البحث في الموقع

لقاءات و نشاطات


انطلاقات وقداديس

"من اكل جسدي وشرب دمي له الحياة الأبدية"
(متى 25 : 40)
19/4/2015 القداس الإحتفالي السنوي في عيد القيامة المجيدة كنيسة رقاد السيّدة - المحيدثة
القدَّاس الاحتفالي السَّنوي لجماعتنا في عيد القيامة المجيدة
في رعية رقاد السيدة – المحيدثة، المتن
عظة الأب ملحم (الحوراني)
19 نيسان 2015

أيّها الآباء الأجلّاء،
يا إخوتي،
يا جميع الّذين يُحبّون "اُذكرني في ملكوتك"،

ما هو سرّ المسيحيّة؟ المسيحيّة هي قومٌ أرادوا أن يُعطوا فرحاً في الأرض، كما أرادوا ألّا نعيش بشراً على الأرض. المسيحيّة هي ناسٌ نظروا إلى المسيح القائم من بين الأموات، وقالوا "هكذا نحن، وهكذا سنصنع أيّامنا وسنين عمرنا كلّه"، فكان الفصح أمراً يوميّاً في الكنيسة. والمسيحيّة هي قومٌ تعرّضوا للحزن _فَمَن منّا لم يأخذ الموتُ منه أحداً يُحبّه_، ولكنّ المسيحيّة غالِبةُ الحزن، فلا يُمكن للحزن أن يتغلّب على فرحنا.
إخوتُنا وأخواتُنا في "اُذكرني في ملكوتك" هم صورةٌ عن المسيحيّة. لقد أرادوا أن يقولوا إنّ الحزن حاضِرٌ دائماً، ولكنّنا سنستعدّ له، سنمسح كلّ دمعةٍ من عيون النّاس وعيوننا، فَتكون قلوبنا مُشعّةً بنور قبر المسيح الّذي قام من بين الأموات.
أريد، اليوم، أن أتكلّم على أمريْن. الأمر الأوّل هو أنّنا نُواجه، كلّ يومٍ، موتَ إنسانٍ ما. البشر يموتون فكلّنا مُكوّنون من لحمٍ ودمٍ، نحن وعائلاتنا، وأقرباؤنا وأصدقاؤنا، ونتعرّض للموت، فكيف نُعالج ذلك؟ أردتُ أن أختار آيةً من إنجيل يوحنّا، من خطاب المسيح الوداعيّ في الإصحاح السّادس عشر، يقول فيها المسيح: "المرأة حين تَلِدُ تحزن لأنّ ساعتها قد جاءت، ولكنّها متى وَلدَت الطّفل، لا تعود تذكر الشّدّة لأجل الفرح لأنّ إنساناً قد وُلِدَ في العالم". كيف نفهم هذه الآية والنّاس يموتون؟ إذا شرحْنا هذه الآية في سياقها الحَرفيّ التاريخيّ، نفهم أن المسيح فيها يُودّع تلاميذه قائلاً إنّها ستأتي ساعةٌ يرحل فيها ويتركهم، سيُصلب ويموت ويقوم من بين الأموات، وهم سيبقَوْن على الأرض كي يشهدوا على ذلك، كما أنّهم سيحزنون حزناً مؤقّتاً ولكنّه سرعان ما سيتحوّل إلى فرحٍ يُشبه فرح المرأة الّتي تَلِد.
فهِمنا هذه الآية في سياقها التاريخيّ. ولكن، إذا مات أحدهم، كيف نفهمها؟
المرأة، اليوم، هي المجموعة الكَنسيّة، الجماعة المؤمنة. يقول: "المرأة وهي تلد تحزن". حياتنا على الأرض هي تحضير لحياتنا في ملكوت السّموات، وعندما ينطلق أحدنا من هنا إلى السّماء، يولد في ملكوت السّموات. أنتم موجودون، الآن، في كنيسة رُقاد السّيدة. أنظروا إلى هذه الأيقونة الصّغيرة الموجودة قرب الشّمعة، تُلاحِظون العذراء في عيد رقادها في الخامس عشر من شهر آب. عندما رقدت السّيّدة، والدة الإله، رسم الرّسام السّيّدة مُمَدّدة على منضدة يُودّعها الرّسُل، ولكنّه رسم، في يد ابنها يسوع، القائم في المجد، طفلةً مُقمّطةً بأقمطةٍ بيضاء، يرفعها، وكأنّ الكنيسة تقول إنّه عندما يموت الإنسان هنا يولد فوق.
سأعيد قراءة الآية بعد أن شُرحت: "المرأة (أيْ نحن) وهي تلد (إلى فوق) تحزن (طبعاً نحزن إن تركنا أحدهم، ولكن ليس كحزن الّذين لا رجاء لهم) لأنّ ساعتها قد جاءت، ولكنّها، متى ولدت الطّفل (إلى فوق)، لا تعود تذكر الشّدّة (لحظة رقاد ابن الجماعة) نتيجة الفرح، لأنّ إنساناً قد وُلِدَ في العالم (العالم الحقيقيّ)". هذه الأرض ليست العالم إنّما هي صورة عنه. أمّا العالم الحقيقيّ فهو فوق، ونحن، من هناك، نرى هذا العالم أي الأرض، لذلك هو لا يعنينا إلى حدّ كبير على الرّغم من أنّنا نولد فيه ونتعلّم فيه ونعمل فيه ونتعب فيه ونتزوّج فيه وننجب الأطفال فيه. هناك أمور تُتعبنا، في هذا العالم، ولكن مكافآتها هي في العالم الحقيقيّ. هذا هو الأمر الأوّل الّذي أردتُ أن أقوله لكم اليوم.
أمّا الأمر الثّاني فهو أنّنا، في هذا الأحد، قرأنا من الإصحاح العشرين من إنجيل يوحنّا المقطع الّذي يتكلّم على توما الرّسول. يقول هذا الإنجيل إنّه في يوم القيامة، ظهر المسيح على تلاميذه عشيّة ذلك اليوم والأبواب مُغلقة وكان التّلاميذ مجتمعين خوفاً من اليهود، فظهر المسيح في وسطهم وقال: "السّلام لكم". من الجانب الخارجيّ هم خائفون، أمّا من الجانب الدّاخليّ فهم يشعرون بالسّلام. ذلك يُظهر لنا كم أنّ مسيحنا يُرافقنا من الدّاخل، أي أنّ المهمّ أن نكون في الدّاخل لأنّ هناك بعض النّاس الّذين يبقَوْن في الخارج فيشعرون بالخوف. بالطّبع، نحن لا نُحبّ أن نعيش في الخوف والحزن دائماً، لذلك ندخل الكنيسة حيث يُعطينا مسيحنا، الّذي قام من بين الأموات، السّلام. تتمة...
1/3/2015 رعية مار الياس/ مار جرجس - زوق الخراب، الضبيه اليوم يتكلّم الربّ مع كلّ واحد منّا وخاصة مع الّذين يعانون من ألم الإنسلاخ والفراق
انطلاقة الجماعة في رعية مار جرجس/ مار الياس – زوق الخراب، ضبيه
عظة الأب جورج نخول – خادم الرعية
1/3/2015

باسم الاب والابن والروح القدس الإله واحد آمين.

إنني لم أختار لهذه المناسبة إنجيلاً خاصًا كي نقرأه اليوم، و لكن، كأنّ الربّ يُجيبنا عن تساؤلاتنا من خلال ابنة يائيروس "يا ابنتي قومي".
اليوم يتكلّم الربّ مع كلّ واحد منّا وخاصة مع الّذين يعانون من ألم الإنسلاخ والفراق جرّاء الموت الّذي يسبّب لنا حزناً كبيراً جداً. نعم إخوتي، الموت لمسَنا ومسّنا جميعاً وهو موجود في طبيعة الحياة. ولكنّ كلمة الحياة اليوم تمنحنا الجواب الشافي.
إنجيل اليوم يتكلّم عن ابنة يائيروس "أيتها الصبيّة قومي"، وهنا أستطيع القول: من يستطيع أن يعطي إنساناً قد توفي نعمة الحياة من جديد الّا الربّ وحده يسوع المسيح ؟ ها هي الشهادة الحقيقية على أنّ سيّد الحياة وسيّد القيامة هو يسوع المسيح، وأمواتنا الراقدون هم أحياء لأنهم عبروا مع الربِّ يسوع المسيح من الحياة على الأرض الى الحياة الأبدية الجديدة مع الربِّ يسوع المسيح.
كذلك الأمر مع المرأة النازفة: ماذا حدث؟ هناك نزيف، جرح قوي، علامة خللٍ وضعف، سوف يسبّب الموت لأنّ هدر الدّم هو هدر وفقدان الحياة والقوّة لدى الإنسان والربّ يسوع يقول إنّ قوّة قد خرجتْ منّي؛ انها المرأة النازفة الّتي لمست طرف رداء يسوع فحصلت على نعمةٍ كبيرةٍ و توقّف نزيف حياتها.
أحبائي البعض منّا يتألّم كثيرا بسبب نزيف الموت وهذا أمر طبيعي، كما أنّ البعض منّا يتحرّر بصعوبة كبيرة من جرح الموت، خصوصًا عندما نفقد شخصًا عزيزاً جدًا وإنني أرى على وجوه البعض منّا اليوم غصّةً وحزنًا وألماً كبيراً ولا أحد يستطيع أن يفهم مشاعركم وحزنكم إلاّ من أصابه حزن الموت ...
ولكن نعم، وحده يسوع يستطيع ذلك، فهو يمتلك القدرة على أن يتكلّم عن الموت ويؤثر فينا حقًا، وصدى كلمته تفعل فعلها فينا لأنه عاش الألم والموت حقًا والحياة والقيامة حقًا، لأنّه هو سيّد الحياة ولا حياة من دون المسيح.
واليوم لم نأتِ لكي نحزن بل لكي نتغذّى، ولم نأتِ لنُعيد الذكريات الأليمة بل لنعيش حياة مجيدة مع الرب يسوع. لم نأتِ لنمحوَ الذكريات بل لنكملها مع الربّ بصورة الحياة الجديدة والقيامة المجيدة، والدليل على ذلك اختبار جماعة "اذكرني في ملكوتك" قوة ونعمة الايمان منذ عام 2006 لغاية هذه اللحظة، أهمية الايمان المرافق للإنسان في كل مراحل حياته، وقد انتشرت هذه الجماعة بقوة عظيمة في لبنان وبلاد الانتشار، وهي موجودة اليوم في أكثر من أربع وخمسين رعيّة وهو ليس بالأمر السهل. هي جماعة معروف عنها جدّيّتها وفعّاليتها والتزامها وعودها وأمانتها تجاه كلّ الّذين رقدوا على رجاء القيامة. فهي ترفع ذكراهم على مذابح الرعايا ويكون ذكرهم مؤبدًا. ومع هذه المسيرة الطّيبة والخيّرة، نفهم أنّ أحباءنا هم احياء لأننا نؤمن ونثق بأنّ عنده كلمة الحياة ونحن مخلصون بنعمته وبقوة وعمل الروح القدس فينا.
ونحن في هذه الرعية المباركة سوف نعمل من أجل تأسيس جماعة "اذكرني في ملكوتك" في رعية مار جرجس ومار الياس، زوق الخراب، فنرافق معًا كلّ الحزانى والارامل واليتامى .... في رعيتنا لكي نشعر أننا في هذه الرعية جسم واحد والربّ يسوع المسيح هو موحّدنا جميعًا. و لنا موعد جديد في الاسبوع الأول من شهر العذراء، شهر أيّار المبارك.
شكرًا لجماعة "اذكرني في ملكوتك" ولكلّ الّذين أتوا وشاركونا هذا اللقاء المبارك، فليباركنا الرب بتعزياته والهاماته ومعونته الدائمة لنا، فنحن نحمّله آلامنا وأوجاعنا وموتانا وبدوره يحمّلنا نعماً وبركات وخيرات وشفاءً وحباً مجانياً، كي تزدهر قلوبنا بنعمة الربّ يسوع المسيح. آمين
ملاحظة: دُوّنت العظة من قبلنا بتصرّف. تتمة...
7/12/2014 رعية القديسة بربارة للروم الملكيين الكاثوليك - زحلة قبل مئات السّنين والنبوءات تتوالى عن مجيء المسيح
انطلاقةُ الجماعة في كنيسة القديسة بربارة للروم الملكيين الكاثوليك - زحلة
عظة الأب ايلي خنيصر– خادم الرعية
7 كانون الأول 7- 2014
باسمِ الآبِ والابنِ والرُّوحِ القُدسِ، آمين.

"ويخرجُ قضيبٌ من جِذع يسّى وينبتُ غصنٌ من أصوله. ويحلّ عليه روحُ الربّ، روحُ الحكمة والفهم، روحُ المشورة والقوة، روحُ المعرفة ومخافة الرب. ولذّتُه تكون في مخافة الربّ فلا يقضي بحسبِ نظرِ عينْه ولا يحكم بحسبِ سمعِ أذنيه. بل يقضي بالعدل للمساكين، ويحكم بالانصاف لبائسي الارض، ويضرب الارض بقضيبِ فمِه ويُميت المنافقَ بنفخة شفتيه. ويكون البرّ مِنطقة متنيْه، والامانة مِنطقة حقويْه". (إشعياء 11: 1-4)

قبل مئات السّنين والنبوءات تتوالى عن مجيء المسيح. مَن هو هذا المسيح العظيم الذي تحدثّت عنه نبوءات العهد القديم؟ الأحد الماضي وفي ليلة عيد القدّيسة بربارة شرحنا نبوءة بلعام (الكاهن الوثني أو العرّاف الشيطاني الذي كان يذبح للشياطين)، جاء الملك مؤاب وقال له: تعال والعّن شعب إسرائيل. فبدلاً أن يلعّن الشعب خرج من فمه كلامٌ نبويّ، وأجاب: أباركُ بني يعقوب ومن بني يعقوب سيخرج كوكبٌ يلمع في السماء. والمجوس في مِلء الزمن عندما شاهدوا هذا الكوكب الساطع، عادوا الى ما دوّنه مرافقو بلعام - الذي كان من أشهر العرافين - ورأوا أن العرّافين
الوثنين ذكروا بني يعقوب الذي يأتي منهم من سيملك على كل العالم.
واليوم لدينا إشعياء النبيّ، وهو أيضاً تنبأ عن المسيح، كيف سيأتي ؟ كيف سيكون مجيء هذا المسيح؟
قال: يخرج قضيبٌ من جِذع يسىّ ؟ من هو يسىّ؟ فعندما دخل شعب إسرائيل فلسطين وأراد أن يكون عليه ملكاً، قال صموئيل النبيّ للربّ: نريد ملكاً يملك علينا. فأعطاهم شاوول ملكاً لكن شاوول صنع الشر في عينيّ الربّ، فأسقطه عن الحكم الملكي، وخاطب الروحُ القدس النبيّ صموئيل قائلا: إذهبْ الى بيت لحم هناك تجد يسىّ ولديه سبعة اولاد، وحين أقول لك قُم وامسح الولد ملكاً على إسرائيل، تعلَم من خلال الإشارة التي اُعطيك إياها. عندما دخل صموئيل بيت يسىىّ رحّب به هذا الاخير فسأله صموئيل أين هم الأولاد؟ فأجلسهم يسىىّ وعند العشاء قال له صموئيل أريد أن ارى الأولاد كلٌ بدوره. سأله يسّىى لماذا تريد أن تراهم كلٌ بدوره؟ فأجاب: أريد ان أمسح ملكاً على إسرائيل. دخل الأول ولم يسمع صموئيل صوت الربّ، دخل الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس وكذلك لم يسمع صوت الربّ فقال ليسّى حينها: هل هؤلاء هم كل أولادك؟ أجاب كلاّ، لديّ ولدٌ سابعٌ وهو داوود يرعى الغنم. ومضى صموئيل يبحث عن هذا الراعي وعندما وجده قال الربّ: "إمسح داوود ملكاً على إسرائيل", فصبّ عليه زيتاً وقبّله في فمه. لماذا؟ إن الروح القدس الذي يحلّ على الأنبياء يخرج من فم النبي ويدخل في فم الملك الذي عليه أن يتحدث فقط بإسم الله. هذا هو يسىّ الجذع الأساسي للشجرة يأتي منه فرعٌ، وهو ملكٌ على إسرائيل الذي هو داوود. أين بيته وأين مدينته؟ في بيت لحم. وهكذا تتم النبوءات بأنّ الذي يأتي من جذع يسىّ فرعٌ آخر هو داوود جديد، هو ملكٌ ليس فقط على إسرائيل بل على كل بشر، سيملك الربّ الإله عليه.

نزرع الشجرة وعندما نقطعها عادةً ما ينبت فرعٌ، بعد أن قُطع جذع يسىّ نبت غصنٌ من هذا الجذع وهو المسيح الإله، لكن لماذا ركّز على الغصن؟ الغصن الخشبيّ الذي خرج ليخلّص العالم، نراه في بدايته يحتكّ بغصنٍ وعندما يموت سوف يحتكّ بغصنٍ آخر، أي من المذود الى الصليب. وهكذا يكون المسيح قد حقّق في نبوءة إشعياء الخلاص الذي من أجله أتى.
هذه النبوءة التي تمّت قراءتها في الرسالة تكلّمتُ عنها لكي تفهموا ما قيل عن يسوع في قراءات ما قبل الميلاد "سيحلّ عليه الروح ويمتلئ من المواهب"...

هل سيحلّ الروح القدس على المسيح كما يحلّ علينا في المعمودية؟ بالتأكيد كلا؛ لأن الأقنوم الثالث (الروح القدس) من الثالوث الأقدس سوف يحلّ على الأقنوم الثاني "يسوع" ويتّحد الأقنومين في عمل رائع، ويصدح الأقنوم الأول بصوت عظيم في العماد:"هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت".
أمّا نحن عندما نعتمد، يحلّ علينا الأقنوم الثالث ليجعلنا أبناء الله بالتبني.
منذ أكثر من سبع مئة سنة والنبوءات تتكلّم عن الأحداث التي ترافق المسيح. سبع مواهب للروح القدس يمتلئ منها المسيح وهي روح الحكمة، الفهم، القوة، المعرفة، المشورة، التقوى والمخافة ,ويركّز على الموهبة الاخيرة, المخافة . لماذا مخافة الربّ؟ هل نحن نخاف من الله؟ كلاّ.
ما هي مخافة الربّ في الكتاب المقدس؟ تتمة...
30/11/2014 القدّاس الاحتفالي في الذكرى الخامسة لافتتاح مركزنا الروحي نذكر أمواتنا لأننا نؤمن بأنّ يسوع الحيّ القائم من بين الأموات
القدّاس الاحتفاليّ لأجل الراقدين على رجاء القيامة
في الذّكرى الخامسة لافتتاح مركزنا الروحي
عظة الأب عبدو أبو خليل
30/11/2014
باسم الآب والابن والروح القدس، آمين

آبائي الأجلّاء، جماعة "اُذكرني في ملكوتك"،

أنا سعيدٌ بالتّعرّف إلى هذه الجماعة، وأحمل معي سلاماً خاصّاً من سيّدنا بولس روحانا السامي الاحترام، الّذي يعتذر عن المشاركة معنا اليوم بسبب التزامٍ آخر. ولكنّ الإفخارستيّا هي الّتي تجمعنا، تجمع الأحياء والأموات معاً، وهي تجعل الجميع فعلاً في قلب جسد يسوع. هذا هو إيماننا. لذلك نصلّي ونذكر أمواتنا لأننا نؤمن بأنّ يسوع الحيّ القائم من بين الأموات هو الّذي يُعطي الحياة لكلّ جسد. فنحن نعتقد أنّنا في صلاتنا نجعل الله يقتنع بما نقوله، ولكن فعليّاً الله يُحبّ من دون مُقابل، لذلك يقول البابا فرنسيس: "الله رحوم ومحبّته مجّانيّة دائمة ولا حدود لها". نحن الّذين نتغيّر أمّا محبة الله فهي دائمة. وهكذا عندما نصلّي، نذكر موتانا من أجل أن ينتعش هذا الجسد. هم يذكروننا ونحن نذكرهم ويسوع هو المحور القائم من بين الأموات وهو الّذي يحيينا جميعاً. لهذا نقدّم هذه الذّبيحة الإلهيّة على نيّة جميع الأموات الّذين تحملونهم في قلوبكم، والذين ذُكِرتْ أسماؤهم في هذا السجل والّذين لا يذكرهم أحدٌ. ويسوع، الإله والإنسان في آنٍ، قادرٌ فعلاً أن يُحيينا كلّنا ويُعطينا حياةً جديدةً.

واليوم، نقيمُ تذكاراً جميلاً جداً وهو زيارة العذراء مريم لأليصابات بحسب الطّقس الماروني، حاملةً يسوع في أحشائها ومُنطلقة، كما "الكنيسة في انطلاق" وفق شعار قداسة البابا.
وعلينا نحن المسيحيون أن نخرج ونتحرر من ذواتنا ونفتح الأبواب ونجتمع على مثال المسيحيّين الأوائل، ونتغذَّى من الأسرار، من كلمة الله - وكما عرفتُ أنّكم، في هذا المركز الروحي، تستمعون إلى كلمة الله في الثلاثاء من كل أسبوع، فهي حقاً نعمةٌ- لكي تنطلق الكنيسة، وتعيش فعلاً هذه الكلمة بشهادتها، ونكون أنبياء. وكي نستطيع أن نعيش ونجسّد المحبّة- خدمة المحبّة وخدمة الكلمة، علينا أن نحفظ الكلمة ونمتلئ منها لنتمكّن من أن ننطلق من جديد مثل مريم الّتي عاشت هذا الاختبار.
وهنا أتذكّر شعار جماعتكم "اُذكرني متى أتيْتَ في ملكوتك" هذه الكلمة التي قالها اللّص الّذي كان على يمين المسيح على الصّليب، قالها بإيمانٍ عميقٍ، وحياتنا كلّها تتكوّن من لحظات ايمان، والأهمّ هو جواب يسوع له "اليوم تكون معي" فبما أنّهُ تابَ عن خطاياه ستكون السّماء مفتوحةً له وحيث يكون يسوع تكون السّماء.
هذا هو اختبار اللحظة، لحظة الإيمان، فيسوع يردّد كلمة "اليوم"في الكتاب المقدّس "اليوم تكون معي" "اليوم حصل الخلاص لهذا البيت" قال لزكّا، "اليوم تمّت هذه الكلمات على مسمعكم"، "أعطِنا خبزَنا كفاف يومنا"،"خبزَنا الجوهريّ أعطنا اليوم". اليوم عند الله هو دائم. عندما نطلب من الله شيئاً، فهو لا ماضٍ له ولا مستقبل، هو دائماً حاضرٌ لأنّه خارج الزّمان والمكان وبالنّسبة إليه كلّ شيء هو في اللحظة، اليوم. وفي اللّحظة الّتي نعرف فيها كيف نؤمن بقلب يسوع، بحُبّ يسوع الكبير لنا، نُعلنه فيها مخلّصاً، ندخل عندها في يوم الله وتُصبح اللّحظة من دون نهاية مما يعني أن حياتنا مكوّنةٌ من لحظات نحبّ فيها من كلّ قلبنا، نُشارك فيها في القدّاس الإلهيّ من كلّ قلبنا، نتأمّل فيها من كلّ قلبنا. وهذه اللّحظات تدخل في يوم الله في الخلاص وتصبح بلا نهاية. هذه اللّحظة قد عاشها اللّصّ الّذي كان على اليمين. ويسوع مات بدلاً من "بارابّا"، "بارابّا" أيّ ابن الآب، ابن الآب لصّ. وابن الآب الحقيقيّ يُصْلب بدلاً من هذا اللّصّ لكي يجعله ابن الآب. دعونا نتصوَّر المشهد على الصّليب، يسوع النّاصري وهو ابن الله صُلِب بدلاً من"بارابّا"، أيّ بدلاً من كلّ واحدٍ منّا، فنحن لصوصٌ بطريقةٍ أو بأُخرى، نحن ضعفاء ولكنّ يسوع يُحبّنا كما نحن ويُصلب من أجلنا ليُبرهن لنا أنّه يُحبّنا ويدعونا للعيْش مثل لصّ اليمين ويقول له كلٌّ منا "اذكرني، أنا أؤمن بك في هذه اللحظة". كما تقول الكنيسة وهي مُتأكدة، أنه القدِّيس الذي دخل إلى السّماء لأنّ يسوع قد أعلنه قدّيساً. تتمة...
6/10/2014 رعية مار شربل - المطرانية العزيزية، حلب المسيح قام...حقاً قام
بنعمة سماوية وبمباركة روحية، انطلقت رسالتنا في رعية مار شربل - المطرانية، العزيزية حلب، حيث احتفل قدس الأباتي سمعان أبو عبدو السامي الاحترام- المدبّر البطريركي على أبرشية حلب المارونية بمشاركة آباء أجلاء وأبناء الرعية بالقداس الشهري الأول لأجل إخوتنا الراقدين على رجاء القيامة، على أن تتابع القداديس في الاثنين الأول من كل شهر. أما كلمة الجماعة فهي التالية:

حضرة الأباتي سمعان أبو عبدو السامي الاحترام
حضرة الآباء الأجلاء
إخوتي الأحباء،
إنها لَنعمةٌ من الربِّ، أنْ نحتفلَ معاً اليوم بالقدّاس الشهريّ الأول لأجل إخوتنا الرَّاقدين على رجاءِ القيامة،
وفي قلوبنا صلاةٌ أن نُكمِلَ معاً مسيرتَنا الرّوحية بفرحِ الرجاء.
نحن، «اذكُرني في ملكوتِكَ» جماعةٌ رسوليةٌ مسكونية، انطلقنا في الأوّل من حزيران 2006، بمشيئةِ الله وبمباركةٍ روحيَّةٍ، نشهَدُ لقيامة ربّنا يسوع المسيح، في خِدمةِ رسالةِ الصلاةِ لأجلِ المنتقلين منّا، بتقدمةِ الافخارستيّا لأجلِهم في تَذكارٍ شهريّ، كلٌّ في رعيتِه، كي نظلَّ وإياهم في رباطٍ أبديّ بالمسيحِ ربنا، وتمتلىءَ قلوبُنا بالتعزية الإلهية ويَفيضَ فيها الفرحُ السماوي.
كما نعمَلُ على إيصالِ كلمةِ الحياةِ في نشرِ رسالتنا الشهرية «إلى إخوتي الخمسَة»، ونسعى للنموِّ في المعرفةِ الإيمانية من خلالِ محاضرات تفسير الكتابِ المقدَّسِ في مركزِنا الرُّوحيِّ والتنشئة الروحية في الرعايا، وللقيام بأعمالِ محبةٍ.
أمّا نشأةُ رسالتِنا الروحية التي أبصرتِ النور بعنايةٍ إلهية، فما هي إلّا شهادةُ حياةٍ.
منذ تِسعِ سنواتٍ، كان الواقعُ الأليم في سرِّ الموت الذي لم نكن نُدرِكُ عمقَ معناه، وتقبلناه بطاعة كليّة، وانطلقْنا والعائلة نتلو صلاةَ السُّبحةِ يومياً لمن غابَ وجهُه عنّا، علّ محبتَنا له تدومُ وينالُ من عَليائِه الرِضى والرحمة.
إلاّ أنّ نعمةً سماويةً ظلّلتْنا وأفاضَتْ في قلوبِنا الفرحَ والتعزية. أيقظَتْ بصيرَتَنا لنُعيدَ بوعيٍ ايمانيّ قراءةَ حقيقةَ ما قالَه الربُّ يسوع: «أنا القيامةُ والحياةُ، فمن آمنَ بي وإنْ ماتَ يحيا»، فنُدرِكَ حقاً أنَّ الموتَ هو العبورُ إلى النُّورِ، إلى الرَّبِّ يسوع- صانعِ الحياةِ.


بعدها، كانَ نداءُ الرَّبِّ لنا للصَّلاةِ لأجلِ العابرينَ الى المنازل السماوية. فاستجَبْنا لدعوةِ الآب، وتنادَيْنا لخدمةِ هذا المشروعِ السماويّ،كي نُصلّيَ أرضاً وسماءً لأجلِ بعضِنا البعضِ بمحبةِ المسيح ربِّنا، شاكرين َكلَّ حين إلهَنا ومخلّصَنا على مراحمِهِ الإلهية التي مَنحتْنا قيامةً وحياةً ومَلأتْ قلوبَنا رجاءً وسلاماً هاتفِينَ معاً في توبةٍ صادقةٍ : «اذكُرنا يا ربّ متى أتيتَ في ملكوتِكَ» .
نعم، فلتَكنْ لهم قيامةُ الأبرار، وهنيئاً لهم مسكِنُ النور! وطوبى للذي تختارُه يا ربّ وتقرِّبُه ليَسْكُنَ في ديارِك! (مز 4:65) آمين. تتمة...
11/5/2014 رعية سيدة الأرز - هيوستن، تكساس "أنا القيامة والحياة، فمن آمن بي وإن مات يحيا." يو 25:11
شاركت الجماعة بالقداس لأجل الراقدين على رجاء القيامة بمشاركة أبناء الرعية في كنيسة سيدة الأرز-، هيوستن، احتفل بالذبيحة الإلهية كلّ من الأبوين ميلاد ياغي وبيار خوري، على أن تتابع القداديس في الثلاثاء الأول من كل شهر. المسيح قام حقاً قام
24/4/2014 القداس الاحتفالي السنوي في عيد القيامة المجيدة دير مار الياس - أنطلياس
https://www.youtube.com/watch?v=LfrxozI2w44

1. عظة صاحب السيادة المطران كميل زيدان بعنوان: "اذكرني يا رب متى أتيت في ملكوتك"
2. شكر

حضرة الآباء الأجلاء
أيها الأخوة الأحباء

في هذا الأسبوع، أسبوع الحواريين حسب الطَّقس الماروني، الأسبوع الذي نعيش فيه زمن الفصح بقوَّةٍ وكأنَّنا نحتفلُ مع لصِّ اليمين الذي قال: "اذكرني يا رب متى أتيتَ في ملكوتك"، وقال له المسيح: "اليوم تكونُ مَعي في الفردوس". وفي هذا الحدث نتأمَّلُ في نعمةِ الرَّبِّ وعطيَّتِه للبشريَّةِ، وكم كانَ كلامُ القدِّيس بولس الذي سَمعناه بليغاً في هذا المجال: "أنتم بالنِّعمةِ مُخلَّصون"، لا بأعمالٍ فعلتموها ؟ ولا لشيءٍ قُمْنا به، فـ "الخلاصُ عطيَّةٌ مجانيَّةٌ مِن الرَّبِّ" ومهما كان وَضْعُنا وأينما كُنَّا إذا اقتَبَلْنا هذه النِّعمة فنحنُ مُخلَّصون. وأفضلُ مثالٍ على الموقف الإيمانيِّ الحقيقيِّ هو من خلالِ هَذَين اللِّصَين. الاثنان خضَعا للعذاب ذاته وعاشا الحياة ذاتها. الأوَّلُ تفوَّهَ بكل لعنة لله والناس وكلِّ تجديفٍ، أمَّا الثَّاني فالتفتَ إلى المسيحِ وقال له: "اذكرني يا ربُّ متى أتيتَ في ملكوتك". وهكذا ذهبَ الأوَّلُ إلى الهلاك مع خطيئَتِه وتجديفِه، أمَّا الثَّاني فتبرَّرَ ودخلَ إلى النُّور.
ومِن الأمور الأساسيَّة التي يُحدِّثُنا عنها الآباءُ الرُّوحيُّون فيما يخصُّ التَّواضعَ - لأنَّ الإقرارَ بالخطيئةِ يتطلَّبُ تواضعاً - أنَّ التَّواضعَ هو بابُ الملكوتِ. ومِنَ وسائِل عيش التَّواضع أن نتذكَّرَ ذلك الكلامَ من سِفرِ الحكمةِ في فَصلِهِ السَّابع: "أنا إنسانٌ يموتُ ولذلكَ التمسْتُ الحكمةَ وروحَ الله" هذا ما يعني أنَّنا بشرٌ ذاهبون، أنَّ كلَّ واحدٍ مِنَّا إنسانٌ يموتُ، أنَّنا كما نُردِّدُ في ليتورجيَّتنا المارونية يوم اثنين
الرَّماد: "اذكر يا إنسانُ أنَّكَ ترابٌ وإلى التُّرابِ تعودُ". قوَّةُ الحياةِ والقدرةُ على القيامةِ ليسَتْ مِنكَ أيُّها الإنسان، فهي عطيَّةٌ، هي النِّعمةُ. والله يُعطينا هذه القدرةَ وهذه النِّعمةَ.

وقد اجتمعْتُم اليومَ لنحتفلَ معاً بهذه الذَّبيحة – جماعة "اذكرني في ملكوتك" - وأتيتُم من مناطقَ مختلفةٍ من لبنان لتَشهدوا للقيامةِ، لأنَّنا نحنُ المؤمنون عندما نتكلَّمُ عن الموتِ نتكلَّمُ عن القيامةِ، ولا معنى للموتِ عند المسيحيِّ إلَّا إذا اقترنَ بالقيامةِ، بتلكَ النِّعمةِ التي أعطانا إيَّاها الرَّبُّ. وكما يقولُ القدِّيسُ بولس: "دُفِنتُم مَعَه لتقوموا مَعَه". تموتون أيضاً كما سمعتُم في هذا النَّصِّ عن إنسانِنا القديم، إنسانِ الخطيئةِ المستعبَدِ مِنَ الشَّهوات، لنقوم للإنسانِ الجديدِ، الإنسانِ على صورةِ الله بالبرّ والحق.
وهكذا المشروع الذي وضعتُموهُ في ذواتِكم، أن تعيشوا في ذكرى الَّذين سبقونا وأن نتذكَّرَ نحنُ أيضاً أنَّنا بشرٌ محدود نلتمسُ الحكمةَ وروحَ الله. نلتمسُ تلكَ النِّعمةَ التي أُعطينا بذورَها في العمادِ، والتي نحملُها وحملَها أمواتُنا، ونُعلنُ في الوقتِ عَينهِ أنَّ أمواتَنا يشاركونَنا ذلك الحضورَ الإلهيَّ. اللهُ، روحُ الله، حكمةُ الله كانت فيهم، تُعطَى لنا وتُعطى لمن يأتي بعدنا، سوف نقبلُها كلصِّ اليمينِ ونتوجَّهُ إلى الله ونقولُ له: "اذكرني في ملكوتك" .

نرفعُ الصَّلاةَ معكم اليومَ كي يتحقَّقَ مشروعُكم فعلاً فيُصبِحَ شهادةً للإيمان، شهادةً للكنيسة. وكما نُحدِّدُها في التَّحديداتِ اللَّاهوتيَّةِ، كنيسةُ الأرضِ، الكنيسةُ المجاهدةُ، الكنيسةُ المتألِّمةُ والكنيسةُ الممجَّدةُ. وعملُكُم ومشروعُكُم هو شهادةٌ لهذهِ الكنيسةِ، وَحدةِ الكنيسة، وَحدةِ البشريَّةِ، فالمسيحُ كما يُذكِّرُنا إنجيلُ القدِّيسِ مرقس في هذا اليوم بالذَّات لم يحصرِ البشارة في منطقةٍ معيَّنةٍ أو مجتمعٍ مُعيَّنٍ أو عِرقٍ مُعيَّنٍ: "اذهبوا إلى العالمِ كلِّهِ دونَ استثناءٍ، دونَ حواجزَ". وسمعْتُ عن مشروعِكُم أنَّه ينتشرُ من لبنان إلى الأميركيَّتَين. اذهبوا إلى العالم كلِّه واشهدوا دوماً للقيامةِ، اشهدوا للكنيسةِ ولوحدةِ الكنيسة. وما يُسعدُني هو أن يُشاركَ مَعَنا كهنةٌ من أخوانِنا في الكنيسةِ الأرثوذكسيَّة، فبمشاركَتِهم نشهدُ لوحدةِ الإيمانِ، لوحدةِ الكنيسةِ بالرَّغم من تعثُّراتِ التَّاريخ، فالمسيحُ واحدٌ والكنيسةُ واحدةٌ وكلُّنا نتطلَّعُ إلى المسيحِ ونقولُ له: "اذكرني متى أتيتَ في ملكوتِكَ".

نرفعُ هذه الذَّبيحةَ أيُّها الأحبَّةُ ونذكرُ أمواتكم وأمواتنا والأموات الذين لا أحدَ يذكرُهم. نرفعُهُم مع القربانِ اليومَ طالبينَ من الله أن يسمعَ صوتَنا باسمِهم ومعهُم:"اذكرني يا الله متى أتيتَ في ملكوتِكَ" فيُسكِنَهم فَسيحَ ملكوتِهِ. وُنصلِّي من أجلِ جميعِ المحسنينَ إلى الكنيسة وإلى نشاطاتِكُم طالبينَ من اللهِ أن يكافِئَهم بفيض من النعمةِ التي سمِعْنا عنها في رسالةِ القدِّيس بولس، آمين.
ملاحظة: دُوِّنَت العظة من قبلنا بتصرف.

2. شكر

في يوم القيامة، ونحن نُنشدُ معاً المسيحُ قام!
نشكرُك أيُّها الآبُ السَّماوي، على مراحمِك الإلهية التي أعادَتنا الى أحضانِك الأبوية، بنعمةِ تجسُّدِ
ابنِك يسوعَ الحبيب، حتى نسلكَ دربَ الفِصحِ به ومعه، وندخلَ مع العذارى الحكيمات الى فرحِ ربنِا،
الى العُرسِ الأبدي.

في عيد الفِصحِ العظيم، ونحن نهلّلُ معاً ترانيمَ الفرحِ والإيمانِ والرجاء!
نشكرُك يا ربَنا وإلهنَا يسوع المسيح، لأنَّك ارتضىيْتَ بفدائِك وصليبِك أن تكونَ تقدمةً نقيّةً تُحيينا وأمواتَنا، تقدمةً طاهرةً نستنيرُ بها، حتى نتمّمَ سعيَنا إلى البيت الأبدي بالايمان الحقِّ والمصافحةِ الأخوية ونقلِ البشارة.

في يومِ القيامة، ونحن نهتفُ معاً حقاً قام!
نشكرُك يا روحَ الآب القُدّوس، لأنك تهبُنا اليقظةَ والحكمةَ والقوةَ في خدمةِ رسالتنا الإيمانية،
رسالةِ الصلاةِ لأجل إخوتِنا العابرين إلى المنازل السَّماوية. فنصلّي أرضاً وسماءً لأجلِ بعضِنا البعضِ
بمحبةِ المسيحِ ربِّنا، حتى تَفيضَ القلوبُ تعزيةً ورجاءً ورحمةً وسلاماً، ويبقى ذِكرُهم الى الأبد.
لك المجد ايها الثالوث الأقدس الى الأبد

وأيضاً اليوم، في عيدِ الأعياد وفي حرم هذا الصرح ِالمقدّس، نشكرُ العنايةِ الإلهية حقَّ الشكرِ على بركةِ
هذا الاحتفالِ السنوي الثامن لجماعتنِا الرسوليةِ المسكونية التي تضمُّ الى الآن خمسينَ جماعةً في لبنان وبلاد الانتشار.

كما نتوجهُ بفائقِ الشكرِ والمحبة الى صاحبِ السِّيادة المطران كميل زيدان على رعايتِكُم الأبوية ومباركتِكُم احتفالَنا ومشاركتِكُم فرحَ لقائِنا في عيدِ القيامة المجيدة، سائلينَ الله أن يشدِّدَكُم ويَعضُدَكُم بنعمتِه.
ونتقدمُ بشُكرٍ من القلبِ الى الأبِ الفاضلِ ريمون الهاشم، رئيسِ هذا الدّيْر المقدّس على دعمِكُم لمسيرتنِا
وعلى محبتِكُم وإرشادِكُم والى جمهورِ الآباء في هذا الديْر الموقّر والى الجوقة ِالمسكونية التي شاركتْ جَوْقَ
الملائكة بترانيمِ النورِ والقيامة.
شكرٌ خاصٌ الى رئيس وأعضاءِ المجلسِ البلدي في أنطلياس على مشاركتِكُم فرحَ احتفالِنا ودعمِكُم لجماعتِنا.
وإليكم أيها الأحبةُ - أبناءُ رعيةِ مار الياس، على استقبالِكُم الأخوي لجماعتِنا، لنفرحَ معاً اليوم بقيامة ربِّنا،
ونخصُّ بالذكرِ كافة الجماعاتِ الروحية وأعضاء َجماعتِنا في هذه الرعية المباركة على جهودِكم القلبيَّة لإنجاحِ لقائِنا
السنوي في عيدِ الفصح العظيم.
وإلى كلِّ من شاركَنا اليوم ابتهاجَنا في عيد القيامة من الإخوة المؤمنين الوافدين من مختلف الرعايا.
والى محطة تيلي لوميير على جهودِها في ايصالِ ونشرِ الكلمة ونقلِ احتفالِنا هذا.
وأخيراً لا يسعُنا إلاّ أن نُجدّدَ شكرَنا في لقاءِ العيد هذا للآباء الأجلاّء المرشدين المرافقين لجماعتِنا على كافة عطاءاتِكُم، وإلى الإخوةِ الأعضاء في الرعايا والى شبيبتنِا وأطفالِنا «أصدقاء غاييل» على عملِ ايمانكِم حتى تظلَّ مسيرتُنا الروحية
مسيرةَ الرجاءِ والصلاة ِوخدمةِ بشارةِ الانجيل. المسيح ُقام، حقاً قام. تتمة...
15/2/2014 رعية مار مارون - الأنطونية، الحدث فكيف إذاً إن شاءتِ الإرادةُ الإلهيَّة ُأن تجمعَنا مع جماعةٍ رسوليَّةٍ مسكونيَّةٍ تُدعى "اذكرني في ملكوتك؟"
انطلاقةُ الجماعة في كنيسة مار مارون – الأنطونية، الحدث
عظة الأب فرنسيس جرماني – خادم الرعية
15 شباط 2014

باسمِ الآبِ والابنِ والرُّوحِ القُدسِ، آمين.

مساؤكُم مباركٌ، وقدَّاسٌ مباركٌ للجميع.
لقاؤنا في هذا المساءِ المـُباركِ ليس لقاءً اعتياديَّاً ألِفناهُ في رعيَّتِنا، فبالرَّغم من أنَّ كلَّ لقاءٍ نحياهُ مع يسوعَ الحيِّ والقائمِ من الموتِ يجبُ أن يكونَ ميزةً خاصَّةً في حياتنا الرُّوحيَّة والرَّسوليَّة والرَّعائية، فكيف إذاً إن شاءتِ الإرادةُ الإلهيَّة ُأن تجمعَنا مع جماعةٍ رسوليَّةٍ مسكونيَّةٍ تُدعى "اذكرني في ملكوتك؟" وهذه الجماعةُ تعملُ بإرادةٍ من الرَّبِّ على زرعِ صوتِهِ وندائِهِ ليكونَ مسموعاً في هذه الرَّعيَّة من خلالها وبواسطةِ رسالتِها.
"اذكرني في ملكوتك" جماعةُ عزاءٍ، جماعةٌ أتَت لتُبلسِمَ جراحَ البشريَّة ببلسَمِ الإيمانِ والمحبَّةِ والتَّعزيةِ الرُّوحيَّة، وقد نشأَتْ بفعلِ صرخةِ ألمٍ ووجعٍ يحياهُ كلُّ إنسانٍ نتيجةَ أحداثٍ أليمةٍ.
وهذه الجماعةُ قد أصبحَتْ منذُ هذا المساءِ "من أهلِ البيتِ"، وسنلتَقيها في السَّبتِ الثَّاني من كلِّ شهرٍ لنُصلِّيَ معاً من أجلِ راحةِ أنفسِ موتانا عموماً. وهم قد أصبحُوا في ملكوتِ ربِّنا الأبديِّ، ونحنُ اليومَ نستذكِرُهُم ونحيي ذِكراهُم بالصَّلاةِ، وبالذَّبيحةِ الإلهيَّة. وقد خُلِقَت لأمواتنا مكانةً وميزةً خاصَّةً في حياتِنا اليوم نحنُ كأفرادٍ وكجماعةٍ مسيحيَّةٍ، وقد باتوا مسؤوليَّةً روحيَّةً تقعُ على عاتق ِكلِّ إنسانٍ مِنَّا، إذ صِرنا اليومَ نحملُهم معنا في كلِّ لحظةٍ نستحضرُ فيها ربَّنا يسوعَ، في كلِّ صلاةٍ فرديةٍ، في كلِّ صلاةٍ للمسبحةِ، في كلِّ تأمُّلٍ فرديٍّ وفي كلٍّ مشاركةٍ في القدَّاسِ الإلهيِّ. فهؤلاء الأشخاص الذين فارقوا الحياةَ، أصبحوا جزءاً كبيراً مِنَّا، وإن غابوا عنَّا بالمادَّةِ والجسدِ، إلَّا أنَّهم حاضرون معنا دوماً في القلبِ والصَّلاة.
نحنُ اليومَ مدعوُّون لنحملَ في صلاتِنا وقدَّاسِنا جميعَ الأشخاصِ الذينَ فارقوا الحياةَ، فلا يحقُّ لنا اليومَ كمسيحيِّين أن نبكيَ موتانا. قد نتفهَّمُ أنَّ فقدانَ شخصٍ حبيبٍ أو عزيزٍ على قلوبنا أمرٌ صعبٌ جدَّاً من النَّاحية البشريَّة المحض، ولكن إن كنَّا نعتبرُ أنفسَنا جماعةَ إيمانٍ وعزاءٍ، سنتمكَّنُ منذ هذهِ اللَّحظة أن نُحوِّلَ حُزنَنا إلى رجاءٍ وإيمانٍ.
واليومَ يطرحُ كلٌّ منَّا سؤالاً على ذاتِهِ: كيفَ أستطيعُ أن أكونَ إنساناً قادراً على تحويلِ عاطفتي البشريَّةِ من بكاءٍ وألمٍ وآهاتٍ عندَ فقدانِ شخصٍ عزيزٍ إلى موقفٍ ملؤُه التَّعزية والإيمان؟ وجواب هذا السُّؤالِ يتوقَّفُ على كلِّ إنسانٍ منَّا، وعلى قدرتِهِ على تحويلِ حُزنِه اليوميِّ إلى موقفٍ إيمانيٍّ، والأمرُ يتطلَّبُ الكثيرَ من الإصغاءِ والانفتاحِ أكثرَ على كلمةِ ربِّنا التي تُحوِّلُنا إلى جماعةِ خلاصٍ ورحمةٍ وحبٍّ، كما نتمكَّنُ أيضاً باسمِ المسيحِ، وبإيمانِنا الشَّخصيِّ بيسوعَ أن نُحوِّلَ حزننا وألمنا إلى تعزيةٍ وفرحٍ.
واليومَ تأتي جماعةُ "اذكرني في ملكوتِكَ" لتزرعَ روحانيَّتَها فعلاً في داخلِ النُّفوس، ونحن كلُّنا توقٌ لأن نتلقَّى هذه الروحانيَّة، إذ من مِنَّا لا يُصلِّي لأجلِ موتاه؟ من مِنَّا لا يذكرُ شخصاً انتقلَ إلى الحياةِ الثَّانيةِ وذكراهُ لا تزالُ باقيةً في أجملِ المواقفِ وأحلى اللَّحظاتِ؟
فهذهِ الجماعةُ تأتي إذاً لنُحيي معاً موتانا من جديد، ولنخلقَ تواصلاً روحيَّاً معهم من خلالِ القداديس والصَّلوات. تتمة...
24/11/2013 الذكرى الرابعة لافتتاح مركزنا الروحي فالإنجيلُ هنا يتحدَّثُ عن الغِنى، وفيه إشارةٌ إلى كلِّ غنيٍّ اعتقد أنَّ ماله مُلكَهُ، ...
أبرز ما جاء في عظة الأب ابراهيم سعد
في القداس الإلهي لأجل الراقدين على رجاء القيامة
في مركزنا الروحي بمناسبة الذكرى الرابعة لافتتاحه
وقد شارك بالقداس الإخوة أفراد جماعتنا المسكونية من مختلف الرعايا

24/11/2013
باسمِ الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، آمين
.
جاء في إنجيل اليوم: وَأَيْضاً أَقُولُ: إِنَّهُ لَأَسْهَلُ أَنْ يَدْخُلَ الْجَمَلُ فِي ثَقْبِ إِبْرَةٍ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ الْغَنِيُّ مَلَكُوتَ اللهِ". 25 فَدُهِشَ التَّلاَمِيذُ جِدّاً لَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ، وَسَأَلُوا: "إِذَنْ، مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَخْلُصَ؟" 26 فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَقَالَ لَهُمْ: "هَذَا مُسْتَحِيلٌ عِنْدَ النَّاسِ. أَمَّا عِنْدَ اللهِ، فَكُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ"
فالإنجيلُ هنا يتحدَّثُ عن الغِنى، وفيه إشارةٌ إلى كلِّ غنيٍّ اعتقد أنَّ ماله مُلكَهُ، وهو في الحقيقةِ مجرَّدُ وكيلٍ عليه. وإن تصرَّفَ كمالكٍ للمالِ، لن يتمكَّنَ من الانسلاخ عنه، وبالتَّالي لن يستطيعَ دخول الملكوت. والفقر هو الصُّورة الواضحة عن الحاجة، ولا يوجدُ من هم بحاجةٍ إلا الفقراء الذين يُعبِّرون عن حاجتهم بالفعل. فالفقرُ هو الحاجة القصوى، أمَّا باقي الناس فكلٌّ منهم له حاجته، ربما أحدهم يحتاج المحبة، في حين يحتاج آخر العلم.

إلا أنني اليوم، وبالتَّغاضي عن موضوعِ الفقر الماديِّ على أهميَّته، أودُّ الحديث عن فقرٍ من نوع آخر، وهو الفقر بالحبِّ والفقر بالفهم، اللَّذَيْن أصابا جميع المسيحيِّين، لذا باتوا يجعلون من مسيحيَّتِهم دِيناً ككلِّ الأديان، في حين أنَّها لم تكن يوماً ديناً، بل نهج حياةٍ يقودُنا إلى استبدالِ عيونِنا بعينَيّ الله، فنرى الآخر معبَراً لحياتنا، وليس خَصماً، وعندها ندخلُ ملكوت السماوات، بل ويكون الملكوت في داخلنا أصلاً لأنَّنا سمحْنا لله أن يتملَّكَ على حياتِنا. ولكن إن ظَلَلْنا نعتقدُ أنَّنا نحنُ كل شيء، وأنَّ غيرنا يقرعون أبوابَنا لنَحُنَّ عليهم، فلن تستقيمَ الأمور.
ومَن اجتمعْنا اليوم لأجلِهم، أي من سَبقُونا إلى السَّماء، ليسوا مُقَسَّمين فوق، إذ دَخَلوا إلى مكانٍ تخلَّوا عن بشرِيَّتِهم قبل أن يَطؤوه. إذ لا شيء يُقسِّم النَّاس إلا بشريَّتهم، والأنا التي في داخِلِهم. نحن نعتقدُ أنَّنا نُصلِّي لأجل الراقدين، لكنْ في الحقيقة نحن نُصلِّي لأجل أنفسِنا، فهم قد دَخَلُوا في حالةِ الرَّحمة الدائمة وفَهِمُوها، أمَّا نحنُ فبالرغم من أنَّنا في حالةِ الرحمة إلا أنَّنا لم نفهمْها بعد، لأنَّنا لو فهِمناها لرَحمنا بعضَنا، ولو فَهمنا غِنى الحبّ، لعَرفنا كيف نُحبّ.
فالأمر إذاً يحتاجُ الوعيَ واليقظة، لنُدركَ حُبَّ الله لنا، لا حبَّنا نحنُ لله. فحبُّنا له موسمي، في حين أنَّ حبَه لنا دائمٌ، والإنسان الواعي هو من يتعلَّقُ بما هو دائمٌ وليس وقتي. وعلى هذا الرجاء نجتمعُ اليوم، وعلى هذا الرَّجاء سنُكمل، لتكونَ كلمةُ الله هي من تَقودنا إليه عبر طريقٍ واحدةٍ؛ الإنسان من كان ومهما كان. علينا أن نحبَّ الإنسان، بالأخص من لا يُرِيحنا، ومن يختلف عنَّا بكلِّ شيء حتى بِدِيننا، وإلا يُدِيننا الله. على هذا الرَّجاء سَنَسِير، هكذا اتَّفقنا وهكذا سنُكمِلُ، آمين.

ملاحظة: دُوِّنَت من قِبلنا بتصرُّفٍ.
22/11/2013 كاتدرائية مار عبدا – بكفيا جاء في إنجيل اليوم قول يسوع: "من حفظ كلامي فلن يعرف الموت أبدا"...
انطلاقةُ الجماعة في كاتدرائية مار عبدا – بكفيا
عظة المونسينيور إيلي خوري – خادم الرعية


باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، آمين.

نجتمع اليوم لنقيم القداس الأول مع جماعة اذكرني في ملكوتك، وأود أن أذكركم يا أحبتي أنه بإمكانكم تسجيل أسماء موتاكم في سجل "اذكرني في ملكوتك" لنذكرهم في هذا القداس. نحن فرحون اليوم باستقبالكم، ونشكر الله ونشكركم على هذه المبادرة، وقد سرَّ الكثير من أبناء الرعية بهذه الفكرة ، اليوم قد أتوا ليصلّوا معنا، وهذا أمر يمس أفئدتنا وضمائرنا ويدفعنا لذكر أمواتنا في صلاتنا دوماً.
وبمحض المصادفة -إذ إن الإنجيل الذي تلي علينا اليوم ليس من اختيارنا- جاء في إنجيل اليوم قول يسوع: "من حفظ كلامي فلن يعرف الموت أبدا"، وهذا يا أخوتي أمر عميق وبسيط في آن. فهنا نفهم معنى الحياة، أي أن نكون مع يسوع المسيح، وإلا نصبح كأي كائن آخر –حيوان أو نبات- نعيش ونتحرك فقط. فالحياة الحقيقية هي التي يحدثنا عنها يسوع وحسب، مخبراً أنه جاء ليعطيها للناس بوفرة، ويحدد: "كلمتي هي الحياة"، ونحن نعلم تماما ما الذي يعنيه يسوع بقوله: "من يحفظ كلمتي"، أي من يفهمها ويقدرها ويعمل بها. كلمة الله هي كلمة الحياة، لذلك فمن يحيا كلمة الله لن يعرف الموت، وهذا بالنسبة لنا نحن الأحياء. وبموتنا مع يسوع ننتقل من حياة إلى حياة، ويقول يسوع: "وإن مات فسيحيا"، وقد أعطانا هذا الإيمان وعلينا أن نتحمل مسؤوليته في حياتنا اليومية، بمعرفتنا إن كنّا نحيا حياة حقيقية، حياة الله، حياة النعمة التي تنيرنا دائما وتجعلنا ننظر إلى الآخرين ونحبهم ونحيا بسعادة عميقة مصدرها الرب فقط، أم كنا نحيا مجرد حياة بيولوجية، مضمونها الأكل والشرب والنوم والفرح اليومي المزيف.
وفيما يخص هذا القداس الذي نذكر فيه موتانا، نحن نؤمن يا أخوتي –وهذا تعليم كنسي- أننا في كل مرة نلتقي فيها في القداس الإلهي ندخل السماء، وننفصل عن الزمان والمكان، فنحن الآن في هذا الوقت في الأبدية، فيسوع قدم ذاته كذبيحة منذ ألفي عام، وأينما كنّا في العالم وفي أي عصر من العصور، نحن نتصل بهذه الذبيحة التي لا مكان لها ولا زمان وندخل فيها. وإذا كنّا نحن اليوم ننضم إلى يسوع في ذبيحته ونقدمها لأجل موتانا، ونتحد معهم أيضا في الشركة الإلهية- شركة القديسين، يصير هذا المكان إذاً سماءً، أبدية، نحن فيها متحدين مع جميع الملائكة والقديسين، مع الآب والابن والروح القدس، وكل موتانا، وهذا ما يحدث في كل قداس. البارحة قالت لي السيدة جانيت الهبر فكرة جميلة جدا، مفادها أن المقاعد الخالية في الكنيسة ملآنة بالفعل، يجلس فيها من سبقونا إلى السماء. وهذه حقيقة جميلة، إذ نحن في حضرة الله متحدون معهم، في القداس الذي هو سماء مفتوحة.
ويبقى أمر آخر مهم جدا، وهو أنه لا يمكننا دخول السماء إن لم تكن في قلبنا محبة. قد نأتي إلى الكنيسة ونخرج منها دون أن ندخل إلى قلب الآب، وهو لا يعرفنا ولا يرانا في الكنيسة إن كان في قلوبنا حقد. فالسلام الذي نوزعه على بعضنا في الكنيسة ليس مجرد حركة نقوم بها، بل هو وسيلة لتذكيرنا قبل الدخول في الذبيحة الإلهية أنه على قلوبنا أن تمتلئ بالسلام، سلام الرب، سلام الغافر لمن أساء إلينا، وسلام التائب عما أسأنا به للآخرين، وهنا ندخل السماء ونتشارك الذبيحة الإلهية مع إخوتنا الذين سبقونا إلى فوق، وتصبح ذبيحتنا مَرْضيّة ومقبولة. وكلنا نذكر كلام يسوع الذي مفاده أننا إن كنا نقدم القربان وتذكرنا أن لأخينا علينا شيئاً، فعلينا أن نترك قرباننا ونذهب فنصالحه ثم نعود لنقدم القربان. أي لكي يقبلنا الرب، ونحن بدورنا نقبله ونراه ونشعر أنه قد لمس قلبنا في القداس ونحن لمسنا محبته، علينا أن نعيش السلام. ونحن ندرك أن عيش السلام ليس بالأمر السهل، لذلك علينا أن نحياه ببساطة، ونعتذر للرب عن إساءتنا لأي شخص كان، ونتوب ونعده بأن نصبح أفضل، وان نسامح الآخرين أمام الرب ونغفر لهم، فتكون ذبيحتنا مقبولة ومباركة وتصل لقلوب من سبقونا إلى السماء، والذين هم حاضرون معنا لأنهم حاضرون في قلب الله. على هذا الأساس نصلي، وبهذا الاستعداد أطلب -قبل أن ندخل القسم الثاني من القداس- بقلب منسحق يارب مغفرة خطايانا إذا أسأنا للآخرين، وأطلب منك أن تمنحنا القوة لنسامح من أساء إلينا، لنكون في شراكة جميلة مع حياتك يا الله، ومع حياة القديسين.
في آخر القداس سنشاهد عرضا مصورا عن الجماعة التي تنطلق اليوم في رعيتنا، ثم سنصلي صلاة تليها البركة، وبعدها نود أن نلتقط صورة تذكارية معكم جميعا، لنتذكر أننا كنا أول من احتفل بهذا القداس في بكفيا.

ملاحظة: دونت العظة من قبلنا بتصرف