّا يعيش حياته الفانية، بعينين مشدودتين أبداً نحو الخلود السّماوي، آخذاً بنصيحة القدّيس بولس، وتحوّل هول الموت الذي ينتشلنا من استقرارنا الأرضيّ، في ساعة لم نترقّبها أبداً، الى رجاء يعبر بنا في وقت جليل إلى حضن الآب في السّماء، حيث الحياة الأبديّة.
وألقت السّيّدة جانيت مخايل الهبر كلمتها بعنوان: "رسالتنا..."، وفحواها كيفيّة نشوء الجماعة وماهيّتها، ودعوتها، وأهدافها، وأعمالها، وتلا القداس لقاء في صالون الدير تبادل فيها الحاضرون نخب المناسبة في جوّ من الفرح والحبور.

ملاحظة: دونت من قبلنا بتصرف.
23/4/2009 دير سيدة اللويزة - زوق مصبح على رجاء القيامة، نحن هنا لنصليَ من أجل موتانا...
القداس الاحتفالي السنوي في عيد القيامة المجيدة
عظة الأباتي سمعان أبو عبدو بعنوان " على رجاء القيامة"

نحن هنا اليومَ بدعوةٍ كريمةٍ من رئيسةِ وأعضاءِ جَماعةِ " أُذْكُرْني في ملكوتِك"، لِنُصَلِّيَ من أَجْلِ موتانا ولِنقيمَ الذبيحةَ الإلهيّة راحةً لنفوس الراقدين على رجاء القيامة. فأهلاً بِكُم في ديرِ سيّدةِ اللويزة، يا حضرَةَ الكَهَنَةِ والآباء الأفاضِلِ، ويا أيَّتُها الكنائسُ والرعايا، الوافدينَ من أكثَرَ منْ بلدةٍ ورعيةٍ، لنصَلِّيَ معاً في غمرةِ عيدِ الأعيادِ، قيامةِ سيّدِنا يسوعَ المسيحِ، الذي بآلامِهِ وَصَلْبِهِ وموتِهِ وقيامَتِهِ انتصَرَ على الموتِ وَأَعطانا الحياةَ.
جِئْنا نَسْتَذْكِرُ موتانا ونُصَلّي من أَجْلِهِم، طالبينَ شفاعَتَهُم في زمنِ عيدِ الحياةِ والحُبِّ والرَّحْمَةِ، حَيْثُ يَكْبُرُ فينا الرَّجاءُ أَمامَ تحدِّياتِ الحَياةِ الكثيرةِ، وَحَيْثُ مَعَ يسوعَ المنتَصِرِ، تزدادُ في قلوبِنا الثّقةُ بحبِّهِ المتغلِّبِ على ظُلمةِ الموتِ واليأسِ والشّقاءِ. يسوعُ، يقولُ في إنجيلِ اليومِ للقدّيس متّى "إِنّي أُوْلِيْتُ كُلَّ سلطانٍ في السّماءِ والأرضِ" (متّى 28/18).
أَجَل، هو سيِّدُ الأرضِ والسَّماءِ، هو مَلِكُ الملوكِ، يتكلَّمُ بِسُلْطانٍ، وَيُذَكِّرُنا بِعَدَمِ الخَوْفِ وبأَنَّهُ باقٍ مَعَنا وَلَنْ يترُكَنا مهما تَبَدَّلَتِ الظّروفُ وقَسَتِ الأحوالُ. وها صوتُهُ يتردَّدُ في مسامِعِنا: "هأَنذا مَعَكُم طوالَ الأيّامِ إلى نِهايَةِ العالَمِ" (متّى 28/20).
المسيحيّة، كما يوجزها بولس رسول الأمم ، هي الايمانُ بأنَّ المسيحَ قام من بين الأموات وأقام الأموات معه. وأَحَدُ وجوه التعييد للفصح هو هذا الرجاءُ الذي يبثّه العيدُ في قلب كلِّ المؤمنين بالمسيح القائم، الرجاءُ بأنَّ قيامتَهم هم أيضاً لا ريب آتية. ومن ينتبه إلى أيقونة العيد في الكنيسة الأرثوذكسيّة، يلاحظ أنَّ المسيح الدائس على أبواب الجحيم يُنهِضُ معه شيخين عجوزين يرمزان إلى آدم وحوّاء جدَّينا الأوّلَين، وفي الوقتِ عينه إلى البشريّة الخاطئة.
إنَّ الغاية من قيامة المسيح، إذاً، هي القيامةُ العامّة للناس كافّة. هذه القيامة المرجوّة، والرجاءُ يقينٌ في المسيحيّة، كانت العاملَ الأساسيّ الذي جعل المسيحيّين لا يخافون الموت، فذهبوا وبشّروا في المسكونةِ كلِّها، وواجهوا بشجاعةٍ هائلةٍ الاضطهاداتِ والتهديداتِ، وقبِلوا الاستشهادَ رافضين نكرانَ إلهَهم وجحودَ إيمانهم بأنّ المسيح هو مخلّصُ حياتهم.
إنَّ شعار جماعة "أذكرني في ملكوتك"، "أنا لا أموت أبداً بل أدخل الحياة" للقدّيسة تريزيا الطفل يسوع، يجد معناه العميق في عيد قيامة سيّدنا يسوع المسيح، في هذا الزمن المقدّس، زمنِ النور الذي يسطعُ من القبر الفارغ ويجعلُنا أبناءَ الحياة؛ وإنّ الإيمانَ المسيحيّ وليدُ لقاءٍ مع شخص المسيح القائم من بين الأموات.

أَيُّها الأحِبَّةُ!
أمامَ عِبْءِ المَرَضِ والموتِ والتّخَلّي، نَعْرِفُ أَنَّنا لَسْنا وحْدَنا، بَلِ المسيحُ نفسُه حاضِرٌ بيننا؛ فيسوعُ المسيحُ، ومِنْ خِلالِ حياتِهِ مَعَنا، يعيشُ إلى جانِبِ المتألِّمِ والمحزونِ للتّخفيفِ عَنْهُما. وهو يَكْشِفُ لنا مِن خِلالِ أَعْمالٍ حِسِّيَّةٍ عَنْ حُنوِّهِ وَعَطْفِهِ الأخوِيَّيْنِ على جميعِ مُنْكَسِري القلوبِ والمُصابينَ بجراحٍ جَسَدِيَّةٍ ونفسِيَّةٍ.
أَمّا تَعْزِيَتُنا في كُلِّ هذا، فهي من عِنْدِ الرَّبِّ حينَ ننظُرُ إلى المسيحِ وإلى مريمَ التي أَعطاها إِيّانا أُمّاً. فهذِهِ الأُمُّ عَرَفَتِ المُعاناةَ وتَبِعَتْ ابنَها على طريقِ الجُلجُلَةِ، مُحْتَفِظَةً في قَلْبِها بتلكَ المحبَّةِ عَيْنِها التي حَمَلَها يَسوعُ إلى جميعِ البَشَر.
فنحن البشر، وأمامَ المُعاناةِ والمَرضِ والموتِ، نَميلُ إلى الصّراخِ تحتَ تأثيرِ الألَمِ والفِراقِ، تماماً كما فَعَلَ أَيّوبُ الذي يعني اسْمُهُ "المُتَأَلِّم"، وتماماً كما صَرَخَ يسوعُ قُبَيْلَ موتِهِ. راجع (مر 15/37؛ عب 5/7).
وبالتّالي، فإِنّنا أَمامَ الموتِ، نشْعُرُ بِأَنَّنا ضُعفاءُ نفتقِرُ إلى الكلماتِ الصحيحةِ. وأَمامَ إِخوَتِنا الغارِقينَ في سِرِّ الصليبِ، غالِباً ما يكونُ صَمْتُنا الرحيمُ، ووجودُنا المُفْعَمُ بالصلاةِ، وبادِرَةُ حُنوٍّ وتعزيةٍ مِنّا، ونظرَةٌ وابتسامَةٌ، هي أفضلَ منَ الكلماتِ. هذهِ التجرِبَةُ، عاشَها رِجالٌ ونِساءٌ كُثُرٌ، كما عاشَها يوحَنّا الرسولُ ومريَمُ العذراءُ، عندما تبِعوا يسوعَ في معاناتِهِ وآلامِهِ وشَهِدوا على صَلْبِهِ وَمَوتِهِ؛ ففي وقتِ الشِدَّةِ، يقتَرحُ المسيحُ علينا وجودَهُ المُحِبَّ، حتّى لو صَعُبَ علينا فَهْمُ وجودِهِ إلى جانِبِنا. لكنْ، في نِهايَةِ المَطافِ، ندرِكُ أَنَّ انْتصارَ الرّبِّ الختاميَّ في عَمَلِ القيامةِ، يَكْشِفُ لنا المعنى الحاسِمَ لمِحَنِنا وموتِنا.
نحنُ اليومَ هُنا لِنُصَلِّيَ لأَجْلِ أَحْبابٍ سبقونا إلى ديارِ الخلودِ، آملينَ في استمرارِ علاقتِنا بِهِم روحيّاً وَعَبْرَ إيمانِنا العميقِ المُسْتَمَدِّ مِنْ قيامَةِ الرَّبِّ.
وخِتاماً، وإذْ نحنُ في عيدِ القِدّيسِ جرجُسَ الشَّهيدِ الذي عَرَفَ كيفَ يُعطي حياتَهُ وكيفَ يقدِّمُ نفسَه مُسْتَشْهِداً ليربَحَ الملكوتَ، نطلبُ إلى سَيِّدِ الحياةِ والرّجاءِ أَنْ يزيدَنا إيماناً، ويُريحَ نفوسَ موتانا، مُرَدِّدينَ معاً: المسيحُ قامَ حقّاً قام! هلّلويا...
21/3/2009 رعية سيدة الوردية - لاغوس نيجيريا ها نحن ننطلق بمنتهى النعمة في اللاغوس، الشّعلة الأولى لجماعتنا في بلاد الانتشار...
ها نحن ننطلق بمنتهى النعمة في اللاغوس- نيجيريا الشّعلة الأولى لجماعة "اذكرني في ملكوتك" في بلاد الانتشار، سائرين على درب القيامة بفرح الرجاء بربنا يسوع المسيح، المنتصر على الموت، مع اخوتنا من الجالية اللبنانية، في رعيّة سيدة الورديّة - لاغوس، وقد احتفل بالقداس الأول لأجل الراقدين الأب شربل أنطون- خادم الرّعية، على أن تتابع القداديس بمشيئة الله في السّبت الثالث من كلّ شهر. المسيح قام، حقاً قام.